“العالم الجديد” تكشف خفايا جديدة عن اغتيال الهاشمي

جريمة اغتيال الخبير الاستراتيجي والمحلل الأمني هشام الهاشمي، تحمل في حيثياتها خفايا كثيرة، بالاضافة لأدلة…

جريمة اغتيال الخبير الاستراتيجي والمحلل الأمني هشام الهاشمي، تحمل في حيثياتها خفايا كثيرة، بالاضافة لأدلة ومعطيات يمكن أن تؤشر بوضوح الى أن للجهة المنفذة للعملية نفوذا داخل الدولة، فبالاضافة الى متابعة المغدور من قبل عجلة مجهولة مهدت لعملية اغتياله، فان منزلا لضابط رفيع بوزارة الداخلية يقع في شارع منزل الهاشمي غابت عنه الحماية بشكل كامل خلال الحادث.

في مساء السادس من تموز (يوليو) اغتيل الهاشمي خلال قيامه بصف عجلته الخاصة أمام منزله، بعد أن انهال عليه مسلحون مجهولون وهم يستقلون دراجتين ناريتين بوابل من النار.

تفاصيل العملية، وبحسب مصادر أمنية كشفت لـ”العالم الجديد” بأن “هناك عجلة نوع شوفرليت (تاهو) بيضاء اللون ومضللة تحمل لوحة تسجيل (بغداد)، تابعت الهاشمي منذ خروجه من شارع النضال وسط العاصمة بغداد وحتى وصوله لمنزله”. وهذا النوع من التضليل لزجاج السيارات عادة ما يوحي بأن العجلة حكومية. 

وكان الهاشمي قبيل اغتياله، ضيف نشرة أخبار في إحدى القنوات الفضائية العراقية، خلال بث مباشر، وبعد انتهاء وقته خرج من الاستوديو عائدا الى منزله، حيث رافقته هذه العجلة من موقع الاستوديو في شارع النضال الى محل سكنه في زيونة شرقي بغداد.

وبحسب الفيديو الذي انتشر للحظة الاغتيال، والذي سجلته كاميرات المراقبة أعلى المنزل، فان العجلة (التاهو) دخلت الشارع قبيل دخول عجلة الهاشمي بثوان معدودة، ومن ثم دخلت الدراجتان الناريتان، لينزل منهما أحد المسلحين، حيث نفذ عملية الاغتيال.

Image

كما يضم الشارع الذي يسكن فيه الهاشمي بحي زيونة، منزل قائد مكافحة إجرام بغداد، وهو ضابط برتبة رفيعة، وبسبب ذلك توجد حماية كافية في العادة للشارع المؤمن أصلا بفعل وجود منازل لنخب سياسية وعسكرية وتجارية وفنية وثقافية في عموم هذا الحي الراقي، لكن المستغرب أن أي عنصر من عناصر الحماية لم يكن موجودا أثناء حادثة الاغتيال، كما يستفهم المصدر.

رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وبعد ساعات من عملية الاغتيال، استدعى قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية العميد الركن محمد قاسم، وهو مسؤول عن قاطع الرصافة بالكامل، وبحسب مصادر لـ”العالم الجديد” فقد “انفعل الكاظمي ووبخ العميد الركن”، وبعدها أمر بإقالته وإحالته للتحقيق، نتيجة تهاونه في حماية المنطقة”.

وتوضح المصادر أن “الكاظمي الذي يعتبر الجريمة تمسه شخصيا، او انها رسالة موجهة اليه، هو ما جعله يستشيط غضبا، ويقدم على قرار الاقالة”، مستدركة “لكن الغريب واللافت هو تراجعه عن هذا القرار في وقت لاحق مساء أمس (الأربعاء)، رغم أنه كان قد أمر باستبدال تلك القوات بقوات أخرى في الشرطة الاتحادية لحماية الحي”.

وفيما تجهل المصادر سر تراجع الكاظمي عن القرار، تشير الى أن “الكاظمي شكل لجنة تحقيقية عليا من قبل ضباط بوزارة الداخلية، وعلى مستوى عال من المهنية والرتب، للتحقيق في الجريمة والحصول على نتائج سريعة، وكشف الجناة وعدم تسويف القضية كما حصل في جرائم سابقة”، مبينة أن “اللجنة تشكلت برئاسة اللواء الركن عامر صدام المالكي، وكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية، وعضوية عدد من كبار الضباط والمسؤولين بالوزارة”.

وترأس الكاظمي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، إلى جانب اضطلاعه بمهام رئاسة الوزراء، أمس الأربعاء، اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، شدد خلاله على تأكيد تنفيذ توجيهاته إلى الأجهزة المعنية بالإسراع في إتمام التحقيق بهذه الحادثة، ورفع النتائج، وتقديم الجناة الى عدالة القضاء.

وقال الكاظمي: إننا مصممون بعزم لا يلين على ملاحقة الجناة، وألا تمر هذه الجريمة الجبانة بلا عقاب، وإن سيادة القانون سيكون لها دائماً الصوت الأعلى والأخير.

جاء ذلك قبل ساعات من قبامه بزيارة عائلة الهاشمي، في منزله بمنطقة زيونة شرقي بغداد، ليقدم التعازي لهم بشكل مباشر، حيث بث مكتبه الإعلامي صورا للكاظمي مع أطفاله القاصرين.

وقتل هشام الهاشمي الإثنين الماضي، على يد مسلحين، قرب منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.

وأثار مقتل الهاشمي صدمة واسعة في العراق، ونعاه عدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والمفكرين والناشطين العراقيين والأجانب.

يذكر أن الهاشمي خبير في الجماعات المتشددة، ولديه دراسات وكتب عن التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مواقفه المناهضة للفساد المستشري في العراق.

وتشهد مناطق شرقي بغداد، انفلاتا أمنيا مستمرا، تتعدد أوجهه بين النزاعات العشائرية، وانتشار السلاح بأيدي جماعات مختلفة، سرا وعلنا، بعضها يحظى بتنسيق مع القوات الأمنية هناك، ويجعل الأخيرة عاجزة عن تفتيش أو مداهمة بعض المنازل والمقار.

كما وتخضع هذه المناطق الى أطواق متعددة ومتنوعة من الحمايات يغلب عليها الطابع الاستخباري، ما يجعل من الصعب اختراقها من قبل تنظيم داعش الذي تم اتهامه من قبل البعض بتنفيذ العملية، بناء على العداء المستحكم بين الفقيد والتنظيم المتشدد بعد تناوله في محافل عدة بينها كتب ومقالات وحوارات تلفزيونية.

إقرأ أيضا