“مخالب النسر” تجرح سنجار.. والأهالي يعزون العملية الى منعهم من العودة

طالب أهالي قضاء سنجار الواقع الى الغرب من محافظة نينوى شمالي البلاد الحكومة العراقية بالنهوض…

طالب أهالي قضاء سنجار الواقع الى الغرب من محافظة نينوى شمالي البلاد الحكومة العراقية بالنهوض بمسؤوليتها تجاه ردع “العدوان التركي” المتكرر، وفيما دعوا حزب العمال الكردستاني (PKK) الى ترك عسكرة المجتمع وانتهاج العمل السياسي، اتهموا حكومة اقليم كردستان بالتواطؤ مع أنقرة، وإخافة النازحين العائدين توا الى قضاء سنجار.

ويقول بركات العيسى، وهو إعلامي ينحدر من قضاء سنجار في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تركيا تتحرك وفق أجندتها السياسية دون مراعاة لسيادة العراق، فجهاز مخابراتها ينشط في إقليم كردستان العراق وجميع أرجاء البلاد، مستهدفا كل من يعارض سياساتها، وكل ذلك يأتي بالتعاون مع حكومة الإقليم”.

وأعلنت تركيا في ساعة متأخرة من أمس الأول الأحد، عن إطلاق عملية مخالب النسر، لاستهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني (PKK) المعارض، في قضاء سنجار (80 كلم غرب الموصل) شمالي البلاد، حيث وجهت طائراتها أكثر من 40 ضربة جوية، مخلفة عددا جرحى ومصابين من دون وقوع ضحايا.

وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني (PKK) المدرج على لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الخطر الأشد فتكا بأمنها القومي.

وإذ يشكر العيسى حزب العمال الكردستاني “على ما قدموه للايزيديين منذ الإبادة التي تعرضوا لها في عام 2014 والى اليوم”، يدعو الحزب الى “حفظ دماء المواطنين وتغيير سياسته بالتخلي عن مظاهر العسكرة والتوجه نحو العمل السياسي، وعدم رفع الإعلام الخاصة به في القرى والمجمعات والاماكن العامة، ولهم حرية الترويج لافكارهم بشكل مدني من خلال العمل السياسي، لان تركيا تتخذ وجود عناصره كذريعة لتنفيذ مآربها في المنطقة”، متهما حكومة إقليم كردستان العراق بـ”التواطؤ مع تركيا وإعطائها المواقع المستهدفة، لاسيما وأن القصف التركي، رافق عودة أكثر من 110 عوائل إيزيدية كانت تعيش في مخيمات النازحين المتوزعة في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان العراق”.

يشار الى أن قضاء سنجار شهد واحدة من أفدح الإبادات البشرية في العصر الحديث بحق الايزيديين، بعد أن سيطر تنظيم داعش على القضاء في 3 اب اغسطس 2014 وقام بقتل الرجال وخطف النساء والفتيات والصبيان على اساس هويتهم الدينية، قبل أن يتم تحريره في تشرين الثاني نوفمبر 2015 على ايدي جهات وفصائل مسلحة عديدة، من بينها حزب العمال الكردستاني الذي احتفظ بقواعد ومقار له في القضاء المنكوب، وهو ما اعتبرته أنقرة مركزا آمنا للحزب المعارض من أجل شن الهجمات “الارهابية” ضد مصالحها.

ومنذ ذلك الوقت، تتواجد الاف العوائل النازحة جراء تلك “المذبحة” في خيم بمحافظة دهوك في اقليم كردستان، شمالي البلاد، في حين بدأت العديد من العوائل بالعودة الى القضاء في الآونة الأخيرة.

