تعرف على الفصائل المسلحة التي ظهرت في 2020

منذ مطلع 2020، ظهرت أربع جماعات مسلحة تحمل شعار “المقاومة الاسلامية” وتبنت اغلب الاستهدافات التي…

منذ مطلع 2020، ظهرت أربع جماعات مسلحة تحمل شعار “المقاومة الاسلامية” وتبنت اغلب الاستهدافات التي تعرضت لها المواقع العسكرية العراقية والامريكية، خاطفةً الاضواء من الفصائل المسلحة السابقة التي اصبح لديها الان تمثيل سياسي وحكومي، إضافة الى ان هذه الجماعات الجديدة رافقتها وسيلة إعلام خاصة بها.

الفصائل المسلحة في العراق، لا تندرج جميعها تحت سقف واحد، فهي تصنف الى 3 اقسام، منها من يتبع توجيهات الولي الفقيه (ايران) والاخر أدرج ضمن هيئة الحشد الشعبي، والثالث تابع للمرجعية الدينية العليا في النجف، والتي تطلق على عناصره مصطلح “المتطوعين” خاصة وانها ابتعدت عن اطلاق تسمية “الحشد الشعبي” على جميع الألوية التي شكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي في عام 2014.

يعود تاريخ “فصائل المقاومة” الى عام 2003، حيث كانت البداية مع “جيش المهدي” التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وبعد ذلك بدأت الكثير من الفصائل بالتشكل تدريجيا، بهدف مقاومة القوات الامريكية “المحتلة”، حتى شهدت تلك الفصائل تغييرات كثيرة بعد دخولها المجال السياسي والاجتماعي، وأصبحت ذات نفوذ في الدولة بسبب حصولها على مناصب رفيعة.

حتى مطلع عام 2020، استقر الوضع في العراق على 67 فصيلا مسلحا، من مختلف الانتماءات التي ذكرت سابقا، وعقب اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، تم تشكيل فصائل جديدة بدأت بتنفيذ عمليات ضد القوات الامريكية، اضافة الى ان هذه الفصائل رافقتها وسائل إعلام خاصة بها أصبحت أكثر تأثيرا من وسائل الاعلام الخاصة بالفصائل التي سبقتها.

منذ مطلع العام الحالي 2020 ولغاية آي أغسطس الحالي، ظهرت أربع فصائل جديدة وهي “أصحاب الكهف”، و”عصبة الثائرين”، و”ثأر المهندس” و”سرايا ثورة العشرين الثانية”، حيث أعلنت عن نفسها كتشكيلات حديثة.

تلك الفصائل لا تزال مجهولة القيادات والعناصر، وظهرت عبر بيانات ومواقع الكترونية خاصة بها، وبثت مقاطع فيديو عن استهداف القوات الامريكية، فضلا عن تبني بعضها لاطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء ومعسكر التاجي.

خطفت هذه الفصائل الجديدة الاضواء من الفصائل التي شكلت الثقل الاكبر على مدى سنوات، وبرزت خلال عمليات التحرير من تنظيم داعش، ومنها كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق، والنجباء، وباتت الفصائل الجديدة على رأس الحديث الامني في العراق.

كتائب حزب الله بقيت خارج السباق السياسي الذي شاركت فيه اغلب الفصائل، في وقت انضمت فيه الى هيئة الحشد الشعبي وتحمل عنوانا عسكريا، إلا انها تعتبر نفسها قوة “مقاومة” على عكس الفصائل الاخرى التي اتجهت لقبة البرلمان والوزارات، وكانت المتهمة الاولى باطلاق صواريخ الكاتيوشا في بغداد، حيث جرت عملية امنية بتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وقادها جهاز مكافحة الارهاب بتاريخ 26 حزيران يونيو الماضي، تمثلت بمداهمة أهم موقع للكتائب في منطقة الدورة جنوبي بغداد واعتقل 13 عنصرا وفق اوامر قبض قضائية.

هذه العملية أحدثت الكثير من اللغط في وقتها، وجرى احتكاك بسيط بين قوات الكتائب التي جابت المنطقة الخضراء بعجلات رسمية مع سلاح ثقيل قرب مقر جهاز مكافحة الارهاب، وانتهت باطلاق سراح بعض المعتقلين وتسليم اخرين لأمن الحشد الشعبي.

في خضم هذه التطورات، برزت الفصائل الجديدة وتبنت اغلب العمليات بصورة مجهولة بالكامل.

نشأة الفصائل الجديدة

في 18 كانون الثاني يناير الماضي، ظهرت أولى هذه الجماعات وهي “اصحاب الكهف” عبر بيان ركز على “الثأر” لاغتيال المهندس وسليماني، داعية العراقيين الى الابتعاد عن تواجد القوات الامريكية لانها ستسهدفها.

وتضمن الموقع الرسمي لها صورتي المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي، واية الله الخميني، وحمل شعارها الاية القرآنية “انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” وهي ذات الاية التي يحملها شعار عصائب اهل الحق، إلا ان الاخيرة اكتفت بـ”انهم فتية آمنوا بربهم”.

وتبنّت هذه الجماعة في 16 تموز يوليو الماضي، تدمير رتل للدعم اللوجستي تابع للجيش الأميركي، في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين.

وسبقها تبنٍ آخر عبر مقطع فيديو، لعملية استهداف رتل امريكي دون تحديد التاريخ، لكن بحسب وسائل اعلام فان الاسستهداف جرى في شباط الماضي ونشر الفيديو في نيسان ابريل.

