إهمال حكومي يعزل الجانب الغربي لـ”العمارة” عن مركزها ويشل حركة السكان

تعاني مدينة العمارة مركز محافظة ميسان (320 كلم جنوبي بغداد)، من فصل جانبها الغربي عن…

تعاني مدينة العمارة مركز محافظة ميسان (320 كلم جنوبي بغداد)، من فصل جانبها الغربي عن المركز، بسبب قطع الطريق الحيوي الرابط بين الجانبين، نتيجة تلكؤ العمل بمجسر بدأ العمل به منذ العام 2011، وفيما بينت الجهات المختصة بالمدينة أن المشروع يعود لوزارة الاعمار والاسكان ولا سلطة لها فيه، شكى مواطنون من “شل” حركتهم بالكامل بسبب اهمال المشروع. 

 

وتضم مدينة العمارة البالغة مساحتها (2862 كيلومتر مربع) عشرات الاحياء السكنية، ويفصل بينها تفرعات لنهر دجلة، التي تمتد نهايتها الى الأهوار، ما ادى الى تكوين جوانب سكنية على ضفاف هذه التفرعات، إلا أن البنى التحتية في المدينة تعاني من إهمال كبير نظرا لتقادمها، ما دفع الجهات المختصة الى المباشرة بتأهيل قطاع الطرق والجسور، لكن النتائج كانت “كارثية”.

 

إذ باشرت وزارة الاعمار والاسكان والبلديات بإنشاء مجسر الكرامة في العام 2011، إلا ان العمل بله تلكأ، ما تسبب بعزل الجزء الغربي للمدينة عن مركزها، خاصة وان المنطقة المعزولة تقع على ضفة أحد الانهر.

 

ويقول قائممقام قضاء العمارة رائد شامل في حديث لـ”العالم الجديد” إن “مشروع مجسر الكرامة الذي تنفذه وزارة الأعمار والبلديات متلكئ في العمل منذ عام 2011، إذ بلغت نسبة الإنجاز فيه قرابة الـ 55 بالمائة فقط”.

 

ويضيف شامل أن “المجسر بلغت تكلفته 49 مليار دينار”، مشيرا إلى أن “تلكؤ العمل به فصل الجانب الغربي من مدينة ميسان عن بقية مناطق مركز المحافظة وأصبحنا بصعوبة نصل اليه، وقد لا نصل اليه في بعض الأحيان لتقديم الخدمات، كون المجسر المتلكئ قطع الطريق الحيوي الذي يربط هذه الجهة ببقية المناطق”.

 

من جهته، يبث جعفر الصبيحاوي الذي يعمل سائق سيارة أجرة، شكواه لـ”العالم الجديد” قائلا إن “مشروع مجسر الكرامة يعاني من إهمال منذ عدة سنوات وحتى قبل الحرب على داعش”.

 

ويلفت الصبيحاوي وهو من اهالي منطقة الدبيسات في المدينة، إلى ان “المشروع شل الحركة في مناطق الدبيسات والماجدية والعرضات، وهي مناطق حيوية تمثل الجهة الغربية من ميسان”، منوها الى أن “المشروع تسبب بفصل المناطق عن بعضها البعض، إضافة الى تسببه بظاهرة انتشار النفايات في موقع العمل المهمل”.

 

ويتابع أن “الاهالي ناشدوا كثيرا الجهات العاملة على المشروع بالغائه او وضع حل له، لكن للأسف لم تتم الاستجابة لهم، كون المشروع منفذا من قبل وزارة الأعمار والإسكان والبلديات”.

 

ويستطرد أن “المشروع تسبب بشل حركتنا كثيرا، كون المناطق التي تقع في الجهة الغربية من ميسان تحوي على المرآب (الكراج) الموحد الرئيس الخاص بالسيارت التي تتجه الى العاصمة بغداد وبقية المحافظات”، مضيفا ان “غالبية اصدقائنا من أصحاب الخطوط الخارجية يلجأون الى الاحتيال على الجهات المختصة لاتخاذ أماكن يسهل للركاب الوصول اليها بعيدا عن المرآب الحالي، لأن الوضع لم يعد يطاق”.

 

ويعد هذا المشروع المتلكئ، جزءا بسيطا بضمن عشرات المشاريع المتلكئة في جنوبي العراق، خاصة وان بعضها مهم مثل مشاريع الماء والمجاري، ليكون هذا “المجسر المهمل” مثالا شاخصا على عدم مبالاة الجهات المختصة بما يعانيه المواطنين نتيجة لـ”تخريب المدن” بدلا من اعمارها.

 

وتشتمل اغلب هذه المشاريع المتلكئة على ملفات فساد، فاغلبها تكون أمواله قد صرفت بالكامل للشركات والجهات المختصة، لكن دون تحقيق أي نتائج، ما يؤدي الى توقفها بانتظار حسم موقفها القانوني وإيجاد آلية لاستكمالها.

 

 

 

إقرأ أيضا