كوادر ميسان الصحية في قبضة كورونا.. ومناشدات للالتزام بالوقاية

لم يتوقع المُسن “فياض علي”.. والمصاب بفايروس كورونا، والراقد بمستشفى العمارة بمحافظة ميسان (390 كلم…

لم يتوقع المُسن “فياض علي”.. والمصاب بفايروس كورونا، والراقد بمستشفى العمارة بمحافظة ميسان (390 كلم جنوب العاصمة بغداد)، أن يحصل على تبرع ببلازما الدم، من قبل أحد الكوادر الصحية في المستشفى، في حالة تظهر تكاتف تلك الكوادر مع المرضى الراقدين في ردهات الحجر.

علي.. لا يزال يرقد لغاية الان في احدى ردهات الحجر الصحي، ويتلقى العلاج من قبل الكوادر الصحية، مطالبا اياهم بـ”أخذ الحيطة والحذر من اجل سلامتهم والاستفادة من خبرتهم لمعالجة اكبر عدد ممكن من المصابين لانهم لايتعوضون بسهولة”.

وتصاعدت الاصابات بفايروس كورونا في الاونة الاخيرة بالعراق، وخاصة بين صفوف الكوادر الصحية، ما شكل مؤشرا خطيرا يضاف الى ضعف الإمكانات المتوفرة في المستشفيات، فيما سجلت وزارة الصحة مساء اليوم السبت 88 وفاة وألفا و870 إصابة بالفيروس؛ في أعلى حصيلة يومية للإصابات في البلاد منذ اكتشاف إصابات “كورونا” به، حيث بلغ إجمالي الإصابات 29 ألفا و222، و1013 وفاة، أكثرها في العاصمة بغداد.

يقول الطبيب علي العلاق، في حديث لـ”العالم الجديد” أن “ارتفاع إصابات الكوادر الصحية يعود الى تفاني الكوادر في معالجة المصابين وحالة الاجهاد الكبيرة لديهم، خاصة وأنهم يتواصلون على مدار الـ24 ساعة مع المرضى وبشكل مباشر”.

يشار الى ان دائرة صحة ميسان، وبعد زيادة عدد الاصابات، تم تحويل مستشفى الطفل والولادة في ميسان الى المستشفى الرئيس للمصابين بكورونا، وذلك بعد نقل جميع المرضى الراقدين في مستشفى الصدر العام ووحدات العزل الاخرى اليه.

نقابة الاطباء في ميسان، أعلنت من جانبها عن أن “عدد الأطباء المصابين في ميسان ارتفع الى 16 طبيبا”، مبينة ان “التصاعد الكبير في نسب العدوى للكوادر الطبية هو علامة سلبية اخرى تزيد من تعقيد المشهد”.

وطالبت النقابة في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه ان “الالتزام بالاجراءات الصحية وتقليل الاختلاط قدر الامكان، واعادة النظر بالبروتوكول العلاجي المتبع في المؤسسات الصحية، فضلا عن تزويد الكوادر الصحية بمستلزمات الوقاية، وتنظيم عمل الكوادر بما يضمن تقليل نسب العدوى، وتكريم الملاكات الطبية العاملة في خط الصد الاول وعدم المساس برواتبهم، والاسراع في تعيين الخريجين الجدد من الاطباء لتعويض عدد الاطباء المصابين”.

Image

وتعاني المحافظة من قلة المستشفيات، إذ تضم مستشفيين رئيسيين هما الصدر العام والزهراوي الجراحي، ويواجه اغلب المواطنين مشاكل في نقص الخدمات بهاتين المستشفيين، ما يضطرهم الى السفر للمحافظات الاخرى بحثا عن العلاج.

وكان من المفترض ان يكتمل مشروع بناء المستشفى التركي في ميسان، الذي بدأ العمل فيه عام 2009، لكن المشروع تلكأ بسبب قلة التخصيصات المالية من قبل وزارة الصحة، حيث بلغت تكلفته 150 مليون دولار، ويتسع لـ400 سرير.