الاستهداف هذا هو لرتل امريكي قادم من اربيل شمالي العراق الى بغداد يحمل معدات للسفارة الامريكية، وتم استهدافه في محافظة صلاح الدين.

عصبة الثائرين، شكلت في شهر اذار مارس الماضي، وايضا مجهولة القيادات والعناصر، وتوعدت بمهاجمة القوات الامريكية، وتبنت اغلب عمليات اطلاق صواريخ الكاتيوشا.

وتبنت هذه الجماعة عمليات استهداف المنطقة الخضراء ومعسكري التاجي وبسماية، طول الاشهر بذريعة التواجد الأمريكي، منذ اذار مارس وحتى نهاية حزيران الماضيين، واصبحت هي الابرز بين الجماعات المسلحة الجديدة، نظرا لتبنيها اغلب العمليات التي نفذت ضد المواقع الامريكية والعراقية.

في ايار مايو الماضي، ظهرت جماعة سرايا ثورة العشرين الثانية، وتبنت في 11 تموز الحالي، استهداف رتل دعم لوجستي متجه لاحدى القوات الامريكية في منطقة النجمي بين الديوانية والسماوة، ما أسفرت عن احتراق أربع آليات منها.

وأسفر الهجوم عن إعطاب أربع آليات مدرعة تحمل العتاد، فيما بينت ان عناصرها أجبروا الناقلات على التوقف وأنزلوا السواق ومن ثم أضرموا النار في الناقلات، لكن وزارة الدفاع الأميركية، نفت علمها بتعرض مصالح البلاد لهجوم مسلح جنوبي العراق.

وفي ايار مايو ايضا، أعلن عن جماعة ثأر المهندس، وبحسب بيان أوردته قناة العالم الايرانية، فان “الحركة أعلنت مسؤوليتها عن استهداف قاعدة فكتوري ببغداد (قاعدة امريكية في مطار بغداد الدولي) بتاريخ 6 ايار، اضافة الى استهداف الطيران الامريكي بصاروخين نوع (شينوك) جنوب شرقي بغداد بتاريخ 17 نيسان، وبثت الحركة في وقت لاحق من شهر ايار فيديوات لعمليات الاستهداف التي نفذتها.

الإعلام المقاوم الجديد

في ظل بروز هذه الجماعات، بدأت وسائل الاعلام السابقة التابعة لفصائل المقاومة بالتخفيف من حدة خطابها، وذلك بعد توجيه الثقل نحو “صابرين نيوز” التي اصبحت المنبر الرئيس لكافة هذه الجماعات الجديدة.

صابرين نيوز، هي قناة على تطبيق التلغيرام، نشطت ببث خطاب المقاومة الاسلامية، ونشر الفيديوات وبيانات التبني، اضافة الى مهاجمة حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووصف القوات الامية بشتى الاوصاف.

هذه القناة، عمدت الى نشر اخبارها باللغة العربية والفارسية، وباتت الجهة الاولى لمتابعة نشاط هذه الجماعات الجديدة، فالمواقع الالكترونية لهذه الفصائل شبه متوقفة ودون تحديث.

مصادر امنية ترجح ان هذه الجماعات الجديدة هي مرتبطة بالفصائل السابقة وذات القيادات والشخوص، وما الاسماء الجديدة سوى تمويه فقط، نظرا لارتباط تلك الفصائل المجال السياسي وحصولها على وزارات وبات من الواجب التخفيف من دة لغة المقاومة كونهم شركاء في العملية السياسية.

فيما بينت مصادر اخرى، ان هذه الجماعات مرتبطة بجهة سياسية متنفذة، وهي تعد الاذرع الجديدة لها بعد ان فقدت الفصائل السابقة، ولا علاقة لها بالولي الفقيه او الدعم الايراني، بل هي عراقية بالكامل واستخدامها للرموز واللغة الفارسية، لخلط الاوراق ليس إلا.

هذه الجماعات لغاية الان ما زالت مجهولة الهوية ومجهولة الانتماء الرسمي، فهي جماعات مسلحة تحمل اسم “المقاومة الاسلامية”، وبذات الوقت ما زالت طليقة، في وقت أعتقل أمن الحشد الشعبي في شباط 2019 أوس الخفاجي، قائد لواء ابي الفضل العباس، بتهمة انتحال صفة الحشد الشعبي.

واعلنت الهيئة في وقتها عن إغلاق أربعة مقار “وهمية تنتحل صفة الحشد الشعبي في منطقة الكرادة”. فأوضحت في بيان تناقته “العالم الجديد”، أن من بين تلك المقار “مقرا تابعا لما يسمى لواء أبي الفضل العباس ويديره الشيخ أوس الخفاجي يقع وسط المنطقة السكنية في الكرادة”.

وأشارت إلى أن “القوة حاولت إغلاق المقر الأخير غير القانوني لكن المتواجدين هناك امتنعوا عن ذلك فتم اتخاذ الإجراءات الانضباطية بحقهم”.

وكان الخفاجي في حينها شخصية معروفة الانتماء وحليف للحشد الشعبي، وقائد للواء معروف الشخصيات والقيادات والعناصر، واضافة له اغلق الحشد في العام الماضي ايضا مقار في البصرة بتهمة انتحال صفة.

إقرأ أيضا