رئيس الصابئة المندائيين لـ”العالم الجديد”: طقوسنا تأثرت بسبب كورونا وهذه أعدادنا في العراق

في ثاني أيام عيدها الكبير، كشف رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم، الشيخ ستار…

في ثاني أيام عيدها الكبير، كشف رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم، الشيخ ستار جبار الحلو، اليوم الجمعة، عن أعداد أبناء الطائفة المتواجدين في العراق بعد تراجع عملية الهجرة التي تعرضوا لها بعد 2003، مبينا أن “العيد الكبير” لم يشهد أي طقوس دينية بسبب انتشار فايروس كورونا.

ويقول الحلو في حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “العيد الكبير الذي بدأ يوم أمس الخميس، لم يشهد أي طقوس دينية وأهمها التعميد (الصباغة) بسبب تفشي فايروس كورونا”.

ويضيف أن “طقس التعميد اقتصر على مساعدي رجال الدين وبشكل محدود، إضافة الى الدعاء وعمل الثواب للموتى (تقديم الطعام)”، لافتا الى أن “أبناء الطائفة اعتمدوا على بيانات سابقة أصدرناها، وبسبب اجراءات الوقاية والتباعد لم يحضروا يوم أمس للمعبد (المندي)، كما أن أول أيام العيد تزامن مع حظر التجوال المفروض في العراق”.

ويلفت الى أن “المندي (المعبد) في البصرة متوقف بسبب تفشي الفيروس، ويقتصر عمله حاليا على القضايا الادارية فقط، ولم تجر فيه أية طقوس دينية”.

وبشأن أعداد أبناء الطائفة المتواجدين في العراق حاليا، يقدرها شيخ الطائفة “بين 10 الى 15 الف شخص”، مشيرا الى ان “هجرة ابناء الطائفة من العراق بدأت تتراجع، بسبب عدم استقبال الدول الاوروبية للاجئين، وبقاء العوائل في دول الانتظار (تركيا والأردن) أصبح بلا جدوى ويستمر لسنوات طويلة”. 

ويحتفل الصابئة المندائيون، بالعيد الكبير “دهوا ربا”، وهو عيد رأس السنة لأبناء الديانة، وفيه يمارسون طقوسا خاصة ترمز الى نبيهم يحيى، إضافة الى التعميد وتقديم الأطعمة وتبادل الأطباق الغذائية كنوع من الاستذكار (الثواب) للموتى.

وبدأ العيد يوم امس الخميس، وكان من المفترض ان يشهد طقوسا كثيرة، إلا ان تفشي فايروس كورونا حال دون ذلك.

وتعد الديانة الصابئية من أقدم الديانات التوحيدية، ونشأت في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوبي العراق قبل آلالاف السنين، وتبلورت تعاليمها على يد النبي يحيى بن زكريا.

وتشتمل الطقوس على إيقاف اي شكل من اشكال التعامل خارج المنزل، مع غلق الأبواب والنوافذ، وعدم استقبال الزوار، بالاضافة الى عدم استخدام مياه الصنبور، حيث يعمدون الى ملئ الاواني بالماء وتجهيزه قبل مغيب الشمس لاستخدامه في الـ36 ساعة، وذلك بناء على حادثة جرت مع النبي يحيى، حيث اختبأ في شجرة عند محاولة اليهود قتله في اورشليم بفلسطين.

ويتضمن طقس التعميد، الذي يعد اهم ركن من اركان الديانة، النزول للماء الجاري وقراءة ايات من كتابهم المقدس “الكنزا ربا”، لغرض تطهير الروح بالكامل.

وبالإضافة الى العربية، يتحدث ابناء الطائفة اللغة الارامية القديمة، وفي العام 2000 قام الشاعر العراقي الراحل عبدالرزاق عبدالواحد بترجمة كتابهم المقدس “كنزا ربا” من اللغة الارامية الى اللغة العربية، وتم طبعه وتوزيعه.

ويستمر هذا العيد “الاكبر” لمدة ثلاثة ايام، ثم يليله مباشرة عيد “شوشيان” الذي يعني “عيد السلام”، وفيه بحسب معتقدات ابناء الديانة، بداية السلالة البشرية، وخلق ادم وحواء.

وواجه ابناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد ابرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، ابرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مستمر، وهذا الامر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

إقرأ أيضا