بعشيقة.. تحافظ على خلوها من كورونا.. والوقاية تعمق جراحها الاقتصادية

نجت ناحية بعشيقة، الواقعة شمال شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (465 كلم شمال العاصمة…

نجت ناحية بعشيقة، الواقعة شمال شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (465 كلم شمال العاصمة بغداد) من تفشي فايروس كورونا، بسبب الالتزام التام باجراءات التباعد والوقاية، فضلا عن تطبيق حظر التجوال وعدم كسره والغاء اقامة الاحتفالات الدينية والاجتماعية.

أهالي ناحية بعشيقة التي تقطنها مكونات دينية مختلفة، وعبر التزامهم باجراءات الحظر، قدموا المصلحة العامة على الخاصة، ورغم توقف اعمالهم إلا أن مدينتهم لم تسجل أية اصابة بالفايروس.

حال سكان الناحية لم يختلف عن باقي مدن البلد، فان الهموم الاقتصادية والاجتماعية في ظل هذه الأزمة هي واحدة، حيث يقول الناشط المدني قتيبة حسين إن “العامل النفسي تأثر كثيرا نتيجة انتشار الفايروس، إذ ان القلق من الاصابة او بشأن المستقبل الدراسي والاقتصادي، كان الاشد خلال هذه الفترة”.

ويضيف حسين في حديثه لـ”العالم الجديد” إنه “من الناحية الاقتصادية فان عملنا توقف، بالتالي فقدنا مصدر الدخل، واجتماعيا، كانت هناك آثار سلبية وايجابية”.

ويبين أن “الأمور الايجابية، هي زيادة الاهتمام بالعائلة وتقوية الاواصر، نتيجة حظر التجوال المفرض وبقاء جميع افراد الاسرة في المنزل، اما الامور السلبية، هي اختلال الأدوار الطبيعية، التي تمثلت ببقاء الاب او الابناء الكبار في المنزل مدة طويلة”.

ومن ضمن الجهود التي ساهمت بخلو الناحية من اي اصابة، هي جهود منظمات المجتمع المدني، ومنها مركز السلام والحرية، الذي بدأ مع أزمة تفشي الفيروس في البلد، بحملات تعقيم وبجهود تطوعية لتعفير مناطق الناحية.

وقال مدير المركز مهند حاج محمود لـ”العالم الجديد” ان “المركز وزع كميات كبيرة من المواد المعقمة ومنوشرات بإرشادات الوقاية، اضافة الى المساعدات للعوائل المتعففة وتسجيلهم على المنحة الحكومية”، مضيفا “علمنا حملات كبيرة للتعفير في بعشيقة، واستمرت لاكثر من شهر”.

Image

المستقبل المجهول

يرى قدامة ديوالي، وهو صاحب محل البسة في العقد الرابع من عمره، ان “العمل تراجع في الفترة الحالية، وهناك الكثير من العوائل لا تملك أي عمل حاليا، واصحبت أولوية الشراء للمواد الغذائية”.

ولفت في حديثه لـ”العالم الجديد” قائلا “سجلت تعهدا بالوقت الذي افتح فيه محلي، بالاضافة الى صعوبة نقل البضاعة، كل هذه الامور ساهمت في تراجع العمل”.

ويشير الى ان “تفشي الفايروس أدى لاثار اجتماعية سلبية، مثل توقف معظم النشاطات الاجتماعية والعادات والتقاليد التي كنا نعتقد اننا لانستطيع الاستغناء عنها مطلقا، مثل الزيارات العائلية وواجبات العزاء والفرح والكثير من الواجبات الاخرى، وتوقف هذه النشاطات سبب ضررا نفسيا على الكثيرين، أما الامر الثاني فهو الاقتصادي، فقد توقفت عجلة الحياة وتأثر الدخل اليومي للكثير منا، خاصة وان نسبة كبيرة من المواطنين يعتمدون على الاعمال الحرة في رزقهم”.

وإذ يأسف ديوالي بسبب “المستقبل المجهول، الباعث على الكثير من القلق”، يطالب الحكومة بـ”اخذ دورها تحمل المسؤولية”، موضحا “يجب ان تمتلك الحكومة خططا بديلة وتتوقع كل شيء، فهي مسؤولة عن المواطن ويجب ان تتوقع الكوارث بمختلف انواعها، لكن للاسف حكومتنا عاجزة عن ادارة هذة الازمة وكل الازمات”.

وبشأن التزام أهالي بعشيقة بالحظر يرى ان “منطقتنا كانت على درجة عالية جدا من الالتزام، خاصة وأن المخاوف كانت أقل مما هي عليه في مناطق أخرى بسبب عدم تسجيل حالات تذكر”.

الطالب الجامعي سرمد جوقي، يرى من جانبه ان “استمرار الازمة واجراءات الحظر، قد تؤدي الى انهيار الكثير من العوائل التي تعتاش على العمل اليومي”.

Image

ويشير جوقي في حديث لـ”العالم الجديد” الى ان “الكثير من الاشخاص، الذين يعيشون من خلال الاجور اليومية، وليس لديهم وظائف حكومية، قد تضرروا، واذا استمرت هذه الجائحة ربما لن يملكوا حتى مبلغ قليل من المال لاطعام اطفالهم او تلبية احتياجاتهم”.

ويطالب “الجهات الحكومية بتوفير أماكن ملائمة للحجر الصحي، وكذلك العناية الكاملة بالمصابين والتعامل بجدية مع هذه الجائحة الخطيرة، وتوفير طرق الوقاية العامة للمجتمع وتخصيص مبالغ مالية مناسبة للعمال والكادحين الذين فقدوا فرص عملهم”.

وتضررت الناحية بعد احتلال تنظيم داعش لها في حزيران يونيو 2014 وتهجير أهاليها، وبالرغم من الإعلان عن تحريرها في تشرين الثاني نوفمبر 2016، وعودة الأهالي الى سكناهم، إلا أن المدينة الصغيرة لم تنتعش اقتصاديا بعد الضرر الذي أصابها، لاسيما حرق الأراضي الزراعية التي تغلب عليها مزارع الزيتون، وهدم المنازل والدوائر ودور العبادة.

يشار الى أن مديرية صحة نينوى، أعلنت أمس الأحد، في بيان رسمي عن حالة وفاة واحدة بفيروس كورونا لمنتسب في القوات الأمنية يعاني مشاكل سابقة في الرئة، وتسع إصابات بفيروس كورونا لأربعة عسكريين، ووافدين اثنين واثنين اخرين من الملامسين وواحدة من الكادر الطبي، بالاضافة الى حالتي شفاء تام.

وسجلت وزارة الصحة والبيئة، اليوم الاثنين، انخفاضاً بأعداد الاصابات اليومية بفيروس كورونا في عموم البلاد، حيث سجلت (1749) إصابة بالفيروس، وشفاء (1852) حالة، ووفاة (83) حالة.

Image

إقرأ أيضا