وزراء الاتحاد الأوروبي يناقشون في هلسنكي تعزيز التنمية المستدامة وسط تحديات المناخ

بعد يومين من النقاش المستفيض، اختتم اليوم الجمعة، في قصر فنلانديا وسط العاصمة الفنلندية هلسنكي…

بعد يومين من النقاش المستفيض، اختتم اليوم الجمعة، في قصر فنلانديا وسط العاصمة الفنلندية هلسنكي مؤتمر وزاري لبلدان الاتحاد الأوروبي حول التوصل لسبل تعزيز التنمية المستدامة والاقتصاد الصديق للبيئة. المؤتمر الذي كان بمثابة ورشة بحثية ساهم فيها وزراء أوروبيون في مجال التعليم، التخطيط، الثقافة والاقتصاد تهدف الى إيجاد مسارات جديدة للتنمية والاقتصاد الحيوي الصديق للبيئة من جهة والذي يأخذ بعين الاعتبار التطور التقني المتلاحق في هذه المرحلة.

عنوان المؤتمر الأساسي الذي حضرته “العالم الجديد”، هو التنمية المستدامة وعلاقتها بالمتغيرات المناخية.. الطاقة النظيفة، التقنيات الحديثة وتوظيفها لصالح الاقتصاد الحيوي. اهداف المؤتمر تاتي منسجمة مع الشعار الأساسي الذي رفعته فنلندا في برنامجها لرئاسة الاتحاد الاووربي “أوروبا المستدامة المستقبل المستدام”.

افتتح المؤتمر بكلمة لوزيرة الشؤون الاقتصادية الفنلندي كاتري كولمني، تحدثت الوزيرة في كلمتها حول أهمية البحث عن خيارات علمية ناضجة لتحسين الأوضاع الاقتصادية بما يتناسب مع التطور التكنولوجي وضرورات الحفاظ على المناخ.

اليوم الأول من المؤتمر كرس لمناقشة ملف المنافسة في الاتحاد الأوروبي في المجال الاقتصادي وتقديم البحوث العلمية وتنضيج المقترحات الجديدة والفاعلة والصديقة للبيئة في مجال التنمية المستدامة. في الجلسة المسائية توزع المجتمعون على اربع ورش بحثية، الأولى ناقشت مستقبل الصناعة الأوروبية وكيفية تطويرها، اما الثانية فقد ناقشت سياسة السوق الداخلية على الصعيد الخدمي. ثالث الورش تفرغت لمناقشة كيفية دعم الاقتصاد الرقمي في أوروبا والتدابير السياسية اللازمة. فيما كانت الورشة البحثية الرابعة تناقش القدرة التنافسية للشركات الأوروبية.

Image

اليوم الثاني من المؤتمر خصص لمناقشة مقترحات ورش الأبحاث التي تم التطرق لها في اليوم الأول مع ممثلين عن الشركات والفاعلين في المجال الاقتصادي. تم تقسيم المشاركين ورشتين صباحية ناقشت النمو المستدام، واليات عمل الاقتصاد الرقمي داخل الاتحاد الأوروبي وكيفية تطويرها. اما الورشة المسائية فقد ركزت على معالجة موضوع المنافسة الذكية داخل البيت الأوروبي بما ينسجم مع توجه تحسين المناخ. 

علما ان فنلندا تتراس منذ مطلع تموز الجاري الاتحاد الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخها بظل ظروف غاية في التعقيد تشهدها أوروبا عموما، مثل ازمة الهجرة، صعود اليمين المتطرف إضافة الى تراجع الحريات والقيم الديمقراطية في بعض بلدان أوروبا الشرقية، ناهيك عن ملف عودة عائلات مقاتلي داعش. تاتي رئاسة فنلندا للاتحاد بعد أسابيع من إقامة انتخابات البرلمان الأوروبي في دورته الجديدة التي شهدت متغيرات مهمة في خارطة القوى الأساسية فيه.. من بينها  تزايد مقاعد اليمين المتشدد.

هذا وقد كانت الركائز الأساسية للبرنامج الفنلندي هي تسويق تجربة فنلندا وبلدان الشمال عموما في مجال تحسين المناخ وهي تجربة متقدمة جدا على نظيراتها من بلدان الاتحاد، كما تحاول فنلندا استغلال منصة الاتحاد الأوروبي لتعزيز ملف تحسين المناخ عبر جملة من الخطوات من بينها محايدة الكاربون.

إقرأ أيضا