“العالم الجديد” تكشف التفاصيل الحقيقية لإعادة الطفلين الإيزيديين من تركيا

أعلن يوم الجمعة الماضي، عن وصول الطفلين (أمير 10 سنوات وأميرة 11 عاما) من تركيا…

كشفت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، عن التفاصيل الحقيقية لإعادة الطفلين الايزيديين “أمير وأميرة” من تركيا الى العراق، مبينة أن عودتهما برفقة رئيس اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني كانت “بمحض الصدفة”، وأن من أكمل الملف هو النائب عن المكون الايزيدي صائب خدر بعد اطلاعه على قصة العثور عليهما في صفحات “العالم الجديد” قبل نحو عامين، وبالتعاون مع السفارة العراقية في أنقرة، ومنظمات أخرى.

وقد أعلن يوم الجمعة الماضي، عن وصول الطفلين (أمير 10 سنوات وأميرة 11 عاما) من تركيا بصحبة الوفد المرافق لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني حيث كان في زيارة الى أنقرة.

وبحسب بيان رئاسة الإقليم ومكتب بارزاني فانهما قدما الشكر “لجهود وعناء كل الذين ساهموا بتقديم العون في هذا الملف، كما يشكران الجهات المعنية في حكومتي إقليم كردستان وتركيا والتي ساعدت في تسيير المعاملات الرسمية وتسريع الإجراءات بحيث أعيد الطفلان إلى إقليم كردستان، اليوم”.

لكن مصدرا مقربا من عائلة أمير وأميرة، كشف في حديث لـ”العالم الجديد” عن حقيقة ما جرى بالقول، إن “موضوع الطفلين الذين اختطفا من قبل تنظيم داعش عام 2014، تبناه النائب عن المكون الايزيدي صائب خدر والسفارة العراقية في أنقرة، فضلا عن التعهد الذي قدمه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي”.

وكان الكاظمي قد وعد عائلة أمير واميرة في 3 اب أغسطس الماضي، أثناء لقائه بزوجة شقيقهما بحل الموضوع خلال شهر واحد.

Image

وبين المصدر “بعد ذلك تم إبلاغ النائب صائب خدر بضرورة الحضور إلى تركيا لغرض استلامهم، ولكن مشاكل صحية جعلته يطلب تأجيل الاستلام إلى 6 أيلول سبتمبر الحالي، إلا ان بارزاني كان قد وصل أنقرة قبل يومين من الموعد المحدد بمحض الصدفة، وكمجاملة له من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم تسليمه الطفلين”.

وكانت “العالم الجديد” أول من نشرت قصة الطفلين في 8 كانون الثاني يناير 2018، كاشفة عن التفاصيل الكاملة لاختفائهما ووصلهما الى تركيا، وعدم تحدثهما اللغة العربية او الكردية، بل لا يتحدثون إلا اللغة التركية، بعد ان تم تهريبهم مع عائلة تركمانية من تلعفر الى تركيا.

وسلطت “العالم الجديد” في وقتها الضوء على وضعهما داخل الاراضي التركية، خاصة بعد ان تم اكتشافهما بالصدفة من قبل السفارة العراقية في أنقرة خلال مراجعة العائلة التي كانوا برفقتها للسفارة.

وفي ذلك الوقت، عثرت عائلة الطفلين عليهما عن طريق السفارة التي أبلغت السلطات التركية، التي بدورها حجزتهما في مركز خاص برعاية الاطفال، ورفضت تسليمهما الى ذويهما إلا بعد إجراء فحص الـDNA.

المصدر أوضح أيضا أن “خدر كان يتابع القضية منذ عامين بعد نشر تقرير “العالم الجديد”، وأنه استطاع خلال الفترة القليلة الماضية حل الموضوع بعد دعم الكاظمي لخطواته وعمل فحص DNA للطفلين وتم إثبات أن الطفلين عراقيان ايزيديان”.

ولفت الى ان “عودتهما مع بارزاني، تم تهويلها إعلاميا، كما أن مكتب إنقاذ المختطفين الايزيديين التابع لرئيس الاقليم لم يتدخل في هذه المسألة سابقا، ولكن صدفة الزيارة خدمت بارزاني إعلاميا حين أحضرهما معه، لتذهب كل الجهود الحقيقية الأخرى التي قام بها الاخرون”، مستدركا “هذا لا يعني أن رئيس الإقليم تعمد ذلك أو أن دوره كان سلبيا في قضية إنقاذ المختطفين الايزيديين، بل على العكس”.

Image

وكانت وسائل إعلام عراقية كردية، قد ذكرت أن “مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لمكتب بارزاني، يعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات على ملف هذين الطفلين، وتمكن بعد جهود حثيثة ومساعدة الخيرين والجهات المعنية في الحكومة التركية من العثور عليهما وإعادتهما إلى إقليم كوردستان، بعد إكمال الإجراءات القانونية”.  

الى ذلك، أشار نائب المجلس المركزي الاستشاري في المانيا دكتور سعيد سيدو، إلى انه “نحن منذ أكثر من سنتين نتابع هذه القضية، ومن اجل ذلك ارسلنا وفدا مرتين الى انقرة وقمنا بتوكيل محام تركي، ودفعنا له أموالا لكي يقوم بتسليم الطفلين لذويهم بشكل قانوني، ولذلك طلب اجراء فحص DNA لهم ولاختهم، وكانت النتيجة مطابقة”.

وأضاف في حديثه لـ”العالم الجديد”، انه “بالرغم من ذلك رفضت المحكمة التركية منحهم لذويهم، لذلك قمنا بإرسال بيانات لوزارة الخارجية والعدل التركية من خلال السفارة التركية في برلين، وبحثنا عن اشخاص مقربين من السلطة لكي ينهوا الامر”.

وأردف قائلا “وصل الامر بنا الى دعوة القنصل التركي في دسلدورف بالمانيا، خلال احياء ذكرى الإبادة الشهر الماضي، وطلبنا منها أمام السياسيين وجميع الحضور الضغط على حكومتها من اجل منح الطفلين لذويهم، وهذا سبب احراجا لها”، منوها الى انه “قبل تسليمهما اتصل بنا السفير التركي في المانيا واخبرنا بان الاطفال احرار وسوف يتم ارسالهم للعراق مع وفد رئيس اقليم كردستان”.

وحول طبيعة شعوره بعد عودة الطفلين، وقطف ثمار هذا الجهد من قبل جهات أخرى، لفت قائلا “نحن لا نقول بان الاخرين سرقوا جهودنا، فربما تكون هناك أكثر من جهة ايزيدية وغير إيزيدية عملت على هذا الموضوع، لكن للتاريخ ولبيان الحقيقة، ما عملناه ليس من اجل ان يقول لنا احد (شكرا)، عملنا هذا الشيء لانه كان واجبا اخلاقيا وانسانيا”.

وتعرضت المناطق الايزيدية في سهل نينوى الى “إبادة” على يد تنظيم داعش في اب اغسطس 2014، وبحسب ارقام نشرتها مكاتب ومنظمات مختصة بمتابعة المف الايزيدي، فقد تم خطف 6417 إيزيديا، فيما لا يزال 2880 منهم في عداد المفقودين.

وقد اعترفت الأمم المتحدة وعدد من دول العالم بمأساة الإيزيديين على اعتبارها “إبادة جماعية” تعرضت لها هذه الأقلية في العراق.

ويحيي العراقيون ولا سيما الإيزيديون ذكرى الثالث من اب اغسطس من كل عام الذكرى المأساوية لمقتل الاف الرجال وخطف عشرات الالاف من النساء والاطفال.

إقرأ أيضا