شوارع النجف تصطبغ بالدم.. شهود عيان يوثقون المجزرة والمحافظ يتهم جهات تطرد المندسين

تتشح مدينة النجف اليوم الخميس، بالسواد حزنا على مجزرة جديدة ارتكبت بحق أبنائها المتظاهرين الذين…

تتشح مدينة النجف اليوم الخميس، بالسواد حزنا على مجزرة جديدة ارتكبت بحق أبنائها المتظاهرين الذين كانوا يشغلون ساحة الصدرين وسط المدينة، حيث تم طردهم بقوة السلاح من قبل جهة، ما أدى الى مقتل نحو 13 شخصا وإصابة نحو 120 اخرين، فيما حذر المحافظ أمس، من خروج المحافظة عن السيطرة محمّلاً جهة تحاول “طرد المندسين” مسؤولية الاشتباك مع المتظاهرين بالأسلحة.

وقال مصدر طبي من النجف في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مجاميع مسلحة اقتحمت ساحة الصدرين وسط مدينة النجف وأطلقت النار على المحتجين المعتصمين هناك، ما أثار حالة من الفزع بين المتظاهرين واضطروا الى الهرب منها”.

وأضاف أن “عدد القتلى بلغ حتى صباح اليوم (الخميس) نحو 13 وأما الجرحى فقد بلغ نحو 130 آخرين، وقد تتضاعف أعداد القتلى، لأن بعض الاصابات خطيرة”، لافتا الى أن “الساحة لا يتواجد فيها الان أي احد من المتظاهرين سوى أتباع التيار الصدري”.

فيما أوضح شاهد عيان آخر أن “الحدث بدأ باقتراب اصحاب القبعات الزرق (أتباع التيار الصدري) قرب الساحة، حيث تم صدهم من قبل المعتصمين الذين كانوا يخشون الاعتداء عليهم وإخلاء الساحة كما حدث في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد”.

ولفت “بعد ذلك ازداد التوتر والهتافات بين الطرفين، وفي الأثناء انطلقت رصاصات حية من داخل إحدى الخيام الموجودة في الساحة، وأصابت اثنين من ذوي القبعات الزرق، ما جعلهم يردون بعنف على المعتصمين، من خلال اطلاق الرصاص الحي”، موضحا “بعد هذه الفوضى لم نعرف بالضبط من الذي أطلق الرصاصة الأولى، لكن فهمنا فيما بعد أن إحدى الفصائل المسلحة كان عناصرها يتيترون بملابس مدنية ويقيمون بين المتظاهرين، ويحضرون سراً أسلحة وعتادا لاخفائها داخل خيمتهم دون علم أحد، من أجل إثارة الفتنة في أي لحظة يرونها مناسبة، وكانت تلك اللحظة إحداها”.

وعن الهدف من ذلك، أشار الى أن “معظم الأحزاب والفصائل المسلحة لا يروق لها استمرار الانتفاضة، فهي حاولت بأي شكل من الأشكال إخماد حركات الاحتجاج عبر شيطنتها مرة والهجوم عليها تارة أخرى، وإثارة مثل هذه القضية سينعكس سلبا على التظاهرات”، لافتا الى أن “هذا الأمر لا يعفي القبعات الزرق من مسؤوليتها لأنها هي من بدأت الفتنة، وبنوايا مسبقة هدفها إخلاء الساحة، لكن الذي استفزها ودعاها لاستخدام الرصاص الحي هو تلك الرصاصات التي انطلقت ضدها”.

ولا تستطيع “العالم الجديد” تأكيد إحدى الروايات في ظل غياب الرواية الرسمية وكثرة الشهادات المتناقضة.

الى ذلك، قال محافظ النجف، لؤي الياسري، أمس الأربعاء (5 شباط 2020) في بيان إننا “ندعو رئيس مجلس الوزراء للحضور شخصياً إلى محافظة النجف، وإن ما حدث من عصر اليوم (أمس) لغاية الآن شيء مؤسف بسفك الدماء وحمل السلاح وعمليات الحرق والخطف”.

وأوضح الياسري أن “الأخوة الذين تبنوا حماية المتظاهرين وطرد المندسين اشتبكوا مع المتظاهرين بالأسلحة، مما ولد سقوط أكثر من 117 بين شهيد وجريح لغاية الآن”، مبينا أن “المحافظة تخرج عن السيطرة وتحتاج تدخل حكومي عاجل”.

وتخللت الاحتجاجات غير المسبوقة في العراق أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل وفقاً لمنظمة العفو الدولية، حيث يطالب المحتجون برحيل ومحاسبة النخبة السياسية التي يتهمونها بالفساد، ويصرون على تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تخضع لأية ارتباطات خارجية.

وتصاعدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين، بين متظاهرين غاضبين من ترشيح علاوي وأنصار الصدر.

ورشح علاوي البالغ 65 عاماً، السبت الأول من شباط فبراير، بعد شهرين من جمود سياسي حول المرشح البديل عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته في كانون الأول ديسمبر.

 

كما أعلن محافظ النجف، لؤي الياسري، اليوم الخميس، عطلة محلية في عموم المحافظة ماعدا الدوائر الأمنية والخدمية.

إقرأ أيضا