الموصل تصافح البصرة.. هل يرى “الفاو” و”القناة الجافة” النور؟

نبأ البدء بأعمال مد سكة حديد بين العراق وتركيