“الدعوة” ينزع جلده.. تعرف على كواليس مؤتمره القادم وأبرز المرشحين لخلافة المالكي والعبادي

يبدو أن عدم حصول رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، على ولاية ثانية، منحه الوقت لترتيب…

يبدو أن عدم حصول رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، على ولاية ثانية، منحه الوقت لترتيب أوراقه الحزبية، فبعد أن شهد حزب الدعوة بروز تكتلات متصارعة هددت كيانه العريق، أظهرت تسريبات قادمة من داخله بانضمام العبادي لـ”محور القيادة” الذي ينتمي اليه جلّ القياديين في الحزب، باستثناء سلفه نوري المالكي الذي يقود محورا مختلفا يحظى بدعم طهران وحزب الله اللبناني. وفيما اتفق قادة المحورين على نهاية حزيران يونيو الجاري، كموعد أخير لعقد المؤتمر العام السابع عشر في تاريخ الحزب، تعهدوا جميعا بعدم الترشح لموقع القيادة، بهدف فسح المجال أمام قيادات جديدة، وشابة.

ويقول مصدر مطلع من داخل الحزب رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “العبادي أبرم تفاهما جديدا مع ما بات يعرف داخل الحزب بمحور القيادة (أو ملتقى كربلاء) الذي يضم كلاً من علي الاديب، وطارق نجم، وعبدالحليم الزهيري، وصادق الركابي، وعلي العلاق، ما أسهم بردم الفجوة بين الطرفين، وألغى ما كان يسمى بمحور العبادي داخل الحزب”.

ويلفت المصدر الى أن “الكل بات في مقابل محور المالكي، المدعوم خارجيا من خط طهران، وحزب الله اللبناني بزعامة حسن نصرالله، بوصفه واحدا من رجالات ما يسمى بمحور المقاومة، وداخليا من جماعة نخبة الدعاة، وهم أعضاء الحزب المؤيدون لوجوده في هرم القيادة، ويرفضون بشدة انسحابه من الترشح”، منوها الى أن “اتفاقا جرى بين قيادات الدعوة من كلا المحورين بعدم ترشيح أنفسهم في الانتخابات القادمة للحزب، وفسح المجال أمام قيادات جديدة، وهو أمر لاقى استحسان باقي الأعضاء باستثناء (نخبة الدعاة) التي يصر أعضاؤها على بقاء المالكي، الذي سعى لاقناعهم بدعم مرشحين محددين بدلا عنه، كونه تعهد بالالتزام أمام قيادات الحزب بعدم الترشح مجددا، بشرط تجميد منصب الأمين العام، بدلا من إلغائه كما كانوا يطالبون، كي لا يفهم بأنه كسر لإرادته”.

ويوضح أن “محور القيادة حذر جدا من تدخل طهران في تفاصيل المشهد الداخلي للحزب، ومن عموم مشروعها السياسي في العراق، لكن عرّابي هذا التدخل سيكونون حاضرين بقوة في المؤتمر القادم، عبر عدد من الأعضاء المؤثرين (رفض ذكر أسمائهم)، الذين يسعون لجر المالكي، ومن ثم حزب الدعوة الى محور المقاومة”.

وكشفت “العالم الجديد” في 7 كانون الثاني يناير الماضي، لأول مرة عن الورقة التي أعدها تكتل (نخبة الدعاة/ محور المالكي) للمؤتمر القادم، حيث أكد على أن أحد أبرز أسباب ضعف الحزب هو القيادة الجماعية التي أربكت عمله طيلة المدة السابقة.

ويبين المصدر بالقول “بعد سلسلة الاخفاقات التي مر بها الحزب، قدم كلا المحورين مشروعين لإصلاح الإطار العام للحزب، فمحور المالكي اعتمد على مشروع الإصلاح الذي كتبه علي المؤمن، فيما اعتمد محور القيادة، على مشروع تجديد الحزب الذي قدمه الشيخ مهند الساعدي، والذي قدم أيضا ورقة بشأن المؤتمر العام القادم، أطلق عليها (مؤتمر عبور الأزمة)، إلا أنه قرر سحبها بسبب الظروف غير المناسبة، والانسحاب من الترشح للقيادة”.

