حصريا: حوار مع المرشح لخلافة البغدادي عبد الناصر قرداش

ابو عبد الرحمن الشامي، ابو عبد الرحيم واسمه طه عبد الرحيم عبد الله بكر الغساني،…

بروفايل:

ابو عبد الرحمن الشامي، ابو عبد الرحيم واسمه طه عبد الرحيم عبد الله بكر الغساني، المعرف في داعش حجي عبد الناصر قرداش، ويكنى ابو محمد، مواليد 1967 تلعفر يسكن الموصل حي مشيرفة، خريج كلية الهندسة، درس الفكر التكفيري على يد أبو علي الانباري المعروف بابي علاء العفري (منظر وكاتب منهج تنظيم القاعدة فرع العراق ونائب الزرقاوي، سجن عام 2006- 2012، وتوالى مناصب عديدة في تنظيمي القاعدة وداعش، فجر نفسه في مواجهة مع قوة خاصة أمريكية عام 2016 في منطقة الشدادي السورية). وانتمى عبد الناصر قرداش لحركة أنصار الإسلام عام 2003.

عام 2005 اعتقل من قبل القوات الامريكية.

عام 2007 خرج من السجن وبايع القاعدة ولكنه لم يلتق بابي عمر البغدادي ولا ابي حمزة المهاجر (قادة القاعدة فرع العراق 2006-2010 قتلا في نيسان عام 2010)، وعمل مساعدا لابي قسورة المغربي (محمد مومو المعروف بأبو قسورة المغربي والمكنى أيضا بأبي سارة و طلحة المغربي، قتل في العراق عام 2008) في محافظة نينوى وعمل بصفة اداري بولاية الجزيرة لغاية نهاية 2007 حيث شغل منصب والي الجزيرة وخلال فترة توليه المنصب كان مسؤولًا عن مجازر عدة.

عينه ابو عمر البغدادي بتزكية من ابو مسلم التركماني (فاضل أحمد عبد الله، المعروف ب أبي مسلم التركماني، يُعرف أيضًا ب الحاج معتز أو أبي معتز القرشي كقائد عملية احتلال نينوى وصلاح الدين وأجزاء من كركوك ومعظم مدن الانبار وديالى، والمشرف على داعش في العراق، قتل في عام 2015).

 عام 2010 أصبح واليا لتنظيم القاعدة على قاطع الشمال وبأمر من أبو عمر البغدادي وتم تكليفه بشغل منصب والي ولايات الشمال (جنوب الموصل والموصل والجزيرة وكركوك) وذلك في اذار من عام 2010.

بعد مقتل ابو عمر البغدادي في نيسان 2010 أصبح مرتبطا بصديقه ابو مسلم التركماني، الذي رتب له لقاءً نهاية عام 2011 بأبي بكر البغدادي في ريف العاصمة بغداد وكلفه بشغل منصب امير التصنيع والتطوير كونه مهندسا.

شكل مع حجي بكر الخليفاوي (استراتيجي تنظيم داعش قتل في سورية عام 2014) وابو محمد الجولاني (قائد جبهة النصرة في سورية) وابو محمد العدناني (الناطق الرسمي باسم تنظيم داعش قتل في سورية عام 2016) النواة الاولى في نشر افكار القاعدة فرع الشام وذلك في تموز عام 2011، وكانت له اليد العليا في تجنيد الموارد البشرية في الشرق السوري بمعية ابو محمد العدناني، واسس مصانع اسلحة ومتفجرات وكواتم لتجهيز الولايات.

لديه حوارات ومقابلات لا تحصى مع ابو بكر البغدادي، وهو صاحب فكرة توحيد فرعي العراق وسورية للقاعدة “داعش”، بعد حدوث انشقاقات بالتنظيم وانشقاق جبهة النصرة عن داعش كلف حجي عبد الناصر بمنصب والي الشرقية (الحسكة ودير الزور والرقة).

شغل عام 2014 منصب والي البركة وبعد اعلان الخلافة كلف بمنصب نائب امير اللجنة المفوضة وبعدها امير اللجنة، وتم معاقبته بسبب مجادلته لقرارت البغدادي وأصبح مشرفا على ملف التطوير والتصنيع لغاية عام 2017، وبعد مقتل العدناني أصبح اميراً للجنة ونائباً للبغدادي لغاية 2019.

اهم المعارك التي أشرف عليها؛ كوباني وتدمر وحلب وريف حمص ومعارك الباب، وهو قائد اخر معركة لداعش في شرق الفرات السورية نيسان عام 2019احداث الباغوز الاخيرة، دوره البارز في اغلب المفاوضات التي جرت بين داعش والفصائل والمجاميع الاخرى، وصفقة الباصات الخضر في سورية.

