تعرف على كواليس المؤتمر العام لحزب الدعوة في كربلاء

كشف مصدر مطلع من داخل المؤتمر العام لحزب الدعوة في كربلاء الذي بدأ أعماله اليوم…

كشف مصدر مطلع من داخل المؤتمر العام لحزب الدعوة في كربلاء الذي بدأ أعماله اليوم الجمعة، عن كواليس المؤتمر ومخرجاته، والشخصيات الغائبة وأسباب ذلك، وكيف جرت الأمور بين المحورين الأشد خصومة في تاريخ الحزب: محور (نوري المالكي)، ومحور (القيادة) الذي يضم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

وقال المصدر وهو عضو في الحزب، رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد” إن “المؤتمر حضره 400 داعية (عضوا) تقريباً ثلثهم من الأعضاء الجدد، فيما تنافست داخله قائمتان للوصول الى مجلس شورى الحزب، الاولى تمثل محور الامين العام نوري المالكي، وضمت 31 مرشحاً، وخلت هذه القائمة من أسماء القيادة القديمة المنحلة في المؤتمر عدا المالكي، أما القائمة الثانية فهي محور القيادة وضمت 33 مرشحاً من ضمنهم أعضاء القيادة السابقة والمالكي نفسه”.

وأضاف أن “قائمة محور المالكي استبعدت أسماء القياديين الذين كانوا محايدين في أزمة ترشيح العبادي عام 2014 مثل حسن شبر، والدكتور عبد الزهرة البندر، والدكتور طارق نجم”، لافتا الى أن “قائمة محور المالكي دعمت جميع أعضاء اللجنة التحضيرية التي صممت المؤتمر واستجابت لمطالب الامين العام عدا السيد محمود الميالي الذي لم يدعمه محور المالكي”.

وتابع “تنافست ثلاثة لوبيات للتأثير على تصويت مؤتمر الحزب هي (نخبة من الدعاة) للمالكي، و(ملتقى كربلاء) للقيادة السابقة، و(الدعاة الميامين) وهو حراك يمثل الدعاة خارج التنظيم، وتم تمثيلهم من خلال حضور الدكتور منهل الظالمي”.

ولفت بالقول إن “نتائج الانتخابات حسمت أغلبية صامته بين المحاور، إذ فوجئ الجميع بأنها تمثل ٧٠ بالمئة من المؤتمر العام، فيما تميزت الانتخابات بالشفافية والتنافس، واعتبرت نقلة نوعية في تطور الديمقراطية الحزبية”، مبينا أن “القيادة السابقة حافظت على وجودها في مجلس شورى الحزب، وسوف يحتفظ اغلب أعضائها بمواقع في القيادة الجديدة او في هيئتي (الانضباط الحزبي) أو (التقييم الحزبي)”.

وذكر المصدر أن “حزب الدعوة أثبت أنه أكثر الأحزاب التزاما بقانون الاحزاب 2015، كما أنه استبعد عن عضوية المؤتمر جميع المسؤولين الأمنيين، ومنهم من كانوا كوادر حزبية معروفة”، مؤكدا أن “المؤتمر الذي ترأسه الدكتور طارق نجم السعداوي، شهد مشاركة جيدة للشباب الذين انتموا للحزب بعد 2003، لكن حظهم في الانتخابات كان قليلاً لان أغلبيتهم لم يسمح لهم بالترشيح، فيما لم تحضر الا 12 امرأة من بين 400 عضو”.

وأشار الى أن “بعض المتطرفين في الولاء للامين العام (المالكي) حاولوا التشجيع على طرح انتخابه مجددا، فيما قوبل الأمر بتهديد البعض الاخر بالانسحاب، الامر الذي أدى الى تاجل انتخاب القيادة والأمين العام الى مرحلة قادمة، ومنح المؤتمر العام صلاحياته لمجلس الشورى بانتخاب القيادة والامين العام المقبل، فيما أحال المؤتمر تعديل النظام الداخلي الى مجلس الشورى، وسمح بتمثيل التنظيم الدولي للحزب في مجلس الشورى من خلال ممثلين للحزب في اوربا وامريكا وأستراليا وايران”، منوها الى أن “ابرز الغائبين عن حضور المؤتمر هم كل من القيادي شريف الرفاعي الشقيق الاكبر للدكتور عبد الجبار الرفاعي بسب تدهور حالته الصحية، بالإضافة الى الدكتور نوفل ابو الشون، بسبب اعتراضه على عدم ادراج اسمه في قوائم المرشحين لمجلس الشورى، والشيخ مهند الساعدي، بسبب فيتو الامين العام (السابق) نوري المالكي الذي هدد قيادة الحزب بالانسحاب في حال حضوره، وأكد لهم ناصحا بالقول لا تشقوا الدعوة بسببه، كون الساعدي كان من أشد المنتقدين للمالكي وسياساته الفردية ويؤكد على ضرورة الحفاظ على مأسسة الحزب”.

وأضاف أن “أكبر الأعضاء سناً خرجوا من القيادة، وهيئات الحزب جميعها، وهم كل من علي كريم الكوفي وحسن شبر وعبد الزهرة البندر، فيما لم يناقش المؤتمر مستقبله الانتخابي، ولا وضع تحالفي دولة القانون، والنصر، فيما شهدت أجواء المؤتمر معارضة لصعود الشخصيات المتشددة في الحزب، وكان أبرزهم الشيخ عامر الكفيشي”.

ونوه الى أنه “لم يكن للأعضاء النواب أي ميزة وحضور انتخابي، بل إن الناشطين داخل الساحة الثقافية والإعلامية كانت لهم ميزة أكثر من الناشطين في الساحة السياسية”، منبها الى أن “لمجموعات التواصل الاجتماعي (الوتساب) المغلقة تأثيرا بالغا في توجيه بوصلة أعضاء الحزب”.

وأردف أن “حضور الامين العام السابق نوري المالكي لا يزال قوياً فهو يحتفظ برصيد مهم داخل الدعوة، فيما حافظ الدكتور طارق نجم والشيخ عبد الحليم الزهيري والدكتور حيدر العبادي على قوتهم في المؤتمر”، لافتا الى أن “المؤتمر ناقش طرح التجاوزات على النظام الداخلي، وضرورة معالجتها”.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت في 6 حزيران يونيو الماضي، عن قرب انعقاد المؤتمر العام بعد سنوات طويلة على اخر مؤتمر جدد انتخاب المالكي أمينا عاما، وعن معلومات حصرية، حول انضمام رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لـ”محور القيادة” الذي ينتمي اليه جلّ القياديين في الحزب، باستثناء سلفه نوري المالكي الذي يقود محورا مختلفا يحظى بدعم طهران وحزب الله اللبناني، استعدادا للدخول في المؤتمر العام.

إقرأ أيضا