العراقيون يخشون استمرار أعمال العنف في شهر رمضان

تستمر أعمال العنف بين الشيعة والسنة في العراق بل وتزيد بسبب الحرب الأهلية في سورية الأمرالذي ترك أثرا عميقا على استعدادات العراقيين لاستقبال شهر رمضان.

باتت أسواق بغداد المزدحمة في العادة أقل امتلاء في الوقت الراهن، حيث يحاول السكان قدر الإمكان تفادي الأماكن العامة المزدحمة التي استهدفت بالعديد من التفجيرات في السنوات الأخيرة.

وذكر سكان وتجار في حي الكرادة أن الناس باتوا يخشون الخروج من منازلهم.

وقال ضياء عادل أحد سكان الكرادة \”العام (الماضي) أحسن من السنة (الحالية) لأن هذه السنة صارت عندنا انفجارات هواي (كثيرة) ومشاكل طائفية. حتى الأوضاع في البلدان المجاورة مثل سوريا ومصر تؤثر علينا.. تؤثر على المواطن العراقي. فتشوف الشارع قليل من البشر بي قليل.. ما يطلع يتسوق.. كانت منطقتنا.. منطقة الكرادة تعال العصر شوف شكد (أعداد) البشر لكن هسه (الآن) العالم خافت من الانفجارات.\”

ويحجم كثير من العراقيين عن الخروج للصلاة في المساجد وعن ارتياد أماكن الترفيه منذ تدهور الوضع الأمني. كما حرص كثيرون على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية لتخزينها حتى لا يضطرون للخروج كثيرا.

وقالت عراقية تدعى رويدة حسين \”هسه احنا دا نتسوق طيلة شهر رمضان في سبيل أنه نقعد ونسكت بالبيت لأن شوية الأوضاع الأمنية حيل (كثيرا) متدهورة. العام (الماضي) شوية أحسن.. الوضع الأمني كان.. يعني نقدر نطلع ونتجول خصوصا بعد الفطور. هسه واحد ما يأمن على نفسه. الانفجارات تستهدف الشباب.. سيارات مفخخة هواي (بكثرة). أعتقد أن العالم حتى بالعيد ما تتطلع على هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة.\”

وذكرت الشرطة ومسعفون أن 15 شخصا قتلوا في هجوم انتجاري يوم الجمعة (5 يوليو تموز) بينما كانوا يغادرون مسجدا للشيعة في بغداد كما قتل سبعة أشخاص في هجوم منفصل على محتجين من السنة.

وقال شهود إن حراسا أمام مسجد شيعي في شمال غرب بغداد أوقفوا امرأة ففجرت نفسها وسط المصلين أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة المغرب. والتفجيرات الانتحارية من الأساليب المعروفة لتنظيم القاعدة.

ووقع الهجوم على المحتجين السُنة في سامراء التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد وهي واحدة من عدة مدن تشهد احتجاجات للسنة منذ ديسمبر كانون الأول ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

ووصل عدد القتلى في هجمات المتشددين في أنحاء العراق خلال شهر يونيو حزيران إلى 761 قتيلا وهو عدد لا يزال أقل كثيرا من عدد القتلى الذين سقطوا في ذروة أعمال العنف الطائفية بين عامي 2006 و2007 عندما كان عدد القتلى يصل أحيانا الى ثلاثة آلاف قتيل شهريا.

وذكرت عراقية من بغداد تدعى نضال أحمد أنها تشعر بالقلق على سلامة اسرتها.

وقالت \”احنا هذه الأشهر الأخيرة بدأت الجماعات الإرهابية تستهدف المقاهي وتستهدف الأسواق الشعبية.. تستهدف ملاعب الكرة. أنا هسه عندي ثلاثة أولاد صار لنا أكثر من شهر ما نخليهم لا مقاهي يطلعون ولا ملاعب رياضية. أنا بالنسبة لي أتسوق الصبح.. ما أقدر أتسوق العصر والمغرب والليل أكثر الهجمات الإرهابية يستغلوه في هذا الوقت.. يشوفون تجمع في سوق شعبي.. تجمع وملعب كرة قدم شبابي أو يشوفون مقهى مزدحم بالشباب يستهدفوه ويفجروه.\”

وربما لا يتمكن العراقيون من إحياء ليالي شهر رمضان هذا العام بسبب الوضع الأمني لكنهم يأملون عودة السلام والأمان اللذين حرما منهما أوقاتا طويلة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لبلدهم قبل عشر سنوات.

إقرأ أيضا