هشام الهاشمي.. إدانات داخلية وخارجية لاغتياله وجهات مجهولة تحاول تزييف الحقائق

جاءت جريمة اغتيال الباحث الاستراتيجي والخبير الامني هشام الهاشمي، مدوية لما يمثله من حضور سياسي…

جاءت جريمة اغتيال الباحث الاستراتيجي والخبير الامني هشام الهاشمي، مدوية لما يمثله من حضور سياسي وامني، وبعد مرور ساعات بسيطة من اغتياله توالت بيانات الإدانة والنعي من جهات عراقية وخارجية.
 

رئيس الجمهورية برهم صالح كتب في صفحته الشخصية بموقع تويتر “اغتيال الباحث الصادق الخلوق الوطني هشام الهاشمي على يد خارجين على القانون، جريمة خسيسة تستهدف الانسان العراقي وحقه في الحياة الحرة الكريمة، وتستهدف القيم التي ارتضيناها للوطن فيما بعد حقبة الاستبداد”.
 

ويتابع “أقل الواجب الكشف عن المجرمين وإحالتهم الى العدالة، لضمان الأمن والسلام لبلدنا”. 
 

وبذات الوصف “الخارجة عن القانون”، نعى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الخبير هشام الهاشمي، قائلا “تلقينا ببالغ الحزن والأسف، نبأ استشهاد الخبير الإستراتيجي، الدكتور هشام الهاشمي، رحمه الله تعالى، الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون”.
 

وبين “لقد كان الفقيد من صنّاع الرأي على الساحة الوطنية، وكان صوتا مساندا لقواتنا البطلة في حربها على عصابات داعش، وساهم كثيرا في إغناء الحوارات السياسية والأمنية المهمة”.
 

واشار الى انه “بهذه المناسبة الحزينة أتقدم بأحر التعازي والمواساة الى عائلة الفقيد، سائلين المولى القدير، أن يسكنه فسيح جناته ويتغمّده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، كما نتوعد القتلة بملاحقتهم لينالوا جزاءهم العادل، ولن نسمح بأن تعود عمليات الاغتيالات ثانية الى المشهد العراقي، لتعكير صفو الأمن والاستقرار، وسوف لن تدّخر الأجهزة الأمنية جهداً في ملاحقة المجرمين، كما سنعمل بكل جهودنا في حصر السلاح بيد الدولة، وأن لا قوة تعلو فوق سلطة القانون”.
 

فيما دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي “الجهات الحكومية المسؤولة إلى الكشف عن التحقيقات للرأي العام، وبيان الجهات المتورطة بهذا العمل الجبان بشكل عاجل، ولا سيما بعد تكرار حالات الخطف والاغتيال لعدد من الشخصيات والأصوات الوطنية”.
 

وشدد الحلبوسي على الأجهزة الأمنية أن “تكون على قدر المسؤولية المنوطة بها، وأن تضع حداً للخارجين عن القانون والعابثين بأمن المواطنين”، مقدما “العزاء إلى ذويه ومحبيه، سائلا الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته”.

كما شجب نائب رئيس حكومة اقليم كردستان قوباد طالباني بأشد عبارات الإدانة و الاستنكار “الأيادي الآثمة” التي تجرأت على قتل هشام الهاشمي، واصفا المغدور “بالإنسان الرائع الذي كان يحمل هم العراق أينما حل وارتحل”.

واكمل طالباني في بيانه قائلا “بهذه المناسبة الأليمة نقدم خالص التعازي والمواساة لعائلة الفقيد ولزملائه ورفاق دربه الحالمين بوطن آمن ومستقر ومزدهر يتسع للجميع”.

وزارة الداخلية من جانبها، سارعت ايضا الى اصدار بيان اوضحت فيه “بناءا على حادث اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي على يد مجهولين في منطقة زيونة ببغداد، وفي إطار متابعة الإجراءات التحقيقية والاستخبارية لكشف ملابسات الحادث الإجرامي وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل، امر وزير الداخلية عثمان الغانمي بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وكيل الوزارة للاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وعضوية مدير عام الاستخبارات ومدير مكافحة اجرام بغداد تتولى التحقيق في حادث الاغتيال والوصول الى الجناة”. 
ولفتت الى ان “الغانمي أمر ايضا بتشكيل مجلس تحقيقي برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الأمن الاتحادي وعضوية مديرية التفتيش المهني والإداري ومديرية عمليات الوزارة  بحق القطعة الأمنية الماسكة للأرض في موقع الحادث”.

