ساحة التحرير أمام منعطف.. هل ترشح رئيسا للحكومة؟

التوتر الأمني والسياسي عقب حادثة اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والقائد…

التوتر الأمني والسياسي عقب حادثة اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والقائد البارز في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد يوم الجمعة الماضي، خيّم على ساحة التحرير التي تشهد اعتصامات احتجاجية منذ أكثر من شهرين، فدخلت منعطفا جديدا باصدار بيان جدلي رشح شخصيات لرئاسة الحكومة، فيما رفضه اخرون من حيث المبدأ.

ويقول (ز.ث) وهو أحد شهود العيان في حديث لـ”العالم الجديد”: “بحدود الساعة السادسة و15 دقيقة من مساء أمس (السبت) ظهرت مجموعة تقدر بـ50 شخصاً، ترتدي ملابس مدنية ويحمل أفرادها أجهزة لاسلكية من جهة شارع السعدون، وسط تساؤل وذهول المتواجدين في الشارع، واتجهت نحو المطعم التركي الذي يرابط فيه المحتجون منذ أكثر من شهرين”.

ويوضح “قصدت المجموعة، المنصة المطلة على ساحة التحرير التي تقع في الطابق الثاني من المطعم التركي، حيث التقت بمجموعة أخرى عند مدخل المطعم، ثم توزع جزء من أفراد هذه المجموعة حول المطعم التركي لتأمين المكان، أما القسم الآخر، فصعد الى المنصة وقام بقراءة البيان دون مكبرات الصوت، لكن كان يرافقهم مصور وأشخاص قاموا ببث مباشر، لكننا الذين في ساحة التحرير لم نسمع نص البيان”.

ويضيف “من خلال التساؤل عرف من الأشخاص المتواجدين أن هذه المجموعة تتبع التيار الصدري، حاولت مسرعا الخروج من ساحة الاحتجاج خشية أن يتكرر ما حصل في الليلة الماضية من أعمال عنف” .

يشار الى أن شجارا في الليلة قبل الماضية بين محتجين، تطور الى الضرب بالعصى والمولوتوف بعد محاولة احدى خيام الاعتصام، طرح أسماء للترشيح، ما تسبب بجرح أربعة أشخاص من أصحاب الخيام التي دعت للاجتماع حول اختيار مرشح، لكن الاعتراض لذي كان من قبل مخيمات الجسر تسبب بالشجار.

من جهتهِ يقول (ك.ر) وهو شاهد عيان “كنت اجلس في خيمتي التي تقع في حديقة الأمة خلف نصب التحرير أبلغني أحد أصدقائي بأن هناك بيانا سيصدر في المطعم التركي، نهضت مسرعاً فوجدت الناس امام المطعم التركي، ووقفت مع الحشد أستمع للبيان الصادر من منصة المطعم، إذ كان داخل المنصة أشخاص لا أعرفهم، بينهم شخص يرتدي الزيّ العربي وآخر يحمل بيده علم أخضر يلوح بهِ” .

ويبين خلال حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “البيان أذاعهُ شخص عرف عن نفسه بأنه عقيل السراي الشقيق لأكبر للشهيد (صفاء السراي)، والذي استشهد في بداية الانتفاضة، وحسب ما علمت من البيان فانهُ صدر من عوائل الشهداء الذين ارتقوا في ساحات التظاهر”.

ويوضح (ك.ر) أن “الاسمين اللذين طرحهما البيان كمرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة، وأحدثا شرخا في ساحة التحرير هما الفريق المتقاعد من جهاز مكافحة الارهاب عبد الغني الاسدي، ورئيس هيئة النزاهة الأسبق رحيم العقيلي، وحين انتهت تلاوة البيان شاهدت أشخاصا يحملون صور (الأسدي والعقيلي) وهتافات تردد: نعم نعم للعراق”، مشيراً الى أن “على المتظاهرين عدم ترشيح أي شخصية، بل إعلان المواصفات فقط، وعلى رئيس الجمهورية أن يختار الشخص المطابق لتلك المواصفات، لأن ترشيح اسم سيجعل الساحة تتحمل مسؤولية ذلك، كما ان الأحزاب التي تسيطر على البرلمان ستعمل على تسقطيه ورفضه”.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لشخص يحمل اسم بهاء السراي يدعي بأنه شقيق صفاء السراي، وهو يتلو بيانا باسم معتصمي ساحة التحرير، غير أن العديد من المدونين والمعتصمين رفضوا البيان بالكامل، وكرروا نشر عبارة “أخو صفاء السراي لا يمثل صفاء السراي…”. وقد حاولت “العالم الجديد”، الاتصال ببهاء السراي لتوضيح الصورة إلا أنها لم تتمكن من ذلك.

ويقول أبو أحمد (٥٠ عاما) وهو أحد المعتصمين في الساحة ان “ما حصل ضروري لإيجاد حل والخروج من عمق المشكلة وانهاء الاعتصام لان الظرف السياسي في المنطقة متأزم والوضع الامني مربك، خاصة بعد الغارات الامريكية في العراق، فان الحفاظ على ارواح المواطنين امر في غاية الاهمية” .

ويضيف “بإمكان المتظاهرين اختيار الأنسب من بين الأسماء المطروحة، خاصة أن هذه الأسماء ليست صاحبة سوابق ولم تؤشر عليها اي مخالفات واضحة”.

يذكر أن صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، علق بشأن ترشيح الأسماء “لن نرشح أحدا.. ولن نصوت لأحد..”.

إقرأ أيضا