أصحاب المطاعم الكبيرة يتظاهرون وسط بغداد: طاولاتنا تراعي “التباعد” فلماذا يغلقونها ويسمحون بفتح “الشعبية” والمزدحمة؟

تظاهر أصحاب 3 من اكبر المطاعم في منطقتي الجادرية والمنصور وسط بغداد، للمطالبة بإعادة فتح…

تظاهر أصحاب 3 من اكبر المطاعم في منطقتي الجادرية والمنصور وسط بغداد، للمطالبة بإعادة فتح مطاعهم التي أغلقت قبل 6 أشهر، فيما بينوا ان كل مطعم كان يعمل فيه 80 عاملا وبرواتب مرتفعة، وهؤلاء العمال الان بدأوا يتظاهرون للمطالبة بالتعيين.

ورصد مراسل “العالم الجديد” تظاهرة اصحاب مطاعم “سيسبان” و”مادو” و”السفينة” العائم في منطقة الجادرية، صباح اليوم الاحد، وهم يحملون يافطات للمطالبة بإعادة فتح مطاعمهم بعد تكبدهم خسائر كبيرة نتيجة توقف أعمالهم.

Image

ويقول مدير مطعم سيسبان احمد عبد علي في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “نحن اول فئة تم إبلاغنا بالغلق وذلك في 9 آذار (مارس) الماضي، حيث وصلنا كتاب من وزارة الصحة عبر وفد من قيادة عمليات بغداد والأمن الوطني، يتضمن غلق المطاعم، ولكن لغاية الان لم يعد أمر افتتاح المطاعم”.

ويضيف عبد علي “ما جرى هو السماح لنا بخدمة السفري فقط، وهو غير مجدي بالنسبة لنا، فأغلب مطاعم الجادرية أوقفته لانه غير مفيد، ونحن كمطاعم كبيرة وخاصة في الجادرية، ولدينا عدد عمال كبير جدا، لا تنفعنا خدمة السفري وبيع السندويجات، فنحن مطاعم طاولة والزبائن تأتي لقضاء الأوقات والاستمتاع بالجلوس”.

Image

ويشير الى “لدينا إيجارات وضرائب وندفعها جميعها، اضافة الى فواتير الكهرباء والماء والضمان الاجتماعي، أي كل المستحقات التي كنا ندفعها سابقا، فنحن ندفعها حاليا، فلا توجد اي مراعاة من قبل الحكومة لاصحاب المطاعم، ولا يوجد إعفاء او تخفيف من المستحقات التي ندفعها للدولة”.

وفي تموز (يوليو) الماضي، أعيد فتح مراكز التسوق (المولات) في العاصمة بغداد، مع الالتزام بالاجراءات الوقائية.

Image

يشار الى ان اغلب مطاعم شرقي العاصمة بغداد، وخاصة بالمناطق الشعبية، مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي مع عجز القوات الامنية عن غلقها، اضافة الى المقاهي والزخم البشري في الاسواق الشعبية ومقاهي الشاي البسيطة.

وتعد مطاعم الجادرية والمنصور، ذات مساحات واسعة وكبيرة وغير مغلقة، كونها انشأت داخل حدائق، إضافة الى ان مسافة التباعد بين الطاولات متوفرة.

Image

وتعاني بغداد ايضا من أزمة اخرى في تفشي الفيروس، وهي وسائل النقل العامة (الكوسترات والكيات) حيث تحمل العجلات سعتها الكاملة، واحيانا أكثر من سعتها المحددة دون مراعاة للتباعد الاجتماعي او ترك مسافة بين مقعد واخر، في وقت أقرت اغلب دول جوار العراق قانونا يحدد عجلات النقل العام بحمل نصف سعتها، وترك مقعد فارغ بين كل شخص واخر.

ويستطرد عبد علي “كنا نوفر معاشات لأكثر من 60 عاملا يعينون عوائل، وقد يصلون في اوقات الذروة والمناسبات التي يكون فيها ضغط على العمل ما بين 80  الى 100 عامل، حيث يتقاضى كل واحد 50 الف دينار (40 دولارا) كأجر يومي، والان بات يتقاضى كل عامل بين 15 – 20 ألف دينار (15 دولارا)”، متابعا “هذا الرقم بات غير مجد حتى للعامل، اضافة الى الخلفة (الشيف)، وهؤلاء جميعهم باتوا جالسين في منازلهم دون عمل”.

Image

ويكشف “نحن نساعد العمال في بيوتهم، واقل عامل كان ياخذ ٥٠٠ الى ٦٠٠ الف دينار شهريا (500 دولار)، وكل فترة كنا نرسل لهم مبالغ مالية لإعانتهم خلال توقف العمل”.

ويبين “ناشدنا رئيس الوزراء وخلية الازمة ووزارة الصحة لفتح المطاعم، وقبل فترة عمالي تظاهروا قرب المنطقة الخضراء للمطالبة بالتعيين، وفعلا تعين منهم تقريبا 20 عاملا في الدولة”، متسائلا “أليس من المفترض ان تفتح المشاريع التجارية ليعودوا الى عملهم بدلا من التظاهر”.

Image

ويلفت الى أن “المولات حاليا أعيد فتحها والمساجد والمصانع، فقط المطاعم الكبيرة”، مضيفا “أعطونا ضوابط خلال إعادة الفتح، خاصة وان العالم كله متعايش مع الوباء”.

ويختتم كلامه بالقول إن “الكتب التي أرسلناها الى وزارة الصحة وخلية الازمة ومكتب رئاسة الوزراء والنواب، تضمنت ان مطاعمنا بمساحات كبيرة وغير مغلقة وليست مطاعم صغيرة، وفيما يتعلق بالتباعد فنحن نستطيع ذلك، اضافة الى استطاعتنا تطبيق الاجراءات الوقائية، لا سيما وان الصحة العالمية اعلنت ان الطعام لا ينقل الوباء”.

Image

وفي 9 اذار (مارس) الماضي، تقرر إغلاق جميع قاعات الاحتفالات والمقاهي والمطاعم بما فيها تلك الشعبية، وحظر التجمعات الكبيرة مع فرض إجراءات مشددة على السفر بين المحافظات، للحد من انتشار فيروس كورونا.

وبحسب وزارة الصحة في وقتها، فان قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية الكبيرة ومطاعم الوجبات السريعة شمل أغلب مدن البلاد الرئيسة كبغداد والبصرة والموصل وبابل وكربلاء والأنبار، وفي بغداد فقط جرى إغلاق أكثر من 3 آلاف مطعم.

إقرأ أيضا