بمشاركة عراقية حافلة، اختتم مهرجان عيد الإنسانية دورته الخامسة والثمانين بحضور ما يقرب من مليون زائر ومئات المنظمات والأحزاب والتيارات اليسارية والمدنية من مختلف دول العالم، والتي نصبت لها خيما وقاعات على مساحة كبيرة من أرض مطار “لا بورجيه” الفرنسي شمال العاصمة باريس.
وتم تأسيس مهرجان الانسانية في باريس مع بداية ثلاثينيات القرن الماضي، بعد مبادرة من صحيفة (اللومانتيه) الشهيرة، والذي حولته الى عيد عالمي وطقس من طقوس التعايش السلمي والدعوة الى الحرية والمساواة واحترام الانسانية وحقوق الانسان عبر العالم.
ويشارك كل عام مئات الآلاف من محبي الإنسانية ودعاة حقوق الانسان والحريات المدنية عبر العالم بإحياء هذا المهرجان من خلال تقديم عروض مسرحية وسينمائية وموسيقية وشعرية ومعارض لصور المناضلين عبر العالم وطرح الشعارات المناهضة لانتهاك حقوق الانسان وتنظيم معارض تعكس الفولكلور والموروث الشعبي لكل بلد ومعارض الكتاب لكبار الكتاب والمهتمين بالانسانية وحقوق الانسان عبر العالم.
وتُمثّل العراق في المهرجان صحيفة “طريق الشعب” التي أصدرها ولازال يُصدرها الحزب الشيوعي العراقي، حيث تعود مشاركتها الى أكثر من خمسة عقود في المهرجان، عبر خيمة اعتادت على جمع النخب العراقية في المهاجر المساهمة في إحياء هذه المناسبة السنوية العريقة عبر تقديم ندوات فكرية ثقافية وفعاليات موسيقية وغنائية ومسرحية وشعرية وأدبية ومعارض الكتاب التي تطرح آخر المؤلفات لمبدعين عراقيين واستذكار الشخصيات العراقية المناضلة التي أفنت حياتها وناضلت من اجل العراق، وقد استذكر التجمع هذا العام رئيس جمهورية البرتقال الأديب الراحل إبراهيم الخياط الأمين العام لاتحاد الأدباء العراقيين والذي وافته المنية اثر حادث مروري مؤسف قبل ايام من انطلاق اعمال المهرجان.
وقد أحيا مجموعة من الفنانين والعازفين والأدباء والكتاب والشعراء في خيمة طريق الشعب وعلى مدى الايام الثلاثة للمهرجان امسيات رائعة جذبت الالاف من زوار المهرجان من مختلف الجنسيات اعجابا بالنتاج الثر الذي يتميز به العراق, وقدمت فرقة بابل العراقية القادمة من الدنمارك بقيادة المايسترو سعد الاعظمي واداء مجموعة متميزة من اعضاء الفرقة اغاني تراثية وفولكلورية ووطنية عراقية عربية وكردية اطربت أسماع الحضور، اضافة الى تقديم مجموعة من العازفين لمقطوعات موسيقية رائعة ومن بينها عازف الكمان الكردي المبدع كوران الذي اطرب الحضور بمعزوفات من التراث الكردي نالت اعجاب الحضور وتخلل الاستراحات تقديم عروض أزياء عراقية شملت الأزياء الفلكلورية والتاريخية العراقية لمختلف مدن العراق قديما وحديثا، إضافة الى تقديم نصوص شعرية تغنت بحب العراق والحنين لماضيه المجيد الذي عصفت به الحروب والصراعات ولوثته بعض الأيادي الفاسدة.
وحضر المهرجان نخبة من الفنانين والمفكرين والادباء العراقيين المشهورين على مستوى فرنسا والعالم منهم الفنانين التشكيليين المبدعين فيصل لعيبي وغسان فيضي والمفكر والكاتب والروائي جبار ياسين ومبدعون آخرون اكتظت بهم أروقة المهرجان، وقد زار الخيمة العراقية القنصل العراقي في باريس أحمد الجبوري، حيث ألقى كلمة تابعتها “العالم الجديد”، حيا فيها الحضور وشكر منظمي الخيمة العراقية لدورهم الفاعل في رفع اسم العراق عاليا في المحافل الدولية وإبراز الوجه الناصع والمتحضر للعراق أمام شعوب العالم المشاركة في المهرجان، وأكد على دعم الحكومة العراقية متمثلة بالسفارة العراقية في باريس لكل النشاطات التي تقيمها الجالية العراقية خدمة للعراق.