نشأة عبدالناصر قرداش:

عرف عن مدن وقرى غرب نينوى ذات الأقليات والثقافات المتعددة بعد عام 2005 ظهور الصراع المرتبط بالسلوك الديني والعقائدي والقومي، والتشدد، على رغم من عيش أصحاب الثقافات المختلفة عقودا طويلة في نينوى في تعايش وتسامح خلاق، غير متطرفين دينيا ولا قوميا فيما بينهم.

بل إن التعدد الديني كان أمرا مألوفا في تلك المجتمعات، حتى داخل الأسرة الواحدة. ومع احتلال العراق في عام 2003، تنامت التيارات الجهادية في ربوع القرى والمدن غرب العراق، فتكونت المجموعات والخلايا الأكثر تطرفا في نبذ الاخر من أمثال القاعدة وأنصار الإسلام وجماعة الطائفة المنصورة وكتائب ابي بكر الصديق السلفي وغيرهم.

وقد برز من تلعفر عدة اسماء شغلت قيادات الصف الأول في داعش والقيادات العسكرية وولاة ولاية الجزيرة غرب نينوى.

– ابو علاء العفري، ابو علي الانباري.

– ابو مسلم التركماني.

-امير المولى حجي عبد الله قرداش.

-أبو عبد الرحيم حجي ناصر قرداش

-شوكت حازم العفري.

-ملا ميسر شيخلار.

-بسام عدنان البودولة

-مصطفى محمد قرباش

-قاسم محمود شيخلار

-وعد محمد قرباش

-غالب محمد يونس العفري.

-يوسف حسن العفري.

-عمار مصطفى العفري.

-هشام حسين الشيخلار.

-هيثم مصطفى العفري.

-محمد علي العفري.

عادت معسكرات الجماعات التكفيرية باعتبارها ردة فعل على تردي العلاقات بين قيادات حكومة المالكي والعشائر السنية في المنطقة الشمالية والغربية، في نهاية 2012 ذلك الوقت الذي ظهرت به منصات الاحتجاج التي عرفت بالحراك السني الشعبي وهي خليط من البعثية والصوفية والأخوان والسلفية الجهادية والعشائرية وعوام المدن والقرى ذات الأغلبية السنية، وبسبب احتدام الصراع بين المالكي ورافع العيساوي على تعزيز التوزيع العادل للسلطة والنفوذ، فقد تداعى عدد من شيوخ العشائر وائمة المساجد وعلماء الافتاء السني وقادة الأحزاب في المناطق السنية للإطاحة بطموح المالكي بولاية ثالثة. النواة الصلبة من تنظيم القاعدة في غرب العراق استثمرت هذه البيئة الغاضبة على الحكومة وبدأت تنتشر في مدن وخيم الاعتصامات وتعقد مجالس لأخذ البيعة للبغدادي فحققوا هناك الانتشار والتوسع الكبير والسريع، بعد أن انحسر نفوذهم عدا مناطق حوض الثرثار وغرب نينوى ووادي حوران وجزيرة راوة وبعدد اقل من 1000 ارهابيا في كل العراق، وبإمكانيات اقتصادية ضعيفة.

في تلك الفترة نشأت داعش في الحدود الغربية العراقية والشرقية السورية، بحسب شهادة عبد الناصر قرداش؛ ” صادف خروج أبو علاء العفري من السجن، واجتماع أبو مسلم التركماني، وحجي عبد الله امير قرداش، وأهمال بغداد ودمشق التقارير الاستخبارية حول توسع ومباركة البعض من ابناء عشائر لأفكار تنظيم داعش في تلك الجغرافية، وكان البعد الطائفي والقومي هو الدافع الكبير وراء ذلك”.

كلف عبد الناصر قرداش في نشر فكر تنظيم داعش واخذ البيعة للبغدادي في الشرق السوري عام 2011، وقد نجح في ذلك بمعية كبار قادة التنظيم في ذلك الوقت.

الحوار:

عبد الناصر قرداش: “إن البعد الطائفي يجب أن يطغى في التعامل مع مرحلة صعود وتأسيس تنظيم الدولة، فهي ضد بغداد ودمشق وتزعم أنها مع السنة لذا كان السكوت عليها وعدم انتقادها طيلة عام 2013 من غالبية السنة، وبغداد كانت لا تهتم للكيفية التي تعامل بها مفارز ومجموعات التنظيم أهالي تلك البيئة وتعتقد هو شأن يخصهم وشرها يقع على خصوم بغداد، والولايات المتحدة والخليج يعتقدون هذا صراع داخلي”.

