فتيات العراق يطلقن مبادرات لافتة في زمن كورونا

المبادرات التي اطلقتها النسوة والفتيات العراقيات في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى في مختلف الازمات التي…

المبادرات التي اطلقتها النسوة والفتيات العراقيات في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى في مختلف الازمات التي شهدتها البلاد لا تحصى، وازمة كورونا واحدة من اكبر الازمات التي سجلت فيها النساء المتطوعات حضورا لافتا خلال مبادراتهن التوعوية للوقاية من الوباء، عبر حملاتهن المتواصلة في المدن والقرى والارياف للتحذير من هذا الوباء.

وقد أطلقت مجموعة من الناشطات بمحافظة ديالى مبادرة توعوية فريدة اسمينها “سيلفي من كوفيد 19″، تعتمد التجوال في التقاطعات والطرق الرئيسية وسط مدينة بعقوبة مركز المحافظة، لتوزيع الكمامات على المواطنين والتقاط صور (سيلفي) معهم للذكرى.

وتقول آسيا القيسي إحدى الناشطات اللواتي أطلقن المبادرة في حديث لـ”العالم الجديد”: “بعد تفشي فيروس كورونا اطلقت مع مجموعة من رفيقاتي مبادرة تطوعية حملت اسم (كمامة عراقية) لتوزيع الكمامات والقفازات على المواطنين في الشوارع، وانخفض وقتها عدد الإصابات في محافظة ديالى حتى وصلت الى الصفر  واصبحت ديالى مدينة خالية من الوباء لعدة ايام”.

 Image

وتواصل القيسي “وبعد عودة اصابات كورونا وارتفاعها بشكل ملحوظ، وأصبحت المحافظة تسجل أكثر من 30 حالة اصابة في اليوم الواحد، قررنا ترتيب حملة أخرى، ولكن بشكل مختلف لتكون ذكرى أو مناسبة سنوية نحتفل بها بعد تجاوز أزمة الفيروس”، مشيرة إلى أن “المبادرة التي اطلقت حملت اسم (سيلفي مع كوفيد 19) وتتضمن فعاليات توزيع كمامات وقفازات وبوسترات توعوية بالوباء على المواطنين والتقاط سيلفي مع كل مواطن نقدمها إليه”.

وأكدت أن “الصور التي نلتقطها مع المواطنين نقوم بطباعتها ورقياً والاحتفاظ بها لدينا وارسالها إلى المواطنين الذين التقيناهم عبر أرقام هواتفهم التي حصلنا عليها منهم”، لافتة إلى أن “الهدف من هذه المبادرة هو تحفيز المواطنين على اتخاذ الإجراءات الوقائية، كما تذكرنا سنويا بهذه الأيام العصيبة، وموقفنا منها وما قمنا به من مبادرات في مجال مكافحة الوباء”.

من جهتها، توضح آلاء جلال، وهي إحدى المتطوعات أيضاً، أن “هذه المبادرة تأتي لتوعية بعض المواطنين الذين يعتقدون أن الكمامة غير نافعة أو معيبة، وحثهم على اتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالفيروس”، معربة عن أملها بأن “تصبح هذه المبادرة مجرد ذكرى وأن يكون العام المقبل خالياً من الوباء”.

Image

وفي الموصل تعمل مجموعة من النساء على خياطة الكمامات في مشغل أعدته إحدى منظمات الاغاثة لدعم السكان الأكثر فقرا بالكمامات الطبية، حيث تقول المشرفة على إدارة المشغل صفاء العبيدي في حديث لـ”العالم الجديد” إنها مع زميلاتها قمن بتوزيع الكمامات على العائلات النازحة في مخيم جنوبي الموصل.

وتشير العبيدي الى أنه “تم العمل بهذا المشروع مع بدء انتشار فيروس كورونا، لتوفير الكمامات التي تنعدم في الاسواق أحيانا”، مؤكدة أن “استحسان المواطنين في الموصل ودعمهم لهذا المشروع دفع لمضاعفة الانتاج من أجل أن يبلغ نحو 10 الاف كمامة في اليوم الواحد”.

وفي الديوانية جنوبي العراق، بادرت فرح علي وهي فتاة موهوبة بصناعة المعقمات والمطهرات لتفعيل موهبتها القديمة خلال فترة نفاد هذه المواد من الصيدليات والأسواق. إذ تقول إنها تهوى صناعة معقمات اليدين منذ الصغر، وان  أزمة كورونا دفعتها  لتطوير موهبتها.

Image

وتوضح فرح “قمت بإنتاج جل معقم لليدين ياسم (تاتش) لمساعدة الاخرين، وليكون بديلا عن المعقمات المستوردة التي اختفت من الاسواق”، لافتة “ويحتوي الجل على نسبة تطهير عالية ومواد أخرى تجعله مطابقا للشروط الصحية العالمية”.

الى ذلك، يرى المتحدث باسم وزارة الصحة والبيئة الدكتور سيف البدر في هذه المبادرات بأنها تؤكد “رغبة الفتيات والنساء ودورهن الفاعل في المساهمة لمواجهة الازمات، وان ما فعلته الفتيات في البصرة والناصرية والديوانية والموصل وغيرها من المدن العراقية، يشير بقوة الى توجه الفتيات نحو المساهمة واظهار دورهن ونشاطهن”.

ويضيف البدر أن “أزمة كورونا أظهرت قدرات الفتيات العراقيات وتفاعلهن مع الازمة، حيث قمن عبر العديد من المبادرات بإنتاج الكمامات وتوزيعها، إضافة الى توزيع بوسترات التوعية المحذرة من الوباء”، مشيرا الى ان “وزارة الصحة والبيئة تبارك جهود الفتيات وانها تتعاون معهن من اجل مكافحة الوباء”.

يشار الى أن العراق يشهد ارتفاعا تدريجيا في عدد الاصابات بفيروس كورونا، في ظل النقص الحاد بالأوكسجين داخل المستشفيات ومحاجر العزل الصحي.

إقرأ أيضا