اختيار مرشح لرئاسة الحكومة يحدث شرخا بين معتصمي التحرير.. وشهود عيان يروون لـ”العالم الجديد” التفاصيل

في ظل الزلزال السياسي والأمني الذي يضرب العراق والمنطقة بعد حادثة اغتيال قائد فيلق القدس…

في ظل الزلزال السياسي والأمني الذي يضرب العراق والمنطقة بعد حادثة اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، كشف شهود عيان من داخل اعتصامات ساحة التحرير وسط العاصمة، عن تفاصيل التوتر والاحتكاك الذي جرى مساء أمس الجمعة، بين المتظاهرين، بسبب إقدام بعضهم على اختيار مرشح لرئاسة الحكومة المؤقتة.

إذ يقول (ع.ن) وهو أحد الحاضرين بالاجتماع أمس، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “موكب الحمزة الغربي لشباب الحلة المعتصمين وسط ساحة التحرير، دعوا جميع المعتصمين في ساحة التحرير الى اجتماع في تمام الساعة السابعة مساءً بهدف الاتفاق على ترشيح شخصية تدعمها الساحة لتولي رئاسة الحكومة”.

ويبين أن “الاسماء هي (فائق الشيخ علي، وعبد الغني الاسدي، وعبد الوهاب الساعدي، ورحيم العكيلي)، وهذا ما أثار جماعة المطعم التركي وجسر الجمهورية، وهذا ما استثار المعتصمين في المطعم التركي وجسر الجمهورية، فاندفع عدد منهم باتجاه موكب الحمزة الشرقي، وكان بعضهم يحمل العصي والسكاكين والمولتوف، وقد تصادموا مع الأشخاص المجتمعين”.

ويضيف “بمجرد أن جلست تعرضنا لهجوم مباغت وعنيف استخدمت فيه قنابل المولتوف، حتى ظننت للوهلة الأولى أن تلك القوة من مكافحة الشغب أو مجموعات حزبية، وأن محاولتي الهرب فشلت بسبب التدافع والتزاحم الذي لم استطع النفوذ فتراجعت لكن القوة ظلت تهاجمنا، ثم حصل هروب جماعي نحو شارع الخيام (وهو أحد الشوارع الفرعية التجارية المحيطة بساحة التحرير وسط بغداد)”.

ويوضح “أما أنا وبعض المتبقين داخل الاجتماع، فقمنا برمي أنفسنا داخل النفق، ما سبب لي بعض الكدمات، وبعد هدوء العاصفة وعاد كل شيء الى نصابه، قامت إحدى المفارز الطبية في شارع السعدون باسعافي”، لافتا الى أن “الأمر ظل غامضا بالنسبة لنا حتى فهمنا فيما بعد بأن أشخاصا هجموا علينا قادمين من جسر الجمهورية، بسبب رفضهم فكرة ترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء”.

يشار الى أن ذلك يجري في ظل توتر إقليمي ودولي مركزه العراق، عقب إقدام الولايات المتحدة على قتل قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني قرب مطار العاصمة بغداد، والذي تنسب له تهم دعم وادارة فصائل ومليشيات موالية لايران في كل من العراق ولبنان وفلسطين واليمن.

من جهته، يقول (س .أ)، وهو أحد المعترضين على الاجتماع، إن “أصحاب الموكب قاموا بترشيح أسماء، وقد وصلتنا معلومات مفادها أن بعض هؤلاء مندسون قبضوا أموالا من بعض المرشحين بهدف الترويج لهم، وهذا ما دفعنا نحو منعهم من ترشيح هذه الاسماء”.

ويوضح “لم نكن متفقين على التصادم معهم، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، وهذا ما تسبب بفوضى وتدافع الناس ونتجت عن ذلك إصابات، بسبب استخدام بعض الأشخاص غير المنضبطين سكاكين وعصيا وفتائل (مولوتوف)” .

ويؤكد “ما زلنا على ثباتنا ولم نقبل بترشيح شخص معين، لأن المتظاهرين إذا رشحوا شخصا فستعمل الاحزاب على تسقيطه، حتى وإن كان نزيها، لذلك فان على البرلمان ورئيس الجمهورية أن يرشحوا شخصا، حينها تقوم الساحة بتأييد او رفض ذلك المرشح لأن مهام الترشيح تقع على عاتق السياسيين، والرفض والقبول من الجماهير” .

ويقول سعد، وهو شاهد عيان وأحد المتظاهرين المتواجدين هناك وقت الحادثة “بالصدفة وأنا أسير بين المطعم التركي ونفق التحرير، فوجئت بمجموعة أشخاص لم أعرف انتماءهم، وهم يدخلون الساحة ليشتبكوا مع أصحاب المواكب التي تعتلي استدارة التحرير”.

ويردف “هربت باتجاه شارع السعدون مع الناس الذين كانوا في الساحة، ورافقنا أصحاب المواكب الذين لا يعرفون ما الذي حصل، لكن كل ما يعرفونه أن هناك قوة دخلت للساحة، فيما هرع المسعفون نحو ساحة الاشتباك، ومعهم فرق الدفاع المدني الذين قاموا بنقل المصابين ومعالجتهم، وقد عرفت فيما بعد من الذين التحقوا بنا أن مجموعة من الجسر هجموا على الاجتماع في الساحة” .

ولكن سرعان ما جرى احتواء المشهد، بعد تدخل كبار السن، ومسؤولي خيم الاعتصام المحيطة بالساحة كوسيط لحل المشكلة، ونجحوا بتهدئة الأمور، فعاد المتظاهرون الى الخيام، كما يختتم سعد شهادته، لافتا الى أن “هذا ليس الخلاف الاول، إذ حصلت قبل عدة أيام خلافات شديدة بين جماعة المطعم التركي وجسر الجمهورية”.

وكان شهود عيان قد أكدوا بوجود عناصر أمنية وحزبية وتابعة لفصائل مسلحة داخل ساحة التحرير، تهدف الى مراقبة الساحة أو توجيه وحرف مساراتها.

إقرأ أيضا