(تعليق): من خلال الاقتباس أعلاها من الحوار مع قرداش، يمكن أن نوضح مستويين من الدعم الذي حصلت عليه داعش في منطقة غرب العراق؛ هما:

أ- السرية واللامبالاة وغض البصر من قبل بعض العشائر في تلك المناطق، عن ممارسات التنظيم من اخذ الإتاوة وقطع الطريق الدولي والهجمات على قوات حرس الحدود والثكنات العسكرية والمراكز الأمنية ونهب دوائر الدولة.

ب – المستوى العسكري والراديكالي، المتمثل بالمعسكرات الخاصة بالتدريب ومخازن السلاح، بالنسبة إلى المستوى العقائدي فأن غالبية عناصر داعش درسوا وتربوا فكرياً في تلك البيئة منذ 2010-2013 في مدارس يديرها أبو علاء العفري وحجي عبد الله قرداش..

عبد الناصر قرداش: “كانت محاضرات أبو علاء العفري تشكل مرجعية فكرية للتنظيم، بل أكثر من ذلك، شكلت هذه المحاضرات نظاماً داخلياً وهادياً أساسياً لهم، فهي تتكون من 8 بنود تمثل بمجموعها منظومة تعاليم وأسس الولاء والبراء والتعريف بالأخر ومسائل الجاهلية ونواقض الإسلام وأحكام الدور وأحكام الجهاد وأحكام الغنائم وتوحيد الحاكمية وتكفير علماء السلاطين ونقد المرجئة الجدد ومسائل الجاهليَّة وكسر الحدود وكفر القومية والوطنية والاشتراكية والرأسمالية والديمقراطية ووسائلها، واصبحت خارطة الطريق التي تنفذها داعش في جغرافيا الحدود بين العراق وسورية وهي ما يأتي:

1 – الدين الوحيد لتلك المناطق هو الإسلام السني كما يؤمن به البغدادي والعفري.

2 – المنهج العملي يقوم على فقهيات انتخبها العفري والبغدادي والهيئات الشرعية قائمة على أن العمل ركن في الأيمان وفقاً لمناهج غلاة الفقهاء.

3 – تكفير كل من يخالف عقيدة ومنهج التنظيم من الجماعات والحركات والتنظيمات الجهادية سواء كانت سلفية او قاعدية وبشكل متساوٍ.

4 – اجتثاث كل الزعامات الدينية والحزبية والحكومية والقومية والوطنية وعدم احترام نسيج سكان مناطق الحدود.

5 – لا ذمة ولا عهد لكل من لا يبايع البغدادي، ومن يبايع يضمن حماية أرواح عائلته وأمواله وتوفير الأمن والأمان لهم.

6 -تعمل لجنة الحسبة والتحقيقات واقامة التعزيرات والحدود بكل قواها في تلك الجغرافيا.

7 – المحكمة الشرعية للتنظيم والاحتساب هي المهيمنة ومسيطرة على المساجد والمنابر والتربية والتعليم، ويقضي القضاة وفق تعاليم البغدادي والعفري، وانيطت هذه المناصب إلى الأشخاص الذين يتمتعون بالبيعة والتاريخ التكفيري الجهادي.

8 – توزيع المناصب والمسؤوليات الإدارية والمالية والأمنية والعسكرية في قرى الخدود يتم على أساس ولاء الأشخاص لخلافة البغدادي.”

(تعليق): صحيح أن ارهابيي داعش تربوا في المساجد الحدودية الدينية العراقية والسورية لكن الموروث العشائري وموروث العادات والتقاليد الريفية في مناطق الحدود، ولاسيما لعشائر البادية أدى دوراً هاماً في البناء الفكري لعقلية داعش المتمردة، ولذلك فإن الخلفية الفكرية لداعش هي حصيلة جهد المساجد ذات المناهج التكفيرية القطبية البدوية المتوحشة.

فقد أشارت الأجهزة الاستخبارية العراقية إلى نجاح تنظيم القاعدة فرع العراق من لملمة نفسه ومعالجة جراحاته في مناطق الحدود الغربية خلال الفترة 2012–2014 وفي الحصول على الدعم اللوجستي والمادي والعسكري من قبل المتعاونين المحليين، وفي مقدمتها عشائر من مناطق “حوض الفرات” و”البادية “، وهو ما ساعدها في تحويل غرب العراق وشرق سورية إلى ما يشبه مجالها الحيوي الذي تنشط فيه خلاياها النائمة بحرية شبه كاملة في علاقة وثيقة مع شبكات تهريب السلاح والنفط وزراعة وتهريب الادوية والسلع.

