صحيفة ايرانية تحذر طهران من حلم بغداد بـ7 ملايين برميل

حذرت صحيفة “اعتماد” الايرانية حكومة طهران، من فقدان سوق الطاقة العراقي، الذي تهيمن عليه من…

حذرت صحيفة “اعتماد” الايرانية حكومة طهران، من فقدان سوق الطاقة العراقي، الذي تهيمن عليه من خلال بيعها الغاز والكهرباء الى بغداد، بعد توقيع الأخيرة مع شركات أمريكية كبرى للطاقة، ستمكنها من الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن ايران خلال أقل من خمس سنوات، في حين حثت مسؤولي بلادها على عدم السماح بحدوث أي فجوة كبيرة في الإيرادات المالية م دول الجوار بينها العراق.

وجاء في مقال نشرته الصحيفة للكاتب الايراني رضا زندي، وترجمته “العالم الجديد” عن الفارسية، إن “إيران والعراق تربطهما علاقات أخوية يجب عليهما تعزيزها، فزيادة قدرة النفط وإنتاجه يجلب القوة الإقليمية، ويملأ خزينة الدولة بالمال الذي يعزز السلطة”.

ويوضح زندي، أن “وزير النفط العراقي، أعلن الأحد الماضي، عن خطة بلاده لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط في البلاد بواقع 7 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2025، وهذا يعني زيادة بمعدل مليوني برميل أكثر من طاقة إنتاج النفط الحالية للبلاد، كما يخطط العراق لزيادة قدرته على تصدير النفط من 3 ملايين و800 ألف برميل يوميا إلى 6 ملايين برميل”.

وبصرف النظر عن ذلك، فإن العراق على حد تعبير الكاتب الايراني، يسعى أيضا لتقليل الغاز المحترق إلى الصفر في غضون السنوات الأربع القادمة، وهذا العامل الأخير سيؤدي إلى خفض اعتماده على واردات الغاز من إيران”، مضيفا أن “لدى العراق أيضا مشروع غاز كبير من خلال استثمار حقل ارطاوي، الذي سيتمكن في حال تنفيذه من إنتاج 300 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا كمرحلة أولى، وصولا إلى مليار قدم مكعب يوميا”.

يذكر أن وزارة النفط العراقية، أعلنت في تموز يوليو 2019، عن توقيع اتفاق مع شركة هانيويل الأمريكية لمعالجة الغاز الطبيعي من حقل أرطاوي النفطي الواقع في جنوب البلاد.

ويردف الكاتب في الصحيفة الايرانية أن “خمس شركات نفطية أمريكية، بما فيها شيفرون وهانيويل إنترناشيونال وبيكرهاوس وجنرال إلكتريك وستيلار إنرجي، وقعت اتفاقيات بقيمة 8 مليارات دولار مع العراق الأسبوع الماضي، لتعزيز قطاعات النفط والطاقة والكهرباء في البلاد”، منوها الى أن “النرويجيين يهدفون لبناء ناقلتين بوزن 5000 طن (لشحن النفط)”.

إن استثمار مليار دولار من قبل شركات النفط الأمريكية في العراق، هو استثمار استراتيجي وسياسي للغاية، وأن المسؤولين الإيرانيين المعنيين يقومون بتحليل هذه التطورات، على حد تعبير الصحيفة.

وبفضل الشركات النفطية الأمريكية والغربية، كما تشير “اعتماد”، لم يلتزم العراق باتفاقات أوبك الرامية لخفض إنتاج النفط، وعلى الرغم من ضغوط المملكة العربية السعودية المستمرة على العراقيين للالتزام بالاتفاقية، يواصل العراق شق طريقه.

وأعلن العراق بالفعل عن حلمه في بلوغ طاقة إنتاجية تبلغ 8 ملايين برميل يومياً، لكن بعض الخبراء شككوا في نفس الوقت من تحقيق هذا الحلم، كما يقول الكاتب الايراني رضا زندي، وذلك لوجود بعض التحديات، لكن وبغض النظر عن كل ذلك، فان العراق كان قادرا في العام الماضي على إنتاج ما معدله 4 ملايين و678 آلاف برميل من النفط يوميا، في المقابل فان إنتاج النفط الإيراني انخفض العام الماضي الى مليونين و356 ألف برميل في اليوم، فيما وصل الآن إلى أقل من مليوني برميل في اليوم.

وعلى الرغم من أن جزءا من أموال النفط العراقي تنفق في موارد كثيرة بما في ذلك تعويضات الكويت، وتكلفة قوات التحالف، وإعادة إعمار البلاد، وغيرها، إلا أنه سيعظم موارد الدولة العراقية، كما يقول الكاتب، مطالبا المسؤولين الايرانيين بعدم التأخير في تقدير خطورة الأمر، وترك هذا التفاوت يتعاظم في مجال الموارد المالية لايران ودول الجوار وبينها العراق، كون الأمر متعلق بالقضايا الستراتيجية والأمن القومي للبلاد، مختتما حديثه وهو يخاطب مسؤولي بلاده “من فضلكم لا تكونوا مهملين”.

إقرأ أيضا