بعد نحو شهر على اكتشاف رفات مفقودين كويتيين فيها، أعلنت الحكومة المحلية في المثنى جنوبي العراق، أمس الأحد، عن العثور على رفات أعداد أخرى ضمن مقبرة جماعية في بادية المحافظة، مؤكدة أنها قامت بما يلزم بانتظار أوامر فتح المقبرة من بغداد، وحضور ممثلين رسمين عن دولة الكويت.
ويقول عضو مجلس محافظة المثنى طالب الميالي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحكومة المحلية في المثنى حصلت على معلومات وأدلة وشهادات ذات مصداقية عالية المستوى، بوجود مقبرة جماعية جديدة للأسرى الكويتيين في بادية محافظة المثنى، وفي مكان يدعى (الشيخية) تحديدا، وجرى ذلك بفضل تعاون أهالي البادية أنفسهم، الذين قدموا شهاداتهم للجهات المعنية”.
ويشير الى أن “عملية فتح المقابر سوف تخضع لإجراءات قانونية، وبقرار من قبل القضاء العراقي، مرفق بأدلة ووثائق وشهادات شهود، وبالتالي فإن إجراء الفتح مرهون بيد بغداد، وتحديدا وزارة الصحة ومفوضية حقوق الانسان، بمساعدة من قبل الهلال والصليب الأحمرين، وحضور ممثلين رسمين عن دولة الكويت”.
ويبين أن “عملية الفتح عادةً ما يتم بطريقة علمية من خلال فحص عينات، وأخذ جزء من أشلاء الجثث ومطابقتها عبر البصمة الوراثية لعوائل المفقودين”، موضحا أن “الجثث ستودع لدى دائرة الطب العدلي في بغداد من أجل استخراج الخريطة الجينية DNA لمطابقتها لاحقا مع البصمة الوراثية لعوائل المفقودين في تلك الفترة”.
وكان محافظ المثنى أحمد منفي جودة، قد أعلن أمس الأول السبت، العثور على مقبرة جماعية جديدة لأسرى كويتيين أعدمهم النظام السابق في بادية المحافظة.
وأكد المحافظ في بيان صحفي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “الأجهزة الأمنية والاستخبارية حصلت على معلومات عن وجود مقبرة جماعية للأسرى الكويتيين في بادية المثنى، وأن الحكومة المحلية أبلغت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية للتأكد من المقبرة”.
وفي حزيران يونيو الماضي، أعلنت منظمة الصليب الأحمر الدولية، العثور على رفات تعود لمواطنين كويتيين في المثنى فقدوا خلال حرب الخليج.
وتم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الكويت والسعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من جانب، والعراق من جانب آخر للبحث عن المفقودين من كلا البلدين (العراق والكويت).
وكان العراق قد كشف في وقت سابق، عن فقدان أكثر من خمسة آلاف عراقي لا يزالون في عداد المفقودين بحرب الخليج، في حين قالت الكويت ان عدد مفقوديها منذ عام 1990 بلغ 320 مفقودا.
جدير بالذكر، أن الأمر يعود الى اجتياح القوات العراقية للكويت في العام 1990، وخرجت بعد تحالف دولي قادته الولايات المتحدة مكون من أكثر من 30 دولة.
