صلة الأرحام تفتك بها.. زار منزل خاله المصاب بـ"كورونا" فتسبب بوفاة والدته

صلة الأرحام تفتك بها.. زار منزل خاله المصاب بـ"كورونا" فتسبب بوفاة والدته

بغداد - أحمد حسن

  لم يعلم مرتضى حسين (40 عاما) الذي يسكن منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة بغداد بأن استخفافه بقواعد التباعد الاجتماعي التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية ستتسبب بإصابته بفيروس كورونا المستجد وخسارة والدته، وذلك بعد قيامه بزيارة لمنزل خاله الواقع في منطقة "بغداد الجديدة" شرقي الع
...

 

لم يعلم مرتضى حسين (40 عاما) الذي يسكن منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة بغداد بأن استخفافه بقواعد التباعد الاجتماعي التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية ستتسبب بإصابته بفيروس كورونا المستجد وخسارة والدته، وذلك بعد قيامه بزيارة لمنزل خاله الواقع في منطقة "بغداد الجديدة" شرقي العاصمة الأسبوع الماضي.

 

ويقول حسين في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "الحفاظ على صلة الرحم مع خالي اضطرتني للذهاب الى زيارته والاطمئنان على صحته، ولم يدر في بالي أنه يمكن أن يكون حاملا لفيروس كورونا رغم أنه كان يعاني من سعال ورشح بالأنف".

 

"لم يكن خالي يعلم بإصابته بفايروس كورونا، (يكمل مرتضى حسين) وكان يعتقد أن سبب النحول والسعال الجاف والألم بمنطقة الصدر يعود لاصابته بانفلونزا عادية، لكن الارتفاع الشديد بدرجة حرارته اضطره للذهاب الى مركز صحي قريب من منزله وإجراء فحوص طبية أكدت فيما بعد على إصابته بفيروس كورونا".

 

بعد معرفته بإصابة خاله سارع رعد على الفور الى مستشفى الزعفرانية العام، وقام بإجراء فحص مختبري، فكانت المفاجأة ثقيلة عليه حين ظهرت النتيجة ايجابية، ويعلق بالقول عبر الهاتف "كانت بالنسبة لي صدمة كبيرة، حيث تم عزلي على الفور وتوجه فريق من خلية الازمة الى منزل عائلتي المكونة من 4 أطفال وزوجة في حي الشرطة بأطراف الزعفرانية، وطلبوا منهم الالتزام بالحجر المنزلي مع تعهد جاري بتوفير احتياجاتهم اليومية".

 

ويكمل المصاب الذي يعمل منتسبا في وزارة الداخلية بصفة شرطي، وهو يتهدج بالبكاء "أثناء وصولي الى مستشفى الخطيب وصلني خبر وفاة والدتي، وهي امرأة كبيرة بالسن وبشكل مفاجئ، وربما أكون أنا سبب نقل الفيروس، على الرغم من تضارب التقارير الصحية الى الآن"، مضيفا أن "عائلة شقيقي الذي يسكن مع والدتي في منزل قريب من سكني تم حجرهم جميعا في المنزل".

 

من جهته، يؤكد محسن جعفر، صديق المصاب، في حديثه لـ"العالم الجديد"، على أن "حالة مرتضى الصحية متدهورة ويشعر بضيق في التنفس واسهال وسعال، فضلا عن أن حالته النفسية متدهورة بسبب وفاة والدته".

 

وينوه الى أن "مرتضى يعمل في سيطرة أمنية تقع بمدخل مؤسسة تابعة لوزارة الصناعة والمعادن، وأن "فريقا صحيا أمر بنقل الملامسين له وهم أربعة أشخاص الى مستشفى الزعفرانية، وقد ظهرت سلبية".

 

وتعتبر الزعفرانية الاولى من مناطق بغداد التي شهدت ارتفاعا في أعداد الاصابات بكورونا، حيث يقول ممرض بمركز سعيدة الصحي في الزعفرانية رفض الكشف عن اسمه في حديث لـ "العالم الجديد"، ان "المواطنين في الزعفرانية وخاصة المحلات التي تقع ضمن مسؤوليتنا يتهاونون بإجراءات الوقاية"، واصفا تجاهل الخروج من دون ارتداء الكمامات بـ"الامر المرعب".

 

فيما دعا الجهات المعنية في الدولة الى "تكثيف التوعية وإيصال رسائل للمواطنين عن حقيقة الوباء ومدى خطورته المميتة"، مؤكدا ان "الكثير لازال يعتبر الوباء مؤامرة خارجية ويصر على العناد وتجاهل الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، ويقومون المناسبات الاجتماعية".

 

ويردف أن "خلية الازمة في الزعفرانية اضطرت للحديث مع وجهاء المنطقة ورجال الدين وغيرهم للمساعدة في خلق التوعية للالتزام بالوقاية، إلا أن عددا كبيرا من سكان الأحياء التابعة للمنطقة يرفضون التعليمات"، مشيرا الى أن "مركز سعيدة يقع ضمن مسؤوليته 6 محلات في الزعفرانية وتم خلال شهر رمضان الماضي (انتهى مطلع الأسبوع الحالي) تسجيل 4 إصابات مع العشرات من الملامسين لهم سواء من عوائلهم او اخرين وان البحث جارٍ عن الاصابات الاخرى".

 

ويلفت الى أن "هناك توجيها وصل من وزارة الصحة بحجر الملامسين في منازلهم، وليس بالفنادق المهيأة لهذا الغرض، مع تكثيف المتابعة بشكل يومي وإجراء فحوص للجيران، وأن أي ظهور للأعراض يعني نقل المصابين فورا الى اقرب حجر لتلقي العلاج".

 

يشار الى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا أخذت تزداد في عموم البلاد، فقد أعلنت دائرة صحة الكرخ، اليوم الجمعة، أن عدد الإصابات بلغ 146 إصابة جديدة في جانب الكرخ من العاصمة في بغداد فقط، ما يشكل ازديادا ملحوظا بعدد الإصابات التي لم تكن تتجاوز نصف هذا العدد في عموم العراق.

 

 

*يعد هذا المحتوى جزءا من مشروع قريب الذي يهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتقريب وسائل الإعلام من المواطنين في منطقة الشرق الأوسط. تم إنتاجه بدعم من الوكالة الفرنسية لتطويرالإعلام والوكالة الفرنسية للتنمية.

Image

أخبار ذات صلة