من جهته، يقول راكان رفو، وهو ناشط مدني يسكن قضاء سنجار لـ”العالم الجديد”، إن “هناك سببين رئيسين وراء القصف التركي المستمر لمنطقة سنجار، الأول معلن وهو تحييد نفوذ حزب العمال الكردستاني في هذه المنطقة عن طريق القضاء على معسكرات الحزب ومراكزه التدريبية والتعليمية، أما الثاني فهو خفي وسري، كون تركيا تحمل أطماعا ونوايا توسعية خارج حدودها، خصوصا في العراق وسوريا وليبيا، فاردوغان يطمح إلى استعادة امجاد الماضي وحلم الإمبراطورية العثمانية، ولازالت عينه على الموصل (العراق) وحلب (سوريا)، فضلا عن أن التوسع الإيراني في المنطقة وتغلغله في العراق وسوريا يشكل دافعا آخر للتحرك التركي لاسيما أن هنالك علاقة جيدة تجمع بين إيران وحزب العمال الكردستاني”.

وعن تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في سنجار، ينفي راكان رفّو “وجود عناصر من جنسيات أجنبية، كون جميعهم من أهالي المنطقة، لكن الحكومة التركية تعتبر الموالين للحزب أعداء لها وهي لا تعترف بالتسميات والجنسيات والحدود، وإنما تحارب فكر الحزب ومبادئه، إذ يتواجد فصيل مسلح مكون من 2000 مقاتل تحت مسمى وحدات مقاومة شنگال (سنجار) وجميعهم عراقيون من مواليد سنجار، بالإضافة إلى قوة أمنية صغيرة “آسايش ايزيدخان” تنضويان تحت قيادة هيئة الحشد الشعبي اعلاميا وظاهريا، لكن الحقيقة أن القوات العراقية لا تستطيع التحكم به، وهو لا يلزم نفسه بأوامر الحشد والجيش العراقيين ليس هذا فحسب وإنما كل فترة تحدث مناوشات بين الطرفين ووصل الامر في العام الماضي إلى قتل عنصرين من حرس الحدود العراقي”.

ويرى أن “سكوت الحكومة العراقية على القصف التركي المتكرر يشير الى رضاها التام عن الأمر وأنها قد تريد التخلص من هذا الحزب وعناصره حتى لو كانوا عراقيين”، معتبرا القصف التركي “انتهاكا للسيادة العراقية وتجاوزا على القانون الدولي بغض النظر عن الحجح والتبريرات التي تسوقها تركيا، وأن على الحكومة العراقية التصرف وفقا لذلك”.

كما يوجه “راكان رفو” الدعوة للايزيديين من رجال دين وعشائر الى “التحلي بالعقلانية ونبذ العاطفة، ومحاولة إقناع قادة الحزب والفصائل المسلحة والحكومة العراقية بضرورة فصل القوات المتواجدة في سنجار عن حزب العمال الكردستاني، وضمها إلى وزارة الدفاع العراقية والالتزام بأوامرها وعدم رفع راية اخرى عدا العلم العراقي، وعلى الحكومة العراقية أيضا التعامل مع المشكلة بدبلوماسية من دون استخدام القوة أو التضحية بسيادة البلد”، مناشدا جميع الاطراف بـ”احترام أرواح ضحايا الابادة الجماعية الايزيدية ونقل هذا الصراع بعيدا عن اراضينا”.

ولكن قيادة العمليات المشتركة العراقية استنكرت في بيان صحفي اختراق الاجواء العراقية من قبل الطائرات التركية مساء أمس الأول الاحد (14 حزيران 2020) من خلال (18) طائرة تركية متجهة الى (سنجار- مخمور- الكوير- اربيل)، وصولا الى قضاء الشرقاط بعمق 193 كلم من الحدود التركية داخل الاجواء العراقية واستهدف مخيم للاجئين قرب مخمور وسنجار .

واعتبر البيان ذلك “تصرفا استفزازيا لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكا صارخا للسيادة العراقية”، داعيا الى “إيقاف هذه الانتهاكات احتراما والتزاما بالمصالح المشتركة بين البلدين وندعو الى عدم تكرارها، وان العراق على اتم الاستعداد للتعاون بين البلدين وضبط الاوضاع الامنية على الحدود المشتركة”.

إقرأ أيضا