بالخبز والخياطة.. هكذا واجهن نساء المثنى الفقر وكورونا

أدت إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا الى أضرار مباشرة على الحركة التجارية في عموم…

أدت إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا الى أضرار مباشرة على الحركة التجارية في عموم البلاد، وكان المتضرر الأول من هذه الآثار السلبية، هي شريحة المجتمع التي تعتاش على الأعمال اليومية، ما سبب مشكلة كبيرة في وضعهم المعيشي.

إجراءات الدولة المتمثلة بفرض حظر التجوال وتحديد أوقات العمل، كانت نتائجها عكسية لهذه العوائل، ومن بين الأمثلة هي محافظة المثنى التي تصدرت معدلات الفقر في العراق بنسبة 52 بالمائة.

توفير الاحتياجات اليومية لديمومة الحياة، أصبح أمرا بالغ الصعوبة في الوقت الراهن، بعد ان جلس الكسبة الذين يعتاشون على عملهم اليومي دون عمل، وهنا يرى الخبير الاقتصادي سعد رعد، وهو استاذ في جامعة المثنى ان “جائحة كورونا اثرت سلبا على ايقاف عجلة العمل بسبب الاجراءات الحكومية المفروضة على الشعب العراقي، حيث أدت الى تعطيل عمل شريحة كبيرة من أصحاب الدخل اليومي، وكان نصبيهم كبيرا جدا من الضرر الملحق”.

وأضاف رعد في حديثه لـ”العالم الجديد” انه “بالمقابل فان بقاء حركة العمل بشكل مستمر دون تحجيمها يؤدي الى تفاقم انتشار الفيروس، وزيادة عدد المصابين، وربما يتخذ اصحاب العمل في الاسواق، هذا الامر ذريعة لرفع اسعار المستلزمات الصحية والغذائية والمنزلية، لذلك ينبغي على الحكومة اعادة النظر بتنظيم وتسجيل واحصاء اصحاب الدخل اليومي لمساعدتهم حكوميا ولتخفيف العبء المالي الذي تسبب به حظر التجوال”.

دور نساء المحافظة

نساء المحافظة، وفي ظل هذا الظرف الصعب، كان لهن دورا كبيرا في إعالة عوائلهن، وخاصة مع توقف مصادر رزق المعيلين في العائلة نتيجة غلق الاسواق المحلية.

أم أحمد، أرملة أربعينية وتسكن في منزل بالايجار مع ولديها وابنتها، عمدت خلال هذه الازمة الى خياطة وبيع الكمامات وباسعار رمزية، ونشطت بعملها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، واصبح احد اولادها مسؤولا عن توصيل الطلبات.

وبحسب ما قالته أم أحمد لـ”العالم الجديد” فانها عاشت بعد وفاة زوجها بـ”مرارة”، وانها اتجهت الى خياطة وبيع ملابس الاطفال والنساء، وبينت “خلال التراجع الاقتصادي والفقر، لم تعد مهنة الخياطة تجدي نفعا، ولم يعد احد يطلب مني خياطة الملابس”.

وبينت “مارست مهنة خياطة وبيع الكمامات، اولا للاشتراك بمساعدة الناس وبيعها باسعار رمزية، على عكس ما يفعله بعض المحتكرين والمستغلين للازمة، خاصة وانها غير متوفرة بصورة جيدة”.

وليس بعيدا عن هذه القصة، فان أم فائز، اتجهت لبيع الخبز للعوائل المجاورة لها، بعد ان توقف عمل ابنها في البناء “عمالة”، بسبب اجراءات الوقاية من انتشار الفايروس.

وقالت ام فائز وهي في العقد الخامس من عمرها لـ”العالم الجديد” ان “عملي ببيع الخبز لم يكن إلا برغبة مني لمساعدة اسرتي ماديا، حيث ان زوجي بعد ان اصابته جلطة دماغية، ظل راقدا بالفراش بسبب شلل نصفي، واصبح عاجزا عن العمل ولدي ابنتان وولد شاب، كان يساعدني بعمله اليومي لأنه عامل بناء، إلا أن الجائحة هذه أثرت علينا وتوقف عمل ابني وانا بقيت أمارس هذه المهنة، لكي اساعد النسوة اللواتي لم يتوفر لديهن مادة الطحين والأسر اللواتي لم يتمكنّ من الوصول الى المخابز وافران الصمون ليشترين مني الخبز باسعار زهيدة”.

دور نسوة المثنى في مواجهة هذه الازمة، هو دليل واضح على صنع الفرص لاستمرار الحياة، خاصة في ظل نسب الفقر المرتفعة التي أضيف لها جائحة كورونا وما تزامن معها من اجراءات حدت من العمل، اضافة الى عجز الدولة عن توفير بدائل لتوقف العمل بسبب ازمة مالية خانقة رافقت كل ما سبق من ازمات، فهل سيستمر صمود هذه الشريحة من المجتمع بهذه الظروف؟.

وتفشى وباء كورونا في عموم المحافظة، ليطال شخصيات سياسية ونيابية من بينها كما أفادت مصادر اعلامية أمس الخميس (25 حزيران يونيو الحالي) النائب عن محافظة المثنى في مجلس النواب العراقي “فالح سكر”، والذي خضع للفحوصات المختبرية بعد ظهور أعراض الفيروس عليه.

وأعلنت مديرية الصحة في المثنى، في 8 اذار مارس الماضي، عن أول إصابة بفيروس كورونا في المحافظة، وتعود لسيدة ثلاثينية قدمت من مدينة كربلاء.

*يعد هذا المحتوى جزءا من مشروع قريب الذي يهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتقريب وسائل الإعلام من المواطنين في منطقة الشرق الأوسط. تم إنتاجه بدعم من الوكالة الفرنسية لتطويرالإعلام والوكالة الفرنسية للتنمية.

Image

إقرأ أيضا