متبرعون بـ”بلازما الدم” يروون لـ”العالم الجديد” تجاربهم في علاج كورونا (صور)

تبرع المتعافين من فيروس كورونا بـ”بلازما الدم”، بات من أساسيات عملية التعافي من الإصابة بالفيروس،…

تبرع المتعافين من فيروس كورونا بـ”بلازما الدم”، بات من أساسيات عملية التعافي من الإصابة بالفيروس، كما أثار جدلًا كبيرًا نظرا لاستغلال الأمر من قبل البعض بمقابل مادي، لكن الوجه الاخر للإنسانية لا يزال يبرق عبر تبرع آلاف المتعافين للمصابين، بهذه المادة التي باتت مطلوبة في عموم المحافظات.

 

أساس هذا النوع من التبرع جاء بناء على مناشدة أطلقها باحثون بريطانيون، لاستخدامها في أبحاث تهدف إلى التوصل لعلاج للفيروس، أو التشافي منه على أقل تقدير، لِما تحتويه مادة البلازما من أجسام مضادة تتكون من بروتينات ينتجها جسم المتعافي لمحاربة الفيروس، ويساعد إعطاء هذه البلازما الغنية بالأجسام المضادة للمريض المصاب، على زيادة الإستجابة المناعية للعدوى، وسرعان ما وجد له صدى في عدد من البلدان بينها العراق، حتى بات المتبرعون وذوو المصابين يلجأون الى صفحات التواصل الاجتماعي لإيجاد بعضهم البعض، والتأكد من تطابق فصيلة الدم قبل تجشم عناء الوصول والتبرع .

 

المتعافية من الفيروس منار جابر (26 عاما) وهي سيدة أعمال، تقول في حديثها لـ”العالم الجديد” ان “من الواجب على كل متشاف أن يبادر بالتبرع لإنقاذ روح أوصى الله بها”.

 

واستشهدت في حديثها بـ”الاية الكريمة (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فكأنما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، حين تكون لدي القدرة على إنقاذ روح وأقوم بتجاهل الأمر سيكون الوضع أشبه بأني أساهم في قتلها، لذلك حين سنحت لي الفرصة لم أتردد للحظة، وعلى العكس من ذلك حمدتُ الله كثيراً لأني أصبت، ولولا إصابتي ما كنت اليوم فخورة بإنقاذ أحدهم”.

 

ويشترط الأطباء في المتبرع، أن يكون قد مضى على شفائه واختفاء الأعراض عنه مدة تقارب الأسبوعين، أو الحصول على مسحتين سالبتين بعد المسحة الموجبة الأولى، فضلًا عن أن عمره يتراوح بين 18 – 60 عاما، وأن يتجاوز وزن جسمه الـ50 كغم، وألّا يكون مصابا بمرض قلبي أو مزمن أو مصابا بالسكري ويستخدم حقن الأنسولين كعلاج له.

 

وخلال الآونة الأخيرة، ظهرت حملات كبيرة تدعو المتعافين إلى التبرع ببلازما الدم، بغية إنقاذ المصابين بالفيروس وتحجيم انتشاره، وهنا يقول المتبرع كرار السعدي (٢٥ عاما)، ويعمل كاسبًا، إن “الدافع الوحيد لتبرعي ببلازما الدم هو إنقاذ أرواح المرضى”.

 

ويشير السعدي في حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “الإصابة بالفيروس خطيرة وصعبة جدًا، وعندما أرى احد المصابين يحتاج الى بلازما الدم، أتمنى أن أعطيه كل شيء فورًا ولو كلفني ذلك حياتي”، واصفًا شعوره عند التبرع بـ”شعور من ينقذ حياة عائلة كاملة وليس المصاب فـحسب، إذ أنقذت حياة شاب كانت والدته تبكي من أجل شفاء ولدها، ما دفعني للبكاء فرحًا، عندما وصلني خبر تعافيه وخروجه من المستشفى بنتيجة سالبة”.

 

هذه المشاعر هي ذاتها، التي يتشاركها كل المتبرعين ببلازما الدم بعد تعافيهم، إذ يقول سعد رمضان (37 عاما)، وهو موظف حكومي في وزارة الصحة، إن “ما أقوم به هو مبادرة لإنقاذ حياة مريض آخر بفضل الله عز وجل، الذي شافاني منه أدركت معاناة مَن أصيب به”.

 

ويلفت رمضان الى ان “شعوري جيد وأنا أتبرع ببلازما الدم لإنقاذ حياة مصاب بهذا الفايروس من الموت، وكنت فرحًا عندما أتاني الخبر بأنه قد تشافى”.

 

وسجلت وزارة الصحة أمس الأربعاء 3962 اصابة جديدة بالفايروس مقابل 3372 حالة شفاء و77 وفاة، ليبلغ مجموع الاصابات 211 الف و947 اصابة فيما بلغت نسبة الشفاء الكلية 153 الف و761 حالة إضافة إلى 6596 حالة وفاة.

 

Image

 

 

Image

 

Image

 

Image

 

إقرأ أيضا