لماذا ترفض الأوساط الإيزيدية تنصيب نجل الأمير الراحل خلفا له؟

في ظل خلاف كبير داخل عائلة الأمير الراحل للديانة الإيزيدية (تحسين سعيد علي بك)، ووسط…

في ظل خلاف كبير داخل عائلة الأمير الراحل للديانة الإيزيدية (تحسين سعيد علي بك)، ووسط رفض من قبل بعض الأحزاب والكيانات السياسية الإيزيدية، يعلن المجلس الروحاني الإيزيدي اليوم السبت، رسميا عن تنصيب النجل الأكبر للأمير الراحل (حازم بك)، أميرا جديدا للديانة في العراق والعالم.

وفي كواليس المشهد الإيزيدي، كشف مصدر مقرب من عائلة الأمير الراحل، في حديث لـ”العالم الجديد”، عن أن “عملية الاختيار جرت بتأثير من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتربط مع حازم بك بعلاقات مميزة، بفعل النفوذ الكبير للحزب بين أبناء الديانة، فيما لم يكن لأبناء ووجهاء الديانة أي قرار بشأن الأمر، خلافا لقواعد اختيار الأمير لدى الإيزيديين”.

وأوضح المصدر أن “تأثير الحزب يعود الى نفوذه السياسي والعسكري في المناطق الإيزيدية كالشيخان وسنجار (نينوى)، بالاضافة الى تواجد عدد كبير من النازحين الايزيديين في دهوك الذين يسهل التأثير عليهم”، مشيرا الى أن “عرابي المشروع هما كل من كريم سليمان مستشار المجلس الروحاني الإيزيدي، وشيخ شامو مستشار رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، وقد اختاروا هذا التوقيت بالذات لتمرير التنصيب لان جميع الايزيديين مشغولون بالتحضيرات للاحتفال بالذكرى الخامسة للإبادة الجماعية”.

وبشأن الخطوات اللاحقة التي ستتبع الإعلان الرسمي، أضاف المصدر أن “حازم تحسين بك سيقوم لأول مرة بتعيين أربعة وكلاء له، وهم كل من (كاميران خيري بك) وكيلا للشؤون الدينية، و(جهور علي بك) وكيلا لشؤون العلاقات، و(شيرزاد فاروق بك) وكيلا لشؤون العشائر، و(هرمان ميرزا بك) وكيلا لشؤون الشباب”.

وللسبب أعلاه، لاقى تعيين الأمير الجديد، عاصفة من الرفض داخل الأوساط الإيزيدية، كان أبرزها بيان حفيد الأمير الراحل (سرمد سرهاد تحسين بك)، الرافض لـ”آلية هذا التنصيب”، وتلقت “العالم الجديد” نسخة منه، جاء فيه “أرفض الطريقة التي تم بها فرض الأمير الجديد على الإيزيديين، وتوزيع المناصب فيما بينهم، ودون أن يعطوا أي احترام لرأي الإيزيديين ووصية الأمير تحسين بك “رحمه الله”.

وفيما سجّل حفيد الأمير الراحل عتبه على النخب والمثقفي الإيزيديين على “الصمت”، والتنازل لـ”مصالح شخصية” ثمّن مواقف الرافضين لـ”تهميش رأي الإيزيديين، سواء في مسألة اختيار الأمير أو أي قرار مصيري للإيزيديين”، مطالبا جميع أبناء الديانة بالتكاتف، والانتفاضة بـ”وجه من يريد سلب حقوقنا، بدءاً من أقرب المقربين إلينا، وإلى أبعدهم”.

وختم بيانه بالقول “بما أن المرشحين للإمارة قد اتفقوا فيما بينهم، دون الرجوع إلى الإيزيديين، وبذلك خالفوا وصية الأمير الراحل، وعهدهم للإيزيديين، فإنني أعلن عن رفضي التام للطريقة التي بها يريدون فرض الأمير الجديد كأمر واقع حال على الإيزيديين، ودون إيلاء أي اعتبار لأرائهم، أو تشكيل مجلس منتخب من عموم الإيزيديين، من خلال عقد مؤتمر إيزيدي عام، ومنها اختيار الأمير القادم”.

Image

حازم بك (النجل الأكبر للأمير الراحل)

وعلى صعيد الحركات السياسية، أصدرت الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم، بيانا جاء فيه “نعلن رفضنا القاطع تنصيب حازم تحسين سعيد أميراً على الايزيدية في العراق والعالم لعدة أسباب.. اختياره من قبل جهة سياسية (الحزب الديمقراطي الكردستاني)،.. دون الرجوع الى أبناء القومية الإيزيدية، وخاصة أهالي سنجار، ..عدم قدرته ادارة الشعب الايزيدي بسبب مواقفه السلبية في فترة الابادة التي تعرض لها ابناء القومية الايزيدية في 3/8/2014، كما أنه منتمي لجهة سياسية، ومن اهم شروط الامير يجب ان يكون مستقلاً”.

وناشد بيان الحركة “بيت الإمارة بإلغاء هذا القرار الجائر بحق الشعب الايزيدي المظلوم، واختيار شخصية مناسبة وبموافقة الشعب الايزيدي”، مطالبا بـ”إصلاحات جذرية في االمجلس الروحاني”

الى ذلك، اعتبر بيان مشترك لقوة حماية إيزيدخان، والحزب الايزيدي الديمقراطي، تنصيب حازم تحسين بك من قبل المجلس الروحاني الإيزيدي، إهانة، وتحوبلا للإيزيديين إلى “مجرّد أداة لتحقيق غايات شخصية خارجة عن أصول المراجع الدينية”.

وخاطب البيان المجلس الروحاني بالقول “من المعروف أن قسطاً كبيراً مما جرى للإيزيديين ولا يزال كان بسبب امارتكم الغائبة، وبسبب التقاعس عن دوركم في أداء واجباتكم الدينية، كمرجعية روحانية أعلى”، معبرا عن رفضه القاطع للاختيار المذكور.

وأكد أن “بناء مؤسسة دينية عصرية، يحتاج لاختيار أمير بأساليب حضارية وعصرية وبناء مؤسستين اجتماعية واخرى دينية، وتحديد صلاحيات وواجبات أعضاء المجلس الروحاني، دون المساس بالثوابت الدينية المتعارف عليها”.

يشار الى ان تحسين سعيد علي بك، أمير الإيزيديّين في العراق والعالم، توفي يوم 25 من كانون الثاني الماضي، في احدى مستشفيات المانيا، بعد نحو سبعة عقود على احتفاظه بالمنصب.

والأمير تحسين بك، ولد في 15 اب 1933، في باعدرى التابعة لقضاء الشيخان، الموصل، تم تنصيبه أميرا للايزيديين، بترشيح من جدته ميان خاتون، بعد مرور 15 يوما على وفاة والده الأمير سعيد علي بك، وذلك في صيف 1944، وبقي بمنصبه منذ ذلك الوقت لحين وفاته.

إقرأ أيضا