مصدر امني لـ”العالم الجديد”: جماعات “متشددة” تسعى لكسر الحظر.. ومسؤولون يتعاطفون معها

كشف مصدر أمني رفيع، اليوم الثلاثاء، عن وقوف “جماعات متشددة” لم يسمها ضد الإجراءات الاحترازية…

كشف مصدر أمني رفيع، اليوم الثلاثاء، عن وقوف “جماعات متشددة” لم يسمها ضد الإجراءات الاحترازية لتفشي فيروس كورونا في البلاد، وذلك من خلال الإصرار على المسير صوب مدينة الكاظمية لإحياء مناسبة وفاة الامام الكاظم سابع الأئمة في المذهب الشيعي

ويقول المصدر الأمني الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “جماعات دينية شيعية متشددة (لم يسمها) تتعاطف معها قيادات أمنية وسياسية كبيرة تصر على عدم الالتزام باجراءات خلية الأزمة وتريد كسر إرادة القانون المتمثلة بالحظر الشامل للتجوال بدواعي ولائها للائمة المعصومين عليهم السلام، رغم أن المرجعية الدينية والعتبة الكاظمية وباقي العتبات الدينية علقت التجمعات وإحياء المناسبات في شهر رجب الهجري، وشددت على ضرورة الالتزام بالوقاية المفروضة من قبل الجهات الرسمية”.

يذكر أن زيارة الامام الكاظم هي مناسبة سنوية دينية تحظى بقدسية لدى ملايين الشيعة المسلمين داخل وخارج العراق الذي يخضع الى إجراءات احترازية غير مسبوقة للحد من انتشار فيروز كورونا بينها حظر للتجوال على الافراد والمركبات.

وأضاف المصدر أن “الجهات الأمنية المكلفة بتطبيق الإجراءات ما تزال مترهلة في تنفيذ الاوامر رغم أن العد التنازلي لحظر التجول سيبدأ الليلة مع نهاية اليوم (الثلاثاء)، للحد من انتشار الفيروس”.

Image
 

الأمر الذي أكده سلام محسن (45 عاما) وهو شرطي مرابط في أحد مداخل العاصمة، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الشرطة غير قادرة على منع الناس من أداء الزيارة رغم وجود تعليمات بالمنع، فنحن لا نستطيع تنفيذ تلك الأوامر لعدة أسباب أبرزها كثرة الجموع البشرية والتعاطف معها، فضلا عن الخشية من التصادم معها”.

في غضون هذا التطور، أصدر المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني، اليوم ، فتوى دينية حول فيروس كورونا، بين خلالها أن علاج مرضى فيروس كورونا ورعايتهم هو واجب كفائي، معتبرا أن من يضحي بنفسه في هذا الشأن هو شهيد”. وذلك خلال رده على سؤال بخصوص المخاطر التي تواجه الكوادر الطبية والصحية.

يأتي ذلك، في ظل استمرار تدفق مئات المواطنين القادمين من المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط مشياً على الاقدام للدخول الى العاصمة بغداد عبر مدينة الزعفرانية الواقعة جنوبي شرقي العاصمة بغداد لإحياء ذكرى شهادة الامام الكاظم، وهي مناسبة دينية سنوية تحظى بقدسية عنده ملايين الشيعة داخل وخارج العراق.

ورصدت “العالم الجديد” العديد من المواكب الحسينية المنصوبة في منطقة الزعفرانية والتي تقوم بتوزع الأكل والشرب على السائرين الى مرقد الامام الكاظم، فيما يستقبل أكبر جامع في المدينة “جامع الصدريين” تجمعاتهم، على الرغم من تسجيل مستشفى الزعفرانية العام عدة حالات مشتبهة بالاصابة بفيروس كورونا، بحسب مصدر طبي داخل المستشفى.

Image

وكان وزير الصحة والبيئة جعفر صادق علاوي قد وجه نداءً يوم 14 اذار مارس الحالي، الى المواطنين من داخل مرقد الامام الكاظم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع  مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق ادهم رشاد إسماعيل المواطنين والعاملين في العتبة الكاظمية الالتزام بالتعليمات الوقائية الصحية التي اصدرتها خلية الازمة ومنها الالتزام بتجنب الزيارات والاماكن المزدحمة في الوقت الحالي لحين انتهاء الازمة في البلد.

وحاولت منذ يومين قوة أمنية تابعة للشرطة الاتحادية منع نصب الخيام والمواكب على الطريق تلافيا لحصول تجمعات من شأنها نشر الفيروس، وقامت بغلق منافذ منطقة جسر ديالى والرستمية لمنع تدفق الزائرين الى الزعفرانية، إلا أنها تعرضت لاتهامات وتحريض من قبل جماعات دينية ترى في ذلك تجاوزا وتعديا على شعائرها الدينية.

ووفقا لصحاب مواكب يدعى أبو عباس (40 عاما) من أهالي الزعفرانية، فان “المواكب لهذا الموسم من الزيارة قليلة جدا بسبب تفشي فيروس كورونا، عكس الاعوام السابقة حيث كانت شوارع الزعفرانية ممتلئة بالمواكب تبدأ من بداية جسر ديالى وحتى نهائية شارع معسكر الرشيد مدخل حي كم سارة”.

الا ان ابو عباس الذي اكتفى هذا العام بخيمة صغيرة لا تستوعب أكثر من 10 اشخاص، أكد في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن إجراءه هذا جاء بسبب تعليمات خلية الازمة.

Image

الى ذلك، رصدت “العالم الجديد” تجوالا للعديد من الفرق الشبابية الطوعية على طول طريق الزائرين لتوعيتهم بضرورة الالتزام بالوقاية وتجنب الاختلاط والتجمع وعدم الاستهانة بفيروس كورونا.

وتقول دعاء محسن (22 عاما) وهي مسعفة في ساحة التحرير في حديث لـ”العالم الجديد” إن “العديد من الزائرين يستهزئون بمخاطر الفيروس وهذه مشكلة كبيرة لدى العديد من العراقيين، الا اننا نقوم بواجبنا الاخلاقي بتقديم المساعدات الطبية لهم ونحول إقناع العديد منهم بالالتزام بالوقاية المشددة ونوزع عليهم الكمامات والمعقمات والكفوف ونفحص درجات حرارتهم”.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت وفاة مصاب بفيروس كورونا في واسط اليوم ليرتفع عدد الفيات في عوم العراق الى 11 حالة، بالاضافة الى حصول 21 إصابة جديدة اليوم، بواقع 17 حالة في بغداد، وواحدة في البصرة، و3 في كربلاء.

يشار الى أن بغداد حظرت دخول الوافدين الأجانب من 13 دولة، ومنعت مواطنيها من السفر إليها، وهي الصين وإيران واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة وإيطاليا والكويت والبحرين وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وقطر.

وقررت أغلب محافظات البلاد، من ضمنها العاصمة بغداد، فرض حظر للتجوال مدة أسبوع يبدأ الثلاثاء، منعا لتفشي كورونا.

إقرأ أيضا