اقتصاد تنظيم الدولة”2014-2017″:

عبد الناصر قرداش: “لم نحتج لزراعة الحشيشة او كوكائين والقنب الهندي، كانت لدينا وفرة مالية وبشكل فاحش، وقد حاولنا نقل الاثار الى اوروبا لبيعها غير انا فشلنا في 4 محاولات كبيرة، خاصة آثار سورية فهي مسجلة ضمن التراث العالمي ومعروفة، فذهبنا الى خيار تدميرها ومعاقبة من يتاجر بها”.

عبد الناصر قرداش: “أبو همام الاثري (تركي البنعلي) قاضي تنظيم الدولة، قتل في مدينة الرقة غرب سوريا (28 ايار مايو 2017)، افتى بجواز بيع وتهريب النفط للعدو في هدنة محددة بوقت البيع والشراء، وهذه الفتوى وسعت على التنظيم اقتصاده ودرة عليه مبالغ مالية قد تجاوزت 400 مليون دولار فقط من تهريب نفط غرب العراق وشرق سورية، إدارة النفط كانت بيد حجي حامد “سامي الجبوري حاليا رئيس اللجنة المفوضة لتنظيم داعش بعد بيعة أبو إبراهيم القرشي”، وهو معرفة في نقل وتهريب النفط وعلاقات واسعة مع كل الأعداء المحليين والاقليميين، وأيضا هو محل ثقة عند البغدادي..”

عبد الناصر قرداش: “اقترح أبو محمد فرقان أقرب شخص للبغدادي ومسؤول ديوان الاعلام المركزي (قتل عام 2016) سك العملة الذهبية بالدينار والفضية بالدرهم، حيث كان وزن الدينار الذهبي الواحد 4،25 غرام وفقا للوزن النبوي، وقد سكت الدولة العملة مرة واحدة، وفي مدينة الرقة ما يقارب 2 طن من عيار 21 مثقال..، وكان المقصود التمايز”.

عبد الناصر قرداش: “بيت المال تدخل اليه الأموال واللجنة المفوضة تقسم الأموال على الولايات بشكل شهري، وقد بلغت موازنتي لولاية البركة في عام 2015 قرابة 200 مليون دولار، وتقسم الموازنة تشغيلية كفالة للجنود والقادة وعوائلهم، وأخرى لمشتريات السلاح والعتاد وإدارة الغزوات والمعارك وتطوير السلاح..”.

عبد الناصر قرداش: “يعتبر المال أكبر العوامل في تشجيع الشباب على التطوع في مناطق الحدود العراقية-السورية، فأن سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية نتيجة لتسلط النظم الحاكمة، وغياب العدالة الاجتماعية، فضلا عن ضلوع معظم قيادات الحكومة هناك في ممارسات فاسدة، واتجاهها صوب إقصاء الشريعة والثقافة الإسلامية من الحياة العامة، واستيراد النظم والقيم الغربية، دونما اكتراث بالخصوصيات الثقافية والمجتمعية”.

عبد الناصر قرداش: “لا يمكن فهم صعود تنظيم الدولة بعيدا عن الإحباط الذي أصاب الشباب، نتيجة للواقع الاقتصادي والاجتماعي المعقد، خاصة ظروف الفقر، والبطالة..”

عبد الناصر قرداش: “حظي المتطوعون بدعم مادي واجتماعي قوي من جانب ولاة ورجال الحسبة في تنظيم الدولة، خاصة في شرق سورية”.

“من لا يبايع البغدادي فهو عدونا”:

عبد الناصر قرداش؛” بيعتي للبغدادي وانا غير ملزم ببيعة أبو إبراهيم القرشي”

عبد الناصر قرداش؛ “كانت البداية هي غزو الحسكة وأجزاء من دير الزور وحلب والرقة، في عام 2012-2013، ثم غزو وتدمير نينوى عام 2014، بعد أن تم تأجيل غزوة دمشق وبغداد إلى مرحلة لاحقة، وتكثيف الضغوط ضد أربيل وكركوك، والعمل على دعم التوحش في طرق القتل المختلفة، كما حدث مع الطيار الأردني الكساسبة التي أشرف عليها كل أبو محمد فرقان، ومثلما حدث في مجزرتي سبايكر وبادوش التي أشرف عليهما أبو مسلم التركماني، ومجزرة البو نمر في هيت العراقية”.

