هل يسلب انشقاق “فصائل العتبات” الشرعية عن “الحشد الشعبي”؟

أصدرت الفصائل الأربعة المرتبطة بالمرجعية الدينية بالنجف، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، بياناً…

أصدرت الفصائل الأربعة المرتبطة بالمرجعية الدينية بالنجف، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، بياناً مشتركاً كشفت فيه عن مباركة “المرجعية” لهذا الانسحاب، ومتابعة من أعلى قيادات الدولة.

وجاء في البيان الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “كلّ الإجراءات تمت برعاية ومتابعة من فخامة رئيس الجمهورية السيد برهم صالح، والسيد القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، وبعض القيادات الأمنية والرسمية، فضلًا عن وكيلَيْ المرجعيّة الدينيّة العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وسماحة السيد أحمد الصافي”، وهذان الأخيران هما أقرب شخصيتين يمثلان المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني.

وحمل البيان إشارة واضحة إلى أن هناك عددا من الألوية والفصائل ستنسحب من هيئة الحشد الشعبي بعد إجراء قوات العتبات، حيث انها “تدرس انضمام بقية القوات والألوية الراغبة بذلك على وفق: المعايير الوطنية، والضوابط القانونية، والالتزامات الدستورية، كما انها ستتواصل مع قيادة الحشد ومديرياته لتنسيق الانتقال”، وفق ما جاء في البيان.

وجاء البيان متناغما مع الكتاب الصادر عن القائد العام للقوات المسلحة، إذ أن عبارة (ستنظم بقية التفاصيل بأمرٍ لاحق) الواردة في القرار ستشمل عدة اجراءات، من بينها تشكيل تنظيم اداري تابع للقائد العام للقوات المسلحة يضم كل التشكيلات العسكرية التي استجابت للفتوى وجاءت من هيئة الحشد”.

ويؤكد مصدر مطلع لـ”العالم الجديد” أن “العديد من التشكيلات العسكرية المنضوية في هيئة الحشد الشعبي تستعد لإعلان الانضمام الى التشكيل الجديد الذي يأتمر بإمرة القيادة العامة للقوات المسلحة، استنادا لموقف المرجعية الذي يمنحها الشرعية الدينية والوطنية التي تشكلت على أساسه”.

ويضيف المصدر أن “الخطوة جاءت بسبب سياسات ظالمة داخل هيئة الحشد الشعبي، غبنت حق فصائل العتبات وفرضت آراء بعض التشكيلات على الجميع، وعقب انقطاع كل سبل الحوار من أجل تحقيق التوازن والاعتدال داخل الهيئة، فضلا عن تخطي آراء وفتاوى المرجع الأعلى في النجف علي السيستاني، الذي يعود اليه السبب في إضفاء الشرعية على هذه التشكيلات، واتباع قيادات ومراجع اخرى من خارج العراق”، في اشارة الى الفصائل التي تتبع المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي.

ويلفت الى أن “من شأن هذه الخطوة أن تسلب الشرعية التي أضفتها فتوى الجهاد الكفائي على إنشاء هذه التشكيلات العسكرية ذات الاطار الرسمي بشكل تدريجي عنها”، منوها الى أن “المرجع السيستاني لا يمكنه أن يتحمل المسؤولية التاريخية لهذا الانفلات وعدم الانضباط الذي حصل مؤخرا وقد يتفاقم بشكل أكبر”. 

وكانت “العالم الجديد” قد نوهت في وقت سابق الى خطوة قد تتخذها المرجعية في هذا الإطار.

يذكر أن فصائل مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وسرايا الخراساني وغيرها تسعى إلى تطبيق نظرية “ولاية الفقيه” التي تعتمدها إيران، وهو الأمر الذي ترفضه المرجعية الدينية في النجف ويتقاطع مع سيادة الدولة العراقية حسب توجه العديد من القوى السياسية والوطنية.

إقرأ أيضا