 

واشارت الى ان الوزارة أصدرت توجيهات لكل مفارزها ونقاط التفتيش التابعة لها تقضي بتفتيش سائقي الدراجات خاصة إذا كانوا شخصين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وحجزهم  مع الدراجة اذا كانوا حاملين سلاح، موضحة ان هناك توجيهات سابقة لقطعاتها قد منعت المنتسبين من ركوب الدراجات والتوجه بها إلى مقرات العمل وهم حاملين السلاح. 
 

 

ردود الفعل الدولية 

السفارة الايرانية من جانبها دانت عملية اغتيال الهاشمي عبر بيان جاء فيه “تلقینا ببالغ الحزن نبأ اغتيال المؤرخ الأكاديمي والخبير الاستراتيجي الدكتور هشام الهاشمي، إن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة هذا العمل الإجرامي المتمثل باغتيال النخب وإن الداعمين والمنفذين لهذه العمليات يهدفون إلى زعزعة العراق وايقاع الفتن بين أبناء البلد الواحد واستعادة العنف إلى البلاد”.
 

ولفتت الى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً وأبداً تدعم الإستقرار والأمن في العراق وتقف ضد أي إجراء يمس بهما وتشجب هذه الأعمال بأشد العبارات”.
 

كما دعت السفارة الامريكية الحكومة العراقية الى الاسراع بتقديم المسؤولين عن اغتيال الهاشمي الى العدالة، قائلة في بيان لها “تُعرب بعثة الولايات المُتحدة في العراق عن عميق حزنها جراء الإغتيال الجبان الذي طال الأكاديمي المحترم الدكتور هشام الهاشمي، نقدم خالص تعازينا لأسرة الفقيد وللشعب العراقي للخسارة المأساوية لهذا الكنز الوطني العراقي، وندعو الحكومة العراقية إلى الإسراع في تقديم المسؤولين عن اغتياله إلى العدالة”.
ودانت ايضا ممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت جريمة الاغتيال عبر تغريدة في صفحتها الشخصية بموقع تويتر “صُدمنا باغتيال الدكتور هشام الهاشمي. نُدين بشدة هذا الفعل الخسيس والجبان، تعازينا القلبية لعائلته وأحبائه، أدعو الحكومة إلى تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة”.

 

وبالمطلب ذاته، تقديم الجناة الى العدالة، كتبت بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق على صفحتها الرسمية بالفيسبوك “‫نشارك عائلة واصدقاء الدكتور هشام الهاشمي في حزنهم على وفاته، الذي اغتيل في بغداد هذا المساء، يجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة إلى العدالة”.

تزييف الحقائق 

في خضم هذه الصدمة وبيانات الادانة، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر حسابات مجهولة ومزيفة، صورا تفيد بتبني تنظيم داعش الارهابي لعملية اغتيال الهاشمي.
 

وبحسب الصور التي انتشرت سريعا بطريقة نشر منظمة رصدتها “العالم الجديد” فان الهدف إلصاق تهمة اغتياله بتنظيم داعش، وذلك عبر فبركة صور لمحادثات ووسائل تواصل اجتماعي تابعة لتنظيم داعش ووكالة اعماق. 
 

فيما أكدت صفحة التقنية من اجل السلام، المعنية بكشف الاخبار المزيفة، ان ما يتم تداوله من صور لاخبار تخض تبني داعش لاغتيال الهاشمي، هي مزيفة، نظرا لاختلاف الامور الفنية في منشورات داعش السابقة مقارنة بها اليوم. 
 

وخبر تبني تنظيم داعش لعملةي الاغتيال، نشرته ايضا وكالة انباء فارس الايرانية الرسمية، قائلة فيه “تبنت جماعة داعش الارهابية مسؤولية اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي”.

إقرأ أيضا