عبد الناصر قرداش؛” قتالنا مع تمرد جبهة النصرة وانشقاق الجولاني كان دفاعا عن أنفسنا في عام 2013 وفي جميع الشرق السوري، والسبب هو خيانة أبو مارية الجبوري القحطاني مفتي وقاضي جبهة النصرة، يحمل أبو مارية مسؤولية الحرب الطاحنة التي دارت مع الفصائل في سوريا وخاصة محافظة دير الزور، فقد نبه لخطر التنظيم مبكراً بحجة انحراف التنظيم فكرياً ووصوله إلى مرحلة كبيرة من التطرف. عداء القحطاني لتنظيم الدولة سبق الخلاف مع جبهة النصرة ، فقد حاول القحطاني وأبو “محمد الشحيل” أحد قياديي “النصرة” في دير الزور، إقناع مجلس شورى النصرة بضرورة إلقاء القبض على أبو بكر البغدادي وسجنه ووأد تنظيم الدولة، حين كان البغدادي في زيارة لريف دير الزور الشرقي ولكن أبو محمد الجولاني أمير النصرة رفض الأمر، ومع بدء القتال بين الطرفين حرّض القحطاني العشائر والفصائل الإسلامية، على قتال التنظيم ولاقت دعواه القبول وقام بدعم الفصائل والعشائر بالمال والسلاح، لكن الأمر حسم لصالح “التنظيم” بعد سبعة أشهر، بسبب سقوط الموصل بيد التنظيم وحصاره لمحافظة دير الزور، تلك الحرب التي اوقد نارها أبو مارية القحطاني وأبو محمد الجولاني انتهت بمقتل نحو 1200 من طرفي القتال..”

عبد الناصر قرداش: “إن أبو محمد فرقان وأبو همام الأثري اثروا على البغدادي واخذ قراره بإعدام 5 من قيادات التيار المتشدد ممن يرى تكفير العاذر بالجهل، وكان من أبرز هؤلاء المعدومين، القاضي الشرعي التونسي “أبو جعفر الحطاب”، إن تنظيم الدولة قام باعتقال الحطاب وعدد من الشرعيين التوانسة، وأعدم شرعييه، “أبو عمر الكويتي”، بسبب تكفيره للبغدادي..”.

عبد الناصر قرداش: “مجزرة سنجار اخذ القرار بها البغدادي شخصيا و4 من قادة الهيئات الشرعية (أبو محمد التونسي، أبو المنذر المصري، أبو هاجر الجزراوي، أبو صالح الجزراوي” وقام بتنفيذها أبو مسلم التركماني، وكذلك مسألة سبي النساء والأطفال كانت بقرار اتخذ في تلك الجلسة قبل المجزرة بأيام ولم أكن موجودا ولم أشارك فيها، وقد نقل عدد كبير من النساء والأطفال الى مناطق الحسكة والرقة ودير الزور، وكنت اسأل أحد الشرعيين الذين افتى مع البغدادي عن ذلك، ويقول “مجرد هوى نفس” “.

عبد الناصر قرداش؛ “الإعلامي والصحفي في ارض الخلافة يعامل معاملة جاسوس، هذا الذي افتى به أبو الهمام الاثري، ومن افتى بحرق الكساسبة أبو محمد فرقان وأبو لقمان الكويتي أمنى التنظيم، أبو محمد المقدسي حاول من خلال أبو يعقوب المقدسي مسؤول أمنى في تنظيم الدولة ان يعقد صفقة مع المخابرات الأردنية واطلاق سراح سجناء الدولة، لكن أبو محمد فرقان رفض تلك الصفقة”.

عبد الناصر قرداش؛ “صفقات الباصات الخضر قراراه جاء من البغدادي وانا فقد من ساعدت في تنفيذها والالتزام بالهدنة”.

عبد الناصر قرداش؛ “أكثر شيء اصابني بالإحباط وفكرة بالانسحاب من بيعة البغدادي، حينما قرر أبو انس السامرائي والي الفرات، بنقل 230-250 من مناطق القائم والرمانة الى البوكمال وهم من التائبين ممن عملوا سابقا في الجيش والشرطة والصحوات، ثم قام بتصفيتهم جميعا في منطقة الباغوز، هذا غدر بعد الأمان والعهد، ولا زال أكثر شيء اتذكره بألم”.

“الاعلام سلاحنا الأهم وسلاح الجو للتحالف هو من هزمنا”:

