بعد “عقاب جماعي” لـ”الهلال”.. محافظ المثنى يسحب قطعات الجيش.. والأهالي يتهمونه باستيراد الفيروس من هنغاريا!

بعد “العقاب الجماعي” الذي عاشه أهالي ناحية الهلال غربي محافظة المثنى، بفعل الطوق العسكري الذي…

بعد “العقاب الجماعي” الذي عاشه أهالي ناحية الهلال غربي محافظة المثنى، بفعل الطوق العسكري الذي فرضته المحافظة في 25 اذار مارس الماضي، بحجة انتشار فيروس كورونا، أعلن المحافظ، مساء أمس الثلاثاء، سحب قطعات الجيش من الناحية وتسليم ملف تطبيق حظر التجوال للشرطة كجزء من تخفيف إجراءات الحجر الصحي.

ودخلت “العالم الجديد” الحي المشبوه بانتشار الوباء، وحصلت على شهادات من الأهالي حول الوضع الانساني والصحي داخله، متهمين خلية الأزمة بالتهاون مع وفد المحافظة الذي غادر الى هنغاريا في زيارة غير معلنة وعدم إخضاعه لأي إجراءات صحية رغم انتشار الوباء في البلد الأوروبي المذكور.

ويقول مسلم عيدان أحد سكان ناحية الهلال في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأمر في بدايته تم عبر إصابة شخص بفيروس كورونا في الناحية، وتم حجره مع الملامسين، ثم تطور الأمر الى أن وصلت أعداد المصابين الى 14 حالة داخل الناحية كلهم من بيت واحد، فتماثلت الحالات الأولى للشفاء وخرجوا من الحجر الصحي”.

ويستدرك عيدان “إلا أننا فوجئنا بعزل الناحية بالكامل عبر الاستعانة بقطعات من الجيش وفرض العديد من السيطرات العسكرية مع إظهار طريقة سيئة في التعامل مع الأهالي، والتضييق على الداخلين والخارجين، فضلا عن سوء تعامل الدوائر الصحية معهم”.

ويبين أنه “تم قطع الطرق بتلال ترابية ومنع السكان من الخروج من الهلال الى قضاء الرميثة المجاور لهم قبل أن يتم التنسيق مع خلية الأزمة، ورفع هذه السيطرات وانسحاب الجيش”.

وتتبع ناحية الهلال التابعة إداريا الى قضاء الرميثة غرب محافظة المثنى (280 كلم جنوب غرب العاصمة بغداد)، فيما تبلغ مساحتها 321 كلم، ويقطنها نحو 40 الف نسمة.

وعلى إثر المناشدات المتكررة وتزايد الحالات الانسانية، أعلن المحافظ أحمد منفي جودة في بيان، تلقت “العالم الجديد” نسخة منه “سحب قطعات الجيش من مناطق الهلال وتسليم تطبيق حظر التجوال للأجهزة الأمنية التابعة للداخلية”.

Image

وأضاف جودة أن “سحب القطعات العسكرية يأتي كجزء من تخفيف إجراءات الحجر الصحي وعدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا في تلك المناطق”.

وكانت حكومة المثنى المحلية قد أصدرت في 25 آذار مارس الماضي، قرارا بنشر قوات من الجيش لعزل ناحية الهلال بعدما ظهرت فيه إصابات ب‍فيروس كورونا.

الى ذلك، يتحدث مصدر في شرطة المثنى رفض الكشف عن هويته لـ”العالم الجديد” عن ذلك بالقول، إن “الشرطة لديها خطة للتعامل مع الناحية بحيث تتيح للسكان فيها توفير المستلزمات لهم، وتوفير سيارات لنقل الأهالي من الهلال الى مركز المحافظة (مدينة السماوة) أو المناطق المجاورة الأخرى لشراء المستلزمات الأساسية، وقضاء الحاجات الانسانية”.

غير أن أبو فلاح (35 عاما) من أهالي الناحية يشكك في الادعاءات الحكومية ويشير الى أن “الناحية محاصرة منذ نحو أسبوعين، بسبب عدم توفر الأسواق المناسبة واعتماد الأهالي على التبضع من النواحي والأقضية المجاورة”.

وينبه الى أن “من الصعب على الأهالي الذين يسودهم العرف العشائري أن ينتظروا مساعدات الآخرين”، مشيدا بـ”الفرق الطوعية الشابة في تقديم المساعدات الغذائية والصحية رغم المعوقات التي تواجهها من الأجهزة الأمنية”.

