توج فيلم “تورن” للمخرج العراقي المقيم في المانيا نوزاد شيخاني بالجائزة الكبرى “الزيتونة الذهبية” في ختام منافسات المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم العربي في مكناس عاصمة السينما العربية، في ظل منافسة حادة على أفضل الأفلام العربية أمام وفود سينمائية مهمة بينهم مشاهير ونجوم السينما الذين قدموا من مختلف الدول العربية، في مقدمتهم النجمة المصرية بوسي، والفنان محمود قابيل والفنان المغربي محمد مفتاح وغيرهم من السينمائيين والأكاديميين المغاربة والعرب.
وقال شيخاني في اتصال هاتفي مع “العالم الجديد”، إن “تتويجنا بالجائزة الكبرى هو تتويج للإنسانية في كل مكان، وتتويج للسينما العراقية التي مثلها فيلم “تورن”، وتتويج لجميع أطياف الشعب العراقي، وخصوصا الشعب الايزيدي الذي يجسد الفيلم معاناتهم واَلامهم، والتي من خلالها نحاول بإنسانيتنا وبأعمالنا أن نزرع بذور الحب والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب”.
وأضاف شيخاني “تعتبر هذه الجائزة في غاية الأهمية، لأن التتويج جاء من مهرجان كبير خاص بالافلام السينمائية العربية ولأول مشاركة لي بفيلم “تورن” على أرض المغرب الذي أزوره منذ سنوات طويلة، حيث تشرفت بترؤِس لجان تحكيمية في بعض المهرجانات السينمائية الدولية، وشاركت في عضوية البعض منها، وقدمت ورشات تدريبية وماستر كلاس في مجال صناعة الفيلم، والإبداع في الإخراج السينمائي، إلى جانب نشاطات متعددة لربط جسور التعاون والتواصل بين سينمائيين مغاربة وسينمائيين من مختلف الدول، إلى جانب ذلك كانت لدينا مشاركات عديدة تدخل في إطار التعاون الثقافي والفني بين العراق والمغرب من خلال سفارة جمهورية العراق، من ضمن هذه الفعاليات، أنيطت لنا مسؤولية الإشراف وتنظيم عرض أزياء عراقية في المغرب بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين العرب والأجانب والمهتمين إضافة الى نخبة من أسر تحرير المجلات والصحافة المتخصصة في هذا الميدان”.
ومن الجدير بالذكر ان فيلم “تورن” يحمل رصيدا كبيرا من الجوائز التي وصلت الى 37 جائزة، حيث توج الفيلم بجائزة المخرج الفرنسي الكبير “جان لوك غودارد” في مهرجان جوائز النقد السينمائي العضو في جمعية السينما بمركز لينكولن بنيويورك، وجائزة “الثعلب الذهبي” لعام 2019 في مهرجان كلكتا السينمائي الدولي في الهند، وجائزة “الإبداع” في مهرجان سان دييغو في لوس أنجلوس، وجائزة “النجم الصاعد” في مهرجان كندا السينمائي الدولي، وجائزة “أفضل فيلم روائي أجنبي طويل” في مهرجان هوليوود السينمائي الدولي، وهي إحدى المهرجانات السنوية التي تقام في هوليوود، وغيرها من الجوائز، ومازال الفيلم مرشحا في مسابقات رسمية لمهرجانات مقبلة.
وحول هذا الموضوع، أوضح شيخاني “نحن حريصون على المشاركة الواسعة لمهرجانات سينمائية دولية في مختلف أنحاء العالم، وهي مهمة لنقل ونشر رسائل الفيلم بين مختلف الثقافات السينمائية، وإيصال معاناة وآلام شعبنا”، مؤكدا أن “نجاح الفيلم في المحافل الدولية، هو نجاح لصناعة الفيلم السينمائي، وللعملية الانتاجية التي وضعنا أسسا ثابتة لها”.
يشار الى أن فيلم “تورن” يجسد معاناة الشعوب التي تهاجر أوطانها وتبحث عن أوطان بديلة تحميها من حملات الإبادة الجماعية، ومن الحروب والظلم والاضطهاد، مثل ما حصل في العراق. ويمثل معاناة الشعب العراقي من خلال قصة مأساة الشعب الإيزيدي الذي ارتكب بحقه العديد من حملات الإبادة الجماعية على مر التاريخ، وهو تحفة فنية فلسفية صادمة، تجسد الصراع من أجل البقاء، والهوية والانتماء، وبذلك حصل الفيلم على إشادة عربية وعالمية واسعة.
