ما هي ستراتيجية الكاظمي لنزع فتيل التظاهرات؟

سعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاستباق موعد التظاهرات التي دعا اليها نشطاء اليوم الأحد، بسلسلة…

سعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاستباق موعد التظاهرات التي دعا اليها نشطاء اليوم الأحد، بسلسلة من القرارات أشاعت الارتياح بين صفوف المتظاهرين، بعد أن أعلن أمس السبت، عن إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الاول أكتوبر 2019، مشيرا إلى أن إدارته ستعتمد الشفافية وأنها لن تكون حكومة “غرف مظلمة”. في الأثناء، أحرق محتجون، ليل السبت، مقرات تابعة لمنظمة بدر ومقر آخر لحزب الدعوة إضافة إلى حرق منزل نائب تابع لكتلة عصائب أهل الحق “صادقون”.

وقال شهود عيان لـ”العالم الجديد” إن “عشرات المحتجين بدأوا بالتدفق فجر اليوم الأحد على ساحة التحرير وسط بغداد للمشاركة في التظاهرات المزمع انطلاقها صباح اليوم العاشر من ايار مايو الجاري، وهم يحملون دروعا واقية لصد أي محاولة اعتداء عليهم من قبل الميلشيات أو قوات مكافحة الشغب.

وأكدت تنسيقيات الحراك الشعبي في العراق على انطلاق مسيرات حاشدة ومظاهرات احتجاجية ضد الحكومة الأحد في بغداد وبابل وواسط والناصرية والبصرة وكربلاء.

وقال منسقون في الحراكات، إنهم سيرفعون شعارات ضد الحكومة وتطالب بإسقاط النظام الفاسد القائم على المحاصصة والطائفية ومحاكمة قتلة المتظاهرين وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وإقامة انتخابات مبكرة.

يذكر أن تنسيقيات الحراك الشعبي العام بالعراق أطلقت دعوات سابقة للتحشيد إلى مظاهرات سمتها بـ “المليونية” تنطلق في ساحات التحرير والجمهورية والطيران وسط بغداد يكون هدفها اللاحق الدخول إلى المنطقة الخضراء المحصنة بهدف “إسقاط الحكومة”.

وحول تعامل رئيس الوزراء الجديد مع ملف التظاهرات، يؤكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بأنه “سيكون بحاجة الى شهرين كحد أقصى لغلق هذا الملف، لأنه يملك قنوات كثيرة مع ساحات التظاهر، ما تؤهله لتعامل ناجع”.

ويوضح المصدر في حدث لـ”العالم الجديد”، على أن “الكاظمي سعى خلال خطابه الأخير لامتصاص غضب المعتصمين، فضلا عن إطلاقه قبل ايام مبادرة لتأسيس مجلس شباب تشرين التي ضمنها منهاجه الحكومي”.

ويضيف أن “الكاظمي غير قادر بالوقت الحالي على فتح ملف اغتيال واعتقال واختطاف المتظاهرين والنشطاء بشكل جاد، لجملة أسباب اولها أنه لا يريد الاحتكاك حاليا مع الاطراف القوية التي لازالت تتمتع بنفوذ داخل السلطة، لأن ذلك قد يتسبب بحرب داخلية تعيق الإصلاحات التي تسعى اليها حكومته، ومن جانب آخر هو يريد تهدئة الأوضاع في الساحات والمضي بمرحلة انتقالية هادئة جدا الى الانتخابات وربما ضمان الوصول لولاية ثانية بعد إرضاء الجميع، لذا فانه سيقوم بخطوات شكلية من شأنها نزع فتيل الأزمة التي فجرتها حكومة عبدالمهدي بقتل واعتقال المتظاهرين، غايتها في النهاية نزغ فتيل التظاهرات”.

وأتى الإعلان عن الاحتجاجات تزامنا مع خطاب ألقاه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، السبت، أعلن فيه الإفراج عن جميع المتظاهرين الموقوفين في السجون العراقية، وفتح تحقيق بشأن مقتل المتظاهرين، ومحاسبة المتورطين في أحداث القتل، وتعويض عائلات الضحايا ورعاية المصابين.

وفيما يخص الانتخابات المبكرة، قال رئيس الوزراء إنه أصدر قرارا بتشكيل لجنة من الخبراء للتنسيق مع الجهات المعنية لتذليل العقبات أمام إجراء “انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة”.

وأصدر الكاظمي قرارا بإعادة الفريق أول عبد الوهاب الساعدي إلى جهاز مكافحة الإرهاب، حيث عينه رئيسا له.

وكان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قد أبعد الساعدي عن منصبه في جهاز مكافحة الإرهاب في أكتوبر 2019، حيث نقله للعمل في وزارة الدفاع العراقية

ويشهد العراق انتفاضة شعبية عارمة منذ أكتوبر 2019، احتجاجا على النفوذ الإيراني في الشأن العراقي، وعلى الفساد الذي استشرى في جميع مناحي الحياة.

وقد واجهت الحكومة العراقية السابقة هذه التظاهرات بعنف مفرط أدى إلى مقتل المئات، فضلا عن إصابة الآلاف.

إقرأ أيضا