وبشأن المعاناة الانسانية والصحية يقول كاظم عباس أحد سكان ناحية الهلال في حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “الكادر الطبي في مستشفى المثنى العام وسط السماوة (مركز المحافظة) قاموا بتعنيف زوجة أخي بعد إجراء عملية قيصرية لها داخل صالة العمليات قبل يومين، وذلك بعد معرفتهم أنها من أهالي ناحية الهلال”.

ويوضح عباس الذي توقف عمله منذ شهر تقريبا، ولا يملك راتباً شهرياً “كانت زوجة أخي تخضع للعملية داخل الجناح الخاص للنسائية والأطفال، وبعد علمهم أنها من الهلال تم اخراجها من صالة العمليات من دون تعقيم للعملية مع عبارات من السب والتجاوز من قبل بعض الكادر الطبي، وتركوها من دون تضميد ولا علاج ولا مسكنات بعد العملية، رغم أنهم لم يتأكدوا من إصابتها بالفيروس، ولولا تدخل إحدى الممرضات بدوافع إنسانية لحدثت كارثة”.

Image

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر شخصا يشرح فيه معاناة زوجته داخل مستشفى المثنى العام ويتحدث عن تعنيفها من قبل بعض اعضاء الكادر الطبي وتركها دون ضماد بعد العملية.

ويتهم عباس خلية الأزمة في محافظة المثنى بـ”معاقبة جميع أبناء ناحية الهلال على ذنب لم يكونوا هم سببا فيه”، مؤكدا أن “الوباء لم يكن موجودا داخل الناحية، كما يعلم الجميع وأن المحافظ والوفد المرافق كانوا مؤخرا في زيارة الى هنغاريا، ورغم تفشي الفيروس هناك، فانهم أكملوا زيارتهم ولم يجروا فحصا أثناء عودتهم للمحافظة، فلماذا لا يوجه لهم الاتهام بنقل الفيروس”.

وتؤكد (س.ق) وهي ناشطة مدنية رفضت الكشف عن هويتها في حديث لـ”العالم الجديد”، المعلومات التي نقلها “عباس” حول زيارة الوفد الحكومي الى هنغاريا (المجر) وعودته خلال فترة انتشار فيروس كورونا في معظم انحاء اوروبا.

وتبين “في الوقت الذي يطلب من المواطنين الالتزام بتوجيهات خلية الازمة، نشاهد سماح رئيس خلية الازمة وهو السيد المحافظ لوفد من المسؤولين بالسفر الى هنغاريا بينهم مستشار المحافظ لشؤون الزراعة الذي ثبتت إصابته بالوباء فيما بعد”.

Image

وكانت وسائل إعلام محلية قد أشارت الى أنباء تفيد بحجر محافظ المثنى أحمد منفي وقائد شرطة المحافظة اللواء سامي سعود وكوادرهما من المرافقين بعد ملامستهم المصاب بفايروس كورونا وهو مستشار المحافظ لشؤون الزراعة.

يشار الى أن فيروس كورونا ظهر في هنغاريا (المجر) مطلع آذار مارس الماضي، بعد تسجيل أول إصابتين مؤكدتين لطالبين إيرانيين، وأعلنت الداخلية المجرية أنّها سترحّلهما من البلاد، لعدم احترامهما أوامر الحجر الصحي.

ورفضت صحة المثنى الرد على استفسارات “العالم الجديد” بشأن معرفة حالة المسؤول الحكومي أو أعداد المسؤولين الحكوميين الذين خضعوا لإجراءات الفحص، فضلا عن وضع ناحية الهلال.

في الأثناء، علمت “العالم الجديد” بقيام خلية الأزمة في محافظة المثنى باغلاق معمل للمرطبات “آيس كريم” في قضاء الوركاء بمحافظة المثنى وحجر صاحبه للاشتباه بإصابته بفايروس كورونا عقب عودته أمس من محافظة النجف.

ووفقا لبيان الخلية الذي تابعته “العالم الجديد”، فإن “الإجراء كان لغرض التأكد من سلامته، إذ أعلنت فرض حظر شامل للتجوال العام في حي العسكري بالقضاء الذي يتواجد فيه الرجل ومعمله”.

إقرأ أيضا