صحفيان سوريان يصفان موقف العراق بـ\”السيئ\” ويعتقدان أن بغداد ترسل مقاتلين شيعة لمساندة الأسد

كنت جالسا ليل السبت الماضي لتناول العشاء في مطعم برج الحمام الشهير بمنطقة برمانة على جبل بيروت ضمن وفد صحفي دعاه مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية \”سكايز\” في مؤسسة سمير قصير، بالتعاون مع \”مؤسسة فريدريش ناومان\” و\”قناة فرنسا الدولية\”، لحضور مؤتمر \”الحرية، الصحافة والدين\”.

جو المطعم وموقعه المطل على بيروت يطيبان النفوس التي لا تغني هذه المرة لكنها ستتحدث.

جلس أمامي صحفيان سوريان أحدهما يعمل في صحافة المعارضة والآخر ينشر في الحياة اللندنية، وهنا أتحفظ على الكشف عن هويتهما لأني لم أتفق معهما على نشر الأحاديث التي دارت بيننا في الجلسة، وإن كنت قد نوهت أمامهما أكثر من مرة بأني تمنيت لو كنت قد سجلت الحديث.

لا أعرف في أي لحظة وكيف بدأنا \”ندردش\” عن الوضع السوري، لكني أتذكر تماما أني من بدأه بسؤال وجهته إليهما عن مستجدات الوضع في الجارة التي تشهد تدميرا غير مسبوق.

ويقيم الصحفيان الى جانب العديد من السوريين المتخصصين والناس العاديين في لبنان بحكم \”الجيرة\” والتقارب التاريخي والجغرافي والسياسي، وإن كانت الأنظمة والأحزاب أساءت إلى ذلك التقارب كثيرا، ولا تزال.

وتتحدث وسائل إعلام عن استقبال لبنان ما يزيد على 600 ألف لاجئ سوري منذ بدء الصراع السوري قبل نحو عامين. وتتفاوت معاناة السوريين في لبنان، فالفقراء منهم يسكنون المخيمات، ومتوسطو الدخل يقيمون عند أقاربهم أو أصدقائهم أو يستأجرون مساكن، أما الميسورون فلا خشية عليهم، وبعضهم فضل السفر إلى الغرب.

ما يمر به السوريون الآن مر به العراقيون في أوقات مختلفة، مع فوارق بحكم الأرض والزمن والتطور، لكنهم يواجهون نظاما دكتاتوريا بامتياز ولا يتردد في حرق الأخضر واليابس، مقابل جبهات من المعارضة تداخل فيها الوطني بغيره.

ويقول أحد الصحفيين إن \”المعارضة\” أخطأت كثيرا، ويؤكد \”صرفنا النظر عن أخطائها بسبب ايماننا بأن هدفنا المرحلي مواجهة النظام واسقاطه كيفما كان\”. ويقر بأن \”سكوتنا عن الأخطاء يكلفنا الآن الكثير\”.

وفقد هذا الصحفي أخا وعما و4 أصدقاء في أحداث سورية. ونقل لي مع ضحكة مرة كيف أن أمه التي فقدت عزيزها تلعن \”الثورة\” واليوم الذي تأججت فيه الأحداث.

لكن الصحفي الآخر أخبرني بأنه كتب عن الأخطاء أكثر من مرة وقد اتهم نتيجة ذلك بـ\”الخيانة\”.

وفيما كان الصحفيان يركزان في \”الجرائم التي ارتكبها النظام\” من قتل وترويع واعتقالات واغتصاب، أبديا رفضهما لما اقترفته جبهة النصرة من اعتداءات وإن كانت تقف في صف المعارضين لبشار الأسد. 

وأشارا إلى رفض شعبي واسع لتلك الجبهة التي تقترب بأدائها من تنظيم القاعدة.

ووصف الصحفيان موقف العراق من أحداث سورية بـ\”السيئ\” وتحدثا عن اعتراف هوشيار زيباري بإرسال الحكومة \”مقاتلين شيعة\” لضرب المعارضة، وكذلك السماح لإيران بتمرير السلاح عبر العراق إلى بلادهم.

وهنا تدخلت وأوضحت لهم أن زيباري نفى ارسال الحكومة لمقاتلين شيعة، لكنه أكد وجود مقاتلين شيعة في سورية.

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية، نهاية حزيران الماضي، عن زيباري قوله \”لا أنكر أن ثمة مقاتلين شيعة عراقيين يقاتلون في سورية تماما كما يقاتل سنة خليجيون فيها أيضا، ولكن ذلك لا يتم من خلال سياسة حكومية عراقية\”.

وذكر الوزير في مؤتمر صحفي عقده في استكهولم الجمعة 28 حزيران الماضي أن \”مليشيا شيعية ومن حزب الله يقاتلون في سورية كما أن هناك فتاوى سنية كتلك التي يصدرها القرضاوي تدعو إلى الجهاد في سورية\”.

وفي نهاية أيار الماضي دعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء، دعا \”السنة\” للانضمام إلى مقاتلي المعارضة السورية، ومعظمهم من السنة، لمحاربة قوات نظام دمشق.

وأدى اشتراك أطراف خارجية في الصراع السوري إلى اشتداده ووقوع عشرات الآلاف من الضحايا.

ولا يشك الصحفيان السوريان بزوال نظام بشار لكنهما يعتقدان أن زواله سيأخذ وقتا طويلا.

إقرأ أيضا