عبد الناصر قرداش؛ “كادت العمليات المتوالية لتنظيم الدولة ان تسيطر على نحو 50٪ من سورية و42٪ من العراق، غالب العمليات العسكرية مهد لها الظهور الإعلامي المتكرر لقيادات التنظيم، وجعل منهم قوة مثيرة للإعجاب، وعاملا مهما في خلق التأثر بمنهج التنظيم، والتعاطف مع الخلافة وكسر الحدود وارض التمكين، وزيادة قدرتنا علي تجنيد العناصر والتنظيمات الحليفة في سورية، خاصة بعد انتهاج تنظيم الدولة استراتيجية اعلامية متطورة، أكثر تكلفة، وأكثر احترافا وسرعة في النشر والتداول، تقوم علي استخدام أسلوب “الجهاد الإلكتروني”، والاستفادة من إمكانيات شبكة المعلومات الدولية في التواصل والتنسيق مع فئة الانصار الحليفة، حيث توجه الأوامر إليها بشكل مركزي بيد أبو محمد فرقان.. ولعل ذلك هو ما يفسر إعلان العديد من هذه الحركات الارتباط بتنظيم الدولة فكريا وتنظيميا، ومن ذلك جزء كبير من الجماعة الجهادية في أفغانستان وشرق اسيا وغرب ووسط افريقيا، وجماعة بوكو حرام، وأنصار بيت المقدس..”

عبد الناصر قرداش؛ ” أبو محمد فرقان وأبو محمد العدناني؛ انعكس اهتمامهم بالأعلام على الهيكل التنظيمي للخلافة، وآليات عملها. في الإطار العقائدي؛ تأثر ديوان الاعلام المركزي بكتابات أبو محمد المقدسي ومحاضرات أبو علاء العفري وارشيف الزرقاوي، الحل بفرض قوة السلاح في العالمين العربي والإسلامي. كما أنها تعتمد في مرجعيتها المنهجية على عدد من المصادر، أهمها: كتب أبي الأعلى المودودي، وسيد قطب، بالإضافة إلي تفسيرات متشددة لفتاوى بعض شيوخ الصحوة في الحجاز.. كما أن أبو همام الاثري والعدناني وفرقان غالبا ما يصفون الخطاب الديني التقليدي والصوفي والاخواني والسلفي في العالم الإسلامي بالمرجئة ومجافاة الواقع والتواطؤ مع الحكام.

وينظر أبو محمد فرقان ومعه العدناني الى تنظيم الدولة علي أنهم الطائفة المنصورة، أو الفرقة الناجية، بينما التنظيمات والحكومات في الدول ذات الغالبية الإسلامية يمثلون الفئة الباغية، أو الطائفة المهزومة.”

عبد الناصر قرداش؛ ” أكد لي أبو بكر البغدادي عام 2017 بعد هزيمة العراق، أن تحقيق منهج التنظيم قتال واستنزاف العدو أهم من نيل النصر، وتأكيد منهج التنظيم لا يمكن أن يحدثا إلا من خلال استمرار العمليات والمواجهة، وتنفيذ العديد من عمليات الأحادية والجماعية في اوربا، واصفا مخالفيه في المنهج من الجماعات الجهادية بأنهم يعتنقون عقائد المرجئة.”

عبد الناصر قرداش؛ “كل الفصائل الجهادية المسلحة في العراق وسورية وأفغانستان وغرب افريقيا وسيناء، تعامل معاملة الصحوات فهي بين الردة والكفر الأصلي، عدا تنظيم حراس الدين وجماعة أنصار الفرقان، هكذا هي التعليمات التي جاءت من البغدادي”.

الهيكل التنظيمي لتنظيم الدولة بعد عام 2014:

عبد الناصر قرداش؛ “منهجية البغدادي وعقيدته تفرض علينا إلا نحزن على خسارة ارض التمكين”

عبد الناصر قرداش؛ “لم نقوم باي مراجعات منهجية او فكرية الا هزيمة كوباني وسنجار عام 2015، وقد طالبت البغدادي بضرورة اجراء مراجعات بعد هزيمة العراق عام 2017، فرفض ذلك وقد بدى عليه الغضب”

عبد الناصر قرداش؛ “أبو إبراهيم القرشي الهاشمي من المحتمل أن يكون هو نفسه أبو سعد الشمالي الشامي فائز عكال النعيمي القريشي، فهو اخر القيادات الأقرب الى البغدادي، ولديه اسرار الأموال، وبيده ملف المتطوعين والعلاقات الخارجية والهجرة والتنسيق والتواصل مع الولايات البعيدة، ولديه صلات ممتازة مع الجزراويين والتوانسة والمصريين والليبين وصلة نسب مع العراقيين… كل ذلك لا يمنع من احتمال تولي منصب الخليفة أيضا حجي عبد الله أمير المولى، والمولى اقل رتبة في الإدارة والمالية والقيادة العسكرية، ولكنه يمتلك علما شرعيا ولديه صلات داخلية قوية مع مجلس الشورى واللجنة المفوضة..”

عبد الناصر قرداش؛ “في كثير من الأحيان، لم يكن يمتلك التنظيم هيكلا قياديا واضحا -باستثناء القيادة العليا -وكذا لا تملك عقد ومفاصل عمل مركزي عدا المالية والاعلام، وإنما ما يجمع بينها أكثر هو بيعة أبو بكر البغدادي والتسجيل في ديوان الجند، ويتسم الهيكل التنظيمي باللامركزية..”

