تفجير سنجار.. تضارب بين الرواية الرسمية والسكان.. فمن المستفيد؟

أثار التفجير قرب مزار شرف الدين شمالي مدينة سنجار، أسئلة كثيرة في ظل التناقض بين…

أثار التفجير قرب مزار شرف الدين شمالي مدينة سنجار، أسئلة كثيرة في ظل التناقض بين الرواية الرسمية وبين الشهود وبعض المواقع الخبرية التابعة لحزب العمال الكردستاني، حول طبيعته والجهة المنفذة له، خاصة وانه جاء بعد اعتقال 4 عناصر من الحشد الايزيدي بتهمة زعزعة الامن في المدينة لمنع عودة النازحين اليها.

وانفجرت مساء أمس الأحد، سيارة قرب مزار شرف الدين شمال مدينة سنجار التابعة لمحافظة نينوى، دون معرفة التفاصيل، وبعد وقت قصير، أصدرت خلية الاعلام الامني بيانا قالت فيه إن طائرة تركية مسيرة استهدفت عجلة تقل 3 عناصر من حزب العمال الكردستاني قرب المزار.

هذه الرواية، سرعان ما تم تفنيدها، إذ بينت مصادر وهي عبارة عن شهود عيان من سكان المنطقة وينتمون الى الديانة الإيزيدية لـ”العالم الجديد”، إن “السيارة لم يتم استهدافها بضربة جوية، بل كانت مفخخة وتم تفجيرها“.

المصادر أشارت الى أن “حزب العمال الكردستاني متهم بتفجير السيارة لمنع عودة النازحين الايزيديين للمنطقة، حتى يتمكن من ممارسة نشاطه بحرية أكبر“.

يشار الى أن سنجار، هي موطن المكون العراقي الايزيدي، وتعرض سكانها الى “إبادة” على يد تنظيم داعش في اب اغسطس 2014، وبحسب ارقام نشرتها مكاتب ومنظمات مختصة بمتابعة الملف الايزيدي، فقد تم خطف 6417 إيزيديا، فيما لا يزال 2880 منهم في عداد المفقودين.

وقد اعترفت الأمم المتحدة وعدد من دول العالم بمأساة الإيزيديين على اعتبارها “إبادة جماعية” تعرضت لها هذه الأقلية في العراق.

ومؤخرا بدأت بعض العائلات النازحة الى العودة لسنجار في ظل انعدام الخدمات وعدم إعادة اعمار المدينة المنكوبة، وما زال الآلاف منهم في مخيمات النزوح باقليم كردستان.

حزب العمال الكردستاني من جانبه، وعبر موقع “روج نيوز” التابع له، بين في خبر نقل عن “وحدات مقاومة شنكال” وهي قوة إيزيدية تنشط في شمالي سنجار، ان الانفجار الذي حدث قرب مزار شرف دين في ناحية سنوني، لم تعرف طبيعته أو الجهة التي قامت بالتفجير، وان ما تتناوله وسائل اعلام حول استهداف السيارة بطائرة مسيرة، عار عن الصحة.

وبين في خبره أن الانفجار حصل داخل منطقة تسيطر عليها قوات الديمقراطي الكردستاني.

وهناك أكثر من قوة إيزيدية في سنجار، فالجزء الشمالي الذي تحت سيطرة قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني فيه قوة إيزيدية عاملة ونشطة، تختلف عن القوة المندمجة مع الحشد الشعبي الذي يسيطر على الجزء الجنوبي من سنجار.

ويفتح اختلاف الروايات المتعددة الكثير من الاسئلة، إذ لغاية الان لم يعلن عن سقوط ضحايا في التفجير، سواء من حزب العمال الكردستاني او من المدنيين، وجاء بعد حادثة اعتقال 4 عناصر من الحشد الايزيدي بتهمة زعزعة الامن في سنجار.

ففي 6 أيلول سبتمبر الجاري، تم اغتيال شابين اثنين من قبيلة شمر العربية في قضاء سنجار، وعلى إثرها تم اعتقال العناصر الاربعة المنتمين للحشد الايزيدي، بعد ثبوت التحقيقات تورطهم بالجريمة.

وبحسب مصادر إيزيدية فان “المعتقلين الاربعة كان هدفهم زعزعة الامن لمنع عودة النازحين“.

الان، يثير هذا التفجير هذا السؤال مجددا، هل سنجار آمنة؟ ومن يقف خلف زعزعة الامن فيها؟ وأي جهة هي المستفيدة من عدم عودة أهلها؟، خاصة وان الاتهام توجه الى تركيا بشكل رسمي، في ظل تأكديات بان السيارة كانت مفخخة ولم تستهدف جويا.

إقرأ أيضا