المؤتمر الذي سيعمل على “نقل مسؤوليات جميع مكاتب الحزب لقيادات شابة، وتشكيل لجان لإعادة الهيكلة، وكتابة نظام داخلي جديد، والاستعداد لانتخابات جديدة، تم تحديد موعد انعقاده بنهاية شهر حزيران يونيو الجاري بعد أن كان يدور الكلام عن تأجيله لإشعار آخر بسبب الخلافات بين الأعضاء”، حسب المصدر، الذي يوضح أن “اللجنة التحضيرية اتفقت على ترشيح نحو ٤٠٠ داعية (عضو) في الحزب للمؤتمر العام، سينتخبون مجلس شورى من ٥٠ الى ٧٠ داعية، ثم ينتخب هذا المجلس قيادة جديدة للحزب”.

ويسمي المصدر، أبرز المرشحين للصعود الى دفة قيادة الحزب من محور المالكي “الشيخ عامر الكفيشي، والدكتور خلف عبد الصمد، وحسن السنيد، وعدنان الأسدي”، فيما يرى أن أبرز مرشحي محور القيادة هم “محمود الميالي، وفؤاد الدوركي، وعقيل الطريحي، وأياد الوائلي”، في حين ترتفع حظوظ قيادات أخرى بين شباب الحزب من تنظيمات مكتب الشباب واتحاد الشباب، والأعضاء الذين يشاركون لأول مرة، كـ”الدكتور علي العطار، والدكتور نوفل أبو الشون”، بحسب المصدر.

وأعلن العبادي في 31 أيار مايو الماضي، انسحابه من جميع المواقع القيادية في حزب الدعوة، داعيا إلى إجراء مراجعة وتجديد في هيكلة الحزب، فيما عزا مصدر مقرب منه هذه الخطوة، الى محاولة إحراج القياديين الكبار، وأبرزهم سلفه نوري المالكي.

واحتضنت بغداد في 20 آذار مارس 2013، آخر مؤتمر عام للحزب، حمل الرقم 16 بتاريخه، حيث أعيد فيه انتخاب نوري المالكي أميناً عاما للمرة الثالثة على التوالي، بعد شغله المنصب لأول مرة في العام 2007، ليعيد الحزب انتخاب المالكي ذاته بعد عامين فقط، خلال مؤتمر عام حضرته شخصيات عامة بينها رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني.

 

وكشفت “العالم الجديد” في 30 آب أغسطس الماضي، عن فشل مساعي أعضاء حزب الدعوة بتوحيد الموقف بين جناحي المالكي والعبادي، بعد اشتراط الاول انسحاب الاخر من الترشح لولاية ثانية كرئيس للوزراء.

وأدى الخلاف بين الطرفين الى إصدار قرار حزبي بعدم الاشتراك في الانتخابات العامة التي جرت في 12 ايار مايو الماضي، مفضلا مشاركة أعضاء الحزب تحت تسميات مختلفة، للحؤول دون انفراط أعضاء التنظيم.

وكان أعضاء في الحزب حاولوا التخفيف من التصدع التنظيمي داخل الحزب، فكشفوا في شباط فبراير 2018 (قبل الانتخابات بثلاثة أشهر)، عن اتفاق بين الطرفين على الائتلاف بعد ظهور نتائج الانتخابات، وهو ما لم يحصل إطلاقا.

يذكر أن حزب الدعوة الإسلامية، تأسس في العام 1957، حيث أعدم مؤسسه المرجع والمفكر الاسلامي محمد باقر الصدر عام 1980، ثم تعرض أعضاؤه لحملات اعتقال وإعدام وفق قرار صادر بأثر رجعي عن مجلس قيادة الثورة في ذات العام، يأمر بإعدام كل من ينتمي للحزب أو يتعاطف مع أفكاره، حتى لو كان ذلك قبل صدور القرار.

إقرأ أيضا