جريمتا قتل تفجعان أهالي الديوانية في شهر واحد.. وذوو الضحايا يتهمون الشرطة بالتواطؤ

لم يدر في بال الصبي غيث هاشم شلال (13 سنة)، بأن خروجه من منزل والديه…

لم يدر في بال الصبي غيث هاشم شلال (13 سنة)، بأن خروجه من منزل والديه وسط مدينة عفك، (25 كم جنوب شرقي مدينة الديوانية)، صباح الخميس الماضي، سيكون آخر صباحاته التي اختتمت بتشويهه، وقطع لسانه ورش وجهه بماء النار (التيزاب)، قبل ذبحه ورميه في احد انهار المدينة.

ويقول والد الضحية، هاشم شلال، لـ”العالم الجديد”، إن “خروج ولدي من المنزل في الـ11 والنصف من صباح الخميس (20 حزيران يونيو الجاري)، كان مسجلا على كاميرات المراقبة في الشارع الذي يقع به منزلنا، ولأنه لم يعتد على التأخر خارج المنزل كثيرا، فقد استغربت من عدم حضوره مساء، فهرعت للبحث عنه وتسجيل بلاغ اختفائه في مركز الشرطة”.

Image

مقتل غيث لم يكن هو الأول نوعه في المدينة التي يسكنها نحو 70 ألف مواطن، فلقد سبقه مقتل أحد أقاربه قبل شهر تقريبا، دون الوصول الى الجناة حتى لحظة اعداد القصة، وفي هذا الصدد يضيف شلال، “قبل شهر قتل ابن اخي، لكن الجريمة لم يتخذ بصددها اي اجراء بعد التحقيق، بل على العكس فمدير شرطة البدير يرتبط بعلاقات مميزة مع المشتبهين بتورطهم، ويقدم على تأمين الحماية لهم، على الرغم من تسليم شخصين منهم أنفسهم لمركز شرطة القضاء، واعترافهما بتورط 36 شخصا بالجريمة، لنصل اليوم الى جريمة ثانية أبشع من الاولى”.

ويوضح والد الضحية الأولى، بالقول “لحقت بأحد المتهمين، بعد ظهوره في تسجيلات كاميرات المراقبة الى مركز الشرطة”، متهما مركز شرطة عفك بأنه “كان ينوي إخفاء التسجيلات الفيديوية، التي توثق مشاهد اختطاف ولدي”.

Image

من جهته دعا المواطن، حاتم عيال، وزارة الداخلية وجهاز الامن الوطني ومكتب المفتش العام الى “التدخل باجراءات التحقيق في الجريمتين، لتواطؤ الاجهزة الامنية وتورط بعض عناصرها في الجرائم”، لافتا الى أن “التمثيل بجثة طفل واقتلاع عينيه ولسانه وحرق وجهه بماء النار(التيزاب)، ونحره، كان غاية في الوحشية، وارهابا علنيا يجب على المسؤولين التصدي بحزم ضده”.

ويتساءل عيال “لماذا تمكنت شرطة ديالى من القبض على مجرم بعد ثلاثة ايام من جريمة قتل، في حين تفتقد الديوانية الى هذا المستوى من حماية أمن مواطنيها والسهر على حياتهم”، مبديا دهشته من “التستر على المجرمين من قبل من يرتدي العسكري”.

Image

بالمقابل رد وكيل قائد شرطة الديوانية، العميد داخل الحساني، في حديثه لـ”العالم الجديد”، قائلا إن “قسم شرطة عفك تلقت أخبارا من أحد المواطنين تفيد بفقدان المجني عليه غيث هاشم شلال، وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل بامرة وكيل قائد الشرطة وعدد من الضباط للتحقيق في الحادث، وبعد ساعات من الاخبار، عثر على جثة الضحية في احد انهار مدينة عفك”.

وتابع الحساني، أن “الفريق باشر بالاجراءات التحقيقية، وتوصلنا الى خيوط الجريمة، وتم إلقاء القبض على احد المتهمين من اللذين يسكنون على مقربة من مكان الحادث، واستحصلنا موافقة قاضي تحقيق محكمة عفك لاصدار مذكرة القاء قبض، واعترف على الفور بصلته بالجريمة، وجرى احالة جثة الضحية الى الطب العدلي ومستمرون باجراءاتنا التحقيقية لمعرفة ما ان كان هناك متورطون اخرون في الجريمة”.

Image

Image

إقرأ أيضا