“كورونا” يُضعضع اقتصاد العراق الهش

في غضون أزمة تفشي فيروس كورونا، حصلت اضطرابات بالاقتصاد العراقي الهش بسبب توقف عجلة السياحة…

في غضون أزمة تفشي فيروس كورونا، حصلت اضطرابات بالاقتصاد العراقي الهش بسبب توقف عجلة السياحة والتجارة من الصين وايران، في خطوة احترازية لمكافحة الفيروس الذي انتشر في عموم دول المنطقة.

ويقول مهند محسن (43 عاما) وهو صاحب شركة للسفر والسياحة في شارع السعدون في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “حجم الخسائر في قطاع السياحة كبير جدا إذ أنه أوقف السياحة منذ أكثر منذ نحو أسبوعين الى إيران وغيرها من الدول”.

ويضيف محسن إن “إجمالي عدد السواح العراقيين من بغداد الى إيران لوحدها كان يصل الى نحو 500 سائح يوميا فقط، ما خلق كسادا كبيرا في قطاع السياحة”، لافتا الى أن “المشتغلين في قطاع السياحة تضرروا كثيرا بسبب توقف الزوار الايرانيين الى الأضرحة المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء وصلاح الدين، فضلا عن خسائر الدول التي يقصدها العراقي، لأن معدل إنفاق الأخير في السفر يبلغ نحو 2000 دولار”.

وتعد السياحة الدينية رافداً ماليا مهماً بالنسبة للعراق، والتي تعسرت خلال الأسبوعين الماضيين، لا سيما مع إجراءات تبنتها وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ومنها إغلاق مراقد دينية في سبيل تعقيمها.

بالتزامن مع ذلك، رصدت “العالم الجديد” ارتفاعا ملحوظا بأسعار البضائع الصينية، حيث يقول (ح.ج) صاحب محل الاجهزة وصيانة الموبايلات بمنطقة الكرادة وسط بغداد في حديث لـ”العالم الجديد” ان “قطع غيار الموبايلات ارتفعت منذ يومين بسبب توقف دخول البضائع الصينية فعلى سبيل المثال حافظة شاشة الموبايل ارتفع سعرها الى الضعف حيث وصل سعر الواحدة الى 10 الاف دينار (نحو 8 دولارات)”.

ويضيف أن “البضائع الصينية تشكل ما نسبته 70 بالمائة من إجمالي السوق بالعراق”، لافتا الى أن “هناك تجارا بدأوا باستغلال هذه الازمة لتحقيق أرباح كبيرة، خاصة وأن السوق العراقي مسيطر عليه من قبل مافيات عملاقة”.

بدوره يؤكد أبو علي (49 عاما) وهو صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية في شارع العرَصات وسط بغداد ارتفاع أسعار الأجهزة الى الضعف مما كانت عليه قبل أزمة كورونا.

ويقول في حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “الوكلاء المباشرين مع الشركات الصينية يتحدثون عن تعرضهم منذ أسبوع الى ضرائب إضافية مخصصة لفحص البضائع والتأكد من سلامتها من حمل الفيروس فضلا عن توقف ادخال البضائع في المنافذ منذ ايام ما ادى الى ارتفاع كبير في الأجهزة”.

ولم يتأثر قطاع النفط في العراق، الذي يشكل المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد، بفيروس كورونا، رغم الشلل الذي أصاب قطاعات الاقتصاد الأخرى بسبب إغلاق الكثير من المنافذ الحدودية وخاصة مع إيران.

إقرأ أيضا