فيما دعا كريم الحميداوي، وهو إعلامي من أهالي ميسان، الى “وقفة تضامنية لابناء المحافظة للتصدي لهذا الفيروس الخطير الذي اخذ في الازدياد، وخاصة بين صفوف الكوادر الصحية”، مشيرا الى “ضرورة تنظيم الدوام لتلك الكوادر لتقليل الجهد من اجل سلامتهم وتقليل الاصابة”.

واشار الى انه “من خلال جولاتي الصحفية في المؤسسات الصحية، لاحظت ان هناك نقصا كبيرا في كثير من المستلزمات”، مناشدا الحكومة ووزارة الصحة بـ”زيادة الدعم المالي لدائرة صحة ميسان من أجل القيام بعملها على اكمل وجه مع تزايد الاصابات والوفيات وقلة حالات الشفاء”.

فيما حذر الطبيب عدي الهاشمي، اختصاص الأمراض التنفسية من “خطورة الوضع الصحي في العراق ومن بينها محافظة ميسان، نتيجة لقلة عدد المستشفيات وقلة الامكانيات لمكافحة الفيروس، مع ارتفاع عدد الاصابات وأخطرها إصابة عدد كبير من الملاكات الطبية والصحية”.

وبين الهاشمي في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “هناك عدم تعاون من قبل المواطن وعدم التزام بالارشادات الصحية وتوصيات خلية الازمة”، متابعا أنه “كلما كانت هناك زيادة في عدد الإصابات بين صفوف المواطنين فان ذلك سيؤدي الى زيادة ملحوظة بعدد الاصابات بين صفوف الكوادر الصحية”.

أما الشيخ فرحان حسين الفرطوسي، فقد أوضح في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الزيادة الحاصلة في عدد الاصابات بفايروس كورونا يرجع الى إقامة مجالس العزاء ومناسبات أخرى فيها تجمعات بشرية، والتجمع داخل المحلات وخاصة في سوق العمارة الكبير، بالاضافة الى ضعف تطبيقات الحظر الصحي على المواطنين والتشديد فقط على سائقي المركبات”.

واشار الفرطوسي وهو زعيم عشائري الى ان “إجراءات الحظر المطبقة تحتاج الى إعادة تنظيم لتقليل عدد المصابين، حيث ان الحظر أدى الى حصول حالة ارتباك من خلال تخفيف الاجراءات، وخاصة بالتنقل بين المحافظات من قبل المواطنين لحضور مجلس عزاء او مناسبة خطوبة او حفل زواج، وهي تجمعات كبيرة حيث يقومون بنقل الفايروس من تلك المحافظات وخاصة من العاصمة بغداد”.

وتابع أن “السبب الآخر، هو جهل المواطن وعدم تصديق الاهالي بوجود الفيروس، وبالتالي عدم الالتزام باجراءات الوقاية، حيث ان بعض المواطنين يستخفون بالمرض ولا يهتمون بالتعليمات من خلال الخروج الى الاسواق بشكل مكثف او التزاور مع بعضهم في اماكن مغلقة مما يساعد على انتشار المرض”.

وزارة الصحة لم تعلن لغاية الان عن عدد كوادرها الصحية التي أصيبت بالمرض، لكنها أعلنت أمس الأول الخميس، عن وفاة ممرض يعمل في مدينة الطب أكبر مجمع مستشفيات بالعاصمة وهو الممرض حيدر هاشم المكصوصي.

وحتى مساء أمس، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم، 8 ملايين و641 ألفا، توفي منهم ما يزيد على 457 ألفا، وتعافى أكثر من 4 ملايين و568 ألفا، حسب موقع “ورلدوميتر”.

*يعد هذا المحتوى جزءا من مشروع قريب الذي يهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتقريب وسائل الإعلام من المواطنين في منطقة الشرق الأوسط. تم إنتاجه بدعم من الوكالة الفرنسية لتطويرالإعلام والوكالة الفرنسية للتنمية.

Image

إقرأ أيضا