عبد الناصر قرداش؛ “الأقرب الى البغدادي هو القائد الفعلي لتنظيم الدولية، كنا نعاني من استحواذ المقربين على قرار البغدادي، في المرحلة الأولى كان كل ما يقوله حجي بكر وأبو مسلم التركماني يتبناه البغدادي منهجا، ثم في مرحلة أخرى أصبح كل ما يقوله ويقرره أبو همام الاثري وأبو محمد فرقان وأبو محمد العدناني يتبناه البغدادي. منهجا ويفرضه على الجميع، وفي مرحلة ثالثة كل ما يقرره ويتبناه أبو سعد الشمالي وأبو يحيى اياد الجميلي العراقي يتبناه البغدادي ويفرضه، وفي المرحلة الرابعة قبل مقتله أصبح كل ما يقرره ويتبناه أبو سعد الشمالي وحجي عبد الله قرداش يفرض البغدادي على الجميع..”

 عبد الناصر قرداش؛ “الهيكل التنظيمي كان على النحو الآتي:

-“الخليفة:” عادة ما يتولى رسم السياسات العامة مع المقربين منه وهم أشخاص من ذوي المكانة عقائدية وولديهم تاريخ جهادي.

أو ممن هم محسوبون تاريخيا على جيل الزرقاوي، ويتم منحهم كافة الصلاحيات المتعلقة بالأعلام وتوزيع المال وديوان الجند والغزوات، وتحديد العدو، كما يعطى لهؤلاء أسماء حركية يعرفون بها تنظيميا.”

-” اللجنة المفوضة”: وهي المسؤولة عن الإدارة والقيادة التنفيذية لكل مفاصل الهيكل التنظيمي في العراق وسورية، كانت في بداية الامر واحدة في العراق وأخرى في سورية، ولكنها توحدت بعد عام 2017..”

-“ديوان الجند”: “لكل ولاية قوات خاصة تابعة لها، تتولي تنفيذ عملياتها العسكرية تحت قيادة قائد عسكري للولاية. وغالبا ما تكون هذه القوات في شكل كتائب عسكرية وأمنية مدربة على تنفيذ تكتيكات حروب العصابات، والمشاركة في العمليات القتالية المباشرة، وزرع العبوات الناسفة، وتنفيذ العمليات الانتحارية والانغماسية، لكن أعداد هذه القوات وعتادها لا يزال أمر سري في أغلب الحالات، نظرا لتوخي الأمن، وكثرة الانشقاقات الداخلية في القيادات الميدانية”

-” ديوان الامن العام”: “إقامة المقرات السرية للتدريب ومخابئ المال والسلاح، وتحضير المقرات التي تتم فيها الاجتماعات، والتخطيط للعمليات، مع اللجوء إلى إقامة معسكرات تدريبية متنقلة ومؤقتة توخيا للأمن. وهي أيضا تتابع البريد الخاص ونقل الانتحاريين ومشتريات السلاح..، وتجنيد الأنصار في مواقع التواصل الاجتماعي.”

-“ديوان المال والركاز والزكاة”: “يصر أبو سياف التونسي ومن بعده حجي حامد الجبوري علي إخفاء مصادر تمويل التنظيم، أو تأكيد الاعتماد على دول ومنظمات مخابراتية في التمويل، وكذلك نفي اعتماد اي تبرعات او صدقات من المتعاطفين والحلفاء، أو المشاركة في أنشطة تجارية واستثمارية معينة. ويفسر ذلك برغبة هذه التنظيم في عدم الإفصاح عن حلفائها من المستثمرين في داخل العراق وسورية وخارجهما، حرصا على أمنهم الشخصي، وعدم الكشف عن الشبكة الخارجية، خوفا من اتهام بالعمل لحساب جهات خارجية. ولكن الذي اعرفه في شرق سورية وجود أربعة مصادر على الأقل لتمويل التنظيم، هي: عوائد تهريب النفط، وتهريب السلاح والسلع، واختطاف الإعلاميين والصحفيين والبعثات الإنسانية والحقوقية والاغاثية والمسئولين المحليين للمساومة من أجل الحصول على فدية لإطلاق سراحهم او بيع جثث الموتى والمقتولين منهم “بيعة جثة الكافر”، عادين ذلك بمنزلة “الغنيمة”، بالإضافة إلى غنائم الغزوات والضرائب على الفلاحين والمزارعين والتجار.”

