أرباح مهولة.. تعرف على أسعار مشاريع تعبيد الطرق في البصرة

أرقام مهولة مقابل خدمات بسيطة جدا، هذا ما يجري في مشاريع تعبيد الطرق بمحافظة البصرة،…

أرقام مهولة مقابل خدمات بسيطة جدا، هذا ما يجري في مشاريع تعبيد الطرق بمحافظة البصرة، فقد بلغت تكلفة الكيلو متر الواحد من تعبيد الطرق الخارجية على الورق، مليار دينار (نحو 830 ألف دولار) فيما بلغت كلفته على الأرض في أفضل الأحوال 150 مليون دينار فقط (نحو 125 ألف دولار)، أي بنسبة أرباح تقدر بـ85 بالمئة.

في قضاءي أبي الخصيب والفاو بمحافظة البصرة، تحولت الطرق الداخلية والخارجية الى “طرق للموت” بسبب التخسفات وعدم الصيانة وإهمالها حتى وصلت مرحلة شبه مدمرة فيها.

قائممقام قضاء أبي الخصيب اسماعيل يوسف، يقول في حديثه لـ”العالم الجديد”، ان “الطريق السياحي داخل أبو الخصيب بطول 12 كلم فقط، هو طريق متعرج حيث يمتد من منطقة نهر خوز الى الحدود البلدية للقضاء بالقرب من جسر السراج”.

ويبين أن “مشروع الطريق يعد من المشاريع المشتركة وتنفذه شركتا ابابيل والغيث المضيء”، مضيفا ان “الطريق كان عبارة عن اتجاه واحد، والان العمل جار لاكمال الاتجاه الثاني”.

ويوضح أن “الكلفة المالية للمشروع تبلغ 39 مليار دينار، حيث يشمل المشروع انشاء مجاري أمطار وكهرباء وبنى تحتية للبلدية”، مشيرا الى ان “العمل في المشروع وصل الى مراحل متقدمة”.

يشار الى أن كلفة الكليومتر الواحد، في طريق ابي الخصيب تصل الى 3 مليار و250 الف دينار (نحو مليونين و750 الف دولار)، وهذا ما يعد مرتفعا جدا، خاصة وان العراق طرح في عام 2018 الطرق الدولية للاستثمار بتكلفة 3 ملايين دولار امريكي للكيلومتر الواحد.

الى ذلك، كشف قائممقام قضاء الفاو وليد الشريفي في حديثه لـ”العالم الجديد”، ان “طريق الفاو الذي يبلغ طوله 90 كلم تمت احالة مقطع منه بطول 25 كلم لاحدى الشركات في العام 2012 وتلكأت بالعمل وتوقف المشروع في العام 2014 بسبب قرار من مجلس الوزراء نتيجة الازمة المالية التي ضربت البلاد”.

ويضيف ان “الشركة عاودت العمل في المشروع خلال العام الماضي”، موضحا ان “الكلفة التي تمت احالة المشروع فيها للعمل تبلغ 25 مليار دينار، اي بمعدل مليار دينار لكل 1 كلم”.

ويشير الى أن “الطريق يشهد أسبوعيا وقوع حوادث سير يذهب ضحيتها العديد من المواطنين”، متابعا أن “الشركة المنفذة للعمل في المقطع الأول منه تقدمت بطلب لاكمال المتبقي منه، والبالغ 65 كلم، على حسابها الخاص لحين توفر السيولة المالية في البلاد خلال السنوات الثلاث”.

ويستطرد أن “الكلفة المالية التي احتسبتها الشركة لطول الطريق المتبقي تصل الى 65 مليار دينار، أي أن الكلفة المالية للطريق بكامل طوله الـ(90كلم) ستبلغ 90 مليار دينار”.

وتعمد أغلب الشركات العاملة في العراق، الى تعبيد الطرق بمادة الاسفلت فقط، دون المساس بأساسه المبني منذ عشرات السنين، ودون انشاء خدمات اخرى، ما يحصر العمل بمادة الاسفلت والاليات فقط.

في هذا الصدد، يوضح صاحب شركة مختصة بالطرق والجسور رفض الكشف عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عملية بناء الطرق لا تكلف كثيرا، وهي تجني أرباحا كبيرة للعاملين فيها”.

ويقول، إن “أجود انواع الطرق الداخلية تكلف من 20 الى 70 الف دينار للمتر الواحد، والخارجية تصل الى 150 الف دينار للمتر الواحد (150 مليون دينار لكل كلم)”، لافتا الى ان “هناك فائض ارباح يصل للمليارات من الدنانير لدى الشركات العاملة بهذه المشاريع”.

يذكر ان “شبهات الفساد” بملف الطرق والجسور في البصرة قائمة منذ سنوات، فقد كشف رئيس لجنة الرقابة المالية بمجلس محافظة البصرة المنحل احمد السليطي في كانون الثاني فبراير 2018، عن وجود عمليات فساد تقدر بـ 50 مليار دينار بإنشاء جسرين على الطريق الدولي للمدينة الرياضية وخلل كبير في نصب الجسور بغير أماكنها.

وقال السليطي في وقتها إن المدينة الرياضية انشئ لها طريق دولي سريع ينتهي من المفترض بجسر يربط الطريق السريع، وان وزارة الشاب والرياضة انشأت أيضا جسرا من دون علم بلدية البصرة واحالته لمقاول بـ30 مليار دينار وانشئ بغير محله على بعد 150 مترا عن الطريق السريع، وبدلا من ان تقوم الوزارة بمحاسبة المقاول عن الخطا في موقع الجسر أحالت اليه مناقصة إنشاء جسر اخر بكلفة 20 مليار دينار يربط الجسر بالطريق السريع لتصحيح الخطا.

إقرأ أيضا