امرأة من الديوانية توظف خبرتها بالحرف اليدوية في صناعة أقنعة واقية وتهديها لجدار الصّد الأول

في المشغل المتواضع لم تقف أم ساقي (٥٠ سنة)، عند أطلال حزنها على فراق ولدها…

في المشغل المتواضع لم تقف أم ساقي (٥٠ سنة)، عند أطلال حزنها على فراق ولدها الوحيد الذي فقدته جراء نقص العلاجات عام ٢٠٠٧، بل قررت أن تكون أمّاً لكل من عمل ويعمل معها، (أم ساقي) ميعاد الجشعمي، مسؤولة إعلام كلية الزراعة في الديوانية، ناشطة في قضايا المرأة تمتلك خبرات عدة في فن صناعة الأعمال والحرف اليدوية، نظمت وشاركت في عدة معارض وبازارت.

وتقول الجشعمي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “أحد الأطباء الشباب سألني قبل أيام عن إمكانية صناعة قناع الوجه الواقي الذي يعاني الأطباء ومنتسبي دوائر الصحة من نقص تأمينه لجدار الصد الأول ضد وباء كورونا المستجد، فطلبت منه احضار نموذج لمعاينته، فوجدته سهل التنفيذ، فأحضر لي المواد الأولية وصنعت له في الوجبة الأولى ٥٠ قناعا، ومئة أخرى انجزتها اليوم، ساعدتني في صناعتها زوجة اخي وابنتها، وزعت مجانا على زملائه”.

Image

كلف كل قناع وقاية ١٥٠٠ دينارا فقط، بمواصفات أفضل من المعروضة في بعض المذاخر والصيدليات التي تتراوح أسعار القطعة الواحدة منه بين ٧ الى ٩ دولارات، واستغرقت صناعته عشرة دقائق يمكن ان تتحول الى دقيقة في حال وجود ثلاثة أشخاص.

وتوضح أم ساقي، أنني “قررت الاستعانة ببعض بنات الأقارب والصديقات في تصنيع الوجبة الثانية، لو تمكن الأطباء من تأمين المواد الأولية للاستفادة من عامل الوقت بزيادة الإنتاج”.

Image

في الوقت الذي تنشغل المختبرات ومصانع الأدوية والتجهيزات الطبية بزيادة أسعار منتجاتها، تعمل أم ساقي وكثير من العراقيات والعراقيين الى الاعتماد على المواد الأولية المتوفرة في الأسواق على الرغم من حظر التجوال الذي تشهده غالبية المدن العراقية، لتصنيع الكمامات والمعقمات وأقنعة وقاية الوجه بالمجان او بسعر التكلفة لدعم قطاع الصحة والأجهزة الأمنية ومساندتهم في وقت الأزمة، فيما ذهب آخرون لتأمين المواد الغذائية للأسر الفقيرة.

وتبيّن الجشعمي، أن “الكوادر التي تقف اليوم بوجه الموت من منتسبي الصحة والأجهزة الأمنية، كلهم أبنائي فهل أبخل وغيري على من يستحق منا التضحية بتوفير ما نتمكن من توفيره، وأزمة العراق والعالم ومن يقتلون جراء الإصابة بالفيروس أرواح غالية، وواجبنا الإنساني والأخلاقي والوطني هو دعمهم بما نستطيع”.

الفراغ وطول الوقت الذي يعانيه غالبية المواطنين نتيجة التباعد الاجتماعي وإجراءات حظر التجوال للحد من انتشار الفيروس، سمح لذوي المهن الحرفية واليدوية استثمار الوقت بإنتاج أعمالهم.

Image
 

وتبين أم ساقي، أنني “أعمل منذ مدة على مشروع لتدوير النفايات، آخر معرض كان ريعه لدعم المتظاهرين في ساحة اعتصام الديوانية، والأعمال الحرفية اليدوية توفر مردودا ماليا جيدا، يمكن للنساء والرجال العمل عليها في المنزل للاستفادة من الوقت، فقد صنعت خلال هذه الفترة عشرة أعمال، لشحن الطاقة الايجابية بين افراد الأسرة بدل ما نتداوله من اخبار سلبية عن الوباء وتداعياته الصحية والنفسية والاقتصادية على العالم”.

وظهرت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، في العالم بمدينة ووهان الصينية مطلع العام الجاري ٢٠٢٠، لتسجل آخر احصائيات منظمة الصحة العالمية، أكثر من ٨٣ ألف إصابة ومقتل ٣٣٤٩ مواطنا، فيما سجلت إيطاليا إصابة ١٥٢.٢٧١ ألف إصابة ومقتل ١٩،٤٧٠ مواطن، اما الولايات المتحدة الامريكية فقد سجلت ٤٩٢،٨٨١ الف إصابة، ومقتل ١٨،٥١٦ مواطن، وايران اكثر من ٧٠ ألف إصابة ومقتل ٤٣٥٧، اما العراق فقد سجل ١٣١٨ إصابة ومقتل ٧٢.

إقرأ أيضا