-“التصنيع والتطوير العسكري”: “لدينا العشرات من الورش والمصانع الخاصة في التصنيع والتطوير، وصناعة. المفخخات المدرعة وغير المدرعة، وصناعة الكواتم، ومختبرات صناعة الأسلحة البيولوجية والسمية، وتطوير. الطائرات بدون طيار، وتحسين مديات القناص..”.

ملاحظات على حديث عبد الناصر قرداش:

 بعد استعراض أهم ما دار بيني وبين عبد الناصر قرداش من الحوار الذي اجريته معه في سجن المخابرات العراقية يوم 17 أيار/مايو 2020، تجدر الإشارة إلى ملاحظات أساسية، هي:

– إن اللامركزية التنظيمية التي يتسم بها أغلب فروع وولايات وقواطع تنظيم الدولة، وان هناك هيكل تنظيمي غير فاعل الا في بعض المفاصل، اللجنة المفوضة والاعلام والمالية والجند والامن والتسليح، وإن التنظيم يعتبر تجميد تلك المفاصل بحسب عبد الناصر قرداش؛ ” كانت تكسبه سرعة الحركة في تنفيذ عملياتها”، ولأنها تضعفه تنظيميا وماليا، فتجعله أكثر قيادات وأكثر جدلا وأقل تماسكا.

– التنظيم لا يمتلك فقهاءً ولا كتابا ولا منظرين، كل مال لديه من الخطباء والدعاة الناشرين وطلاب العلم، الامر الذي أضعف خطاب التنظيم، وأفقده قدرته على محاججة القاعدة وفروعها علميا، وهذا تسبب بظهور 3 تيارات منهجية وفقهية داخل الهيئات الشرعية والقضاء وديوان المظالم وديوان التعليم، عدم وجود روابط تنظيمية على المستوي الأفقي بين اتباع هذه التيارات، حيث يعمل كل تيار من هذه التيارات بشكل مستقل عن نظيراته في مفاصل الهيكل التنظيم، وإن كان يجمع بينها وحدة العقيدة والهدف.

– إن الارتباط بين فروع وولايات التنظيم خارج العراق وسورية، ليس ارتباطا تنظيميا بقدر ما هو ارتباط اعلامي واقتصادي وإعلان البيعة للبغدادي، دون وجود خطوط تنظيمية، وهيكل قيادي واضح بين هيكلية التنظيم في. العراق وسورية والفروع الأخرى.

– ركز تنظيم الدولة على شرق سورية وغرب العراق، وقام بالعديد من الأنشطة التي تقوض الاستقرار الاجتماعي والأمني والعسكري، ومنها:

– فرض الاحكام الفقهية المتشددة والتطبيق الفوري الصارم للقناعات العقائدية والاختيارات الفقهية للهيئات الشرعية وقضاة التنظيم.

– التركيز على التوسع بفقه القصاص والحدود والتعزيرات، دون مراعاة مدي اتساق ذلك مع أوضاع سكان تلك المدن وثقافاتهم المتنوعة.

– اعلان الحرب على الجماعات المسلحة والحركات الإسلامية وتصفية الرموز والقيادات السلفية والاخوانية والصوفية.

– التورط في ممارسات إرهابية تستهدف مدنيين، من أجل إيصال رسائل معينة إلي الحكومات المحلية والدولية

– غياب الثقة المتبادلة بين قادة التنظيم والجماعات المشتركة معهم في الساحة.

– عبد الناصر قرداش؛ “أن قيادات تنظيم الدولة تمارس ومارست انتهاكات لا علاقة لها بإحياء التوحيد وتحكيم الكتاب والسنة والقيم الإسلامية، وأنها تعمل على ترويع الناس، من اجل النفوذ والمال”.

– تنظيم الدولة يخشى من الانسجام المجتمعي الذي يصنع بيئة طاردة للتنظيم فكريا ومنهجيا، وهو يخشى من عدوين فقط؛ سلاح الجو للتحالف الدولي، والصحوات المناطقية والعشائرية السنية بحسب كلام عبد الناصر قرداش، وتاليا لابد ان تسعى الحكومات في الدول التي ظهر فيها نفوذ تنظيم داعش إلي بناء قدراتها الأمنية وتسليح الحشود السنية وتدريبهم، وتأسيس وتحويل البعض منهم الى وحدات خاصة مدربة علي مواجهة الأساليب القتالية لفلول داعش.

تكوين قوة مشتركة من الشرطة المحلية، وجهاز الاستخبارات، والقوات جهاز مكافحة الارهاب، قوات الرد السريع تكون ساندة للقوات المناطقية عند المواجهات الكبرى، واستخدام الطائرات من دون طيار، وعمليات الانزال وسلاح الجو والمراقبة الليلية.

Image

إقرأ أيضا