في زمن كورونا.. النجف وطهران تختلفان حول إقامة الشعائر الحسينية بمحرم

خرجت كل من مرجعية النجف وطهران، بموقفين مختلفين حول إقامة الشعائر الحسينية في شهر محرم…

خرجت كل من مرجعية النجف وطهران، بموقفين مختلفين حول إقامة الشعائر الحسينية في شهر محرم المقبل، والذي يتزامن مع استمرار جائحة فيروس كورونا، وتفشيه في كلا البلدين بشكل كبير، خاصة وان التباعد الاجتماعي يعد من أسس الوقاية منه.

المرجع الديني الاعلى في النجف علي السيستاني، أجاب على سؤال بشأن ما ينبغي القيام به بشأن مجالس العزاء في شهر محرم والشعائر المعتادة في كل سنة، إن “هناك العديد من الأساليب التي يمكن اتّباعها في التعبير عن الحزن والأسى في هذه المناسبة الأليمة، واظهار المواساة مع النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار في تلك المصيبة الكبرى التي حلّت بالإسلام والمسلمين ومن ذلك،  الاكثار من بثّ المجالس الحسينية النافعة على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الانترنيت، وينبغي للمراكز والمؤسسات الدينية والثقافية أن تنسق مع الخطباء الجيدين والرواديد المُجيدين بهذا الصدد وأن تحشد وتحثّ المؤمنين على الاستماع اليهم والتفاعل معهم وهم في أماكن سكنهم أو ما بحكمها”.

ويتابع “عقد المجالس البيتية في اوقات معينة من الليل أو النهار، يقتصر الحضور فيها على افراد العائلة والمخالطين معهم، ويستمع فيها الى بعض المجالس الحسينية النافعة ولو من خلال ما يبثّ مباشرة على بعض القنوات الفضائية أو عبر تطبيقات الانترنيت. وأما المجالس العامة فلا بد من أن يلتزم فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً، بأن يراعى فيها التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من انتشار وباء كورونا، مع الاقتصار في عدد الحضور على ما تسمح به الجهات المعنية، وهو مما يختلف بحسب الموارد من حيث عقدها في الاماكن المفتوحة أو المغلقة ومن حيث اختلاف البلدان بالنظر الى مدى انتشار الوباء فيها”.

ويضيف “نشر المظاهر العاشورائية على نطاق واسع من خلال رفع الأعلام واللافتات السوداء في الساحات والشوارع والازقة ونحوها من الاماكن العامة مع مراعاة عدم التجاوز على حرمة الاملاك الخاصة أو غيرها وعدم التخلف عن رعاية القوانين النافذة في البلد، وينبغي أن تشتمل على مقاطع من كلمات الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية العظيمة وما قيل في فاجعة الطف من روائع الشعر والنثر. وأما الاطعمة التي يتعارف توزيعها بهذه المناسبة فلا بد من أن تراعى الشروط الصحية اللازمة في إعدادها وتوزيعها ولو اقتضى ذلك الاقتصار على بعض الاطعمة الجافة وايصالها الى مساكن المؤمنين تفادياً لحصول الازدحام عند تقسيمها”.

وختم جوابه بـ”وفّق الله الجميع لإحياء هذه المناسبة المهمة واقامة عزاء سيد شباب أهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) بما تسمح به الظروف الراهنة”.

إجابة السيستاني تندرج ضمن الاجراءات الوقائية ووفق ما يمليه الوضع الراهن الذي يعيشه العالم بأسره، وهو ما انعكس على كافة الامور الحياتية، وحتى الدينية، فاجراءات حج بيت الله الحرام خلال عيد الاضحى تضمنت اجراءات وقائية مشددة وتباعدا كبيرا بين الحجاج، وذلك عقب إغلاق الكعبة الشريفة منذ تفشي الفايروس قبل نحو 5 اشهر في المنطقة العربية.

لكن، في ايران هناك وجهة نظر اخرى مختلفة عن مرجعية النجف، حيث اعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في 25 تموز يوليو الحالي، أن إيران ستحيي مراسم عاشوراء لهذا العام، على الرغم من تفشي فيروس كورونا.

ويقول روحاني “سيتم إحياء مراسم عاشوراء سواء في المناطق الحمراء أو البيضاء من حيث تفشي فيروس كورونا”، مشددا على أنه “ينبغي إقامة مجالس عزاء الإمام الحسين لهذا العام في كل مكان، في المدن والقرى، سواء في المناطق الحمراء أو الصفراء”.

ويبين “لا يمكن لأحد أن يخلق فجوة بين العلم والدين. سنتقيد بالعلم وسنعمل بما أمر به الدين”، داعيا كافة المسؤولين في الأماكن الثقافية والمزارات الدينية “العمل في إطار الدين ومراعاة البروتوكولات الصحية”.

ويؤكد “نريد إقامة مجالس الحداد على الإمام الحسين من دون إصابة المعزين بالفيروس، هذا ما يريده منا الشعب والدين والإمام الحسين”.

وتتضمن الشعائر في شهر محرم، إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين وواقعة الطف في كربلاء، وذلك يتمثل بمواكب تضم المئات من الاشخاص وعمل “التشابيه” وهي مشاهد تمثيلية تجسد الواقعة الأليمة، فضلا عن طبخ الثواب في الشوارع وتجمع العشرات خلال توزيعه، إضافة الى إقامة المجالس الحسينية في دور العبادة، وآخرها الزيارات، وهي زيارة العاشر من محرم، وهو يوم المقتل وزيارة الاربعين، حيث يخرج في كل عام ملايين الزوار من كل المحافظات مشيا على الاقدام لاحيائها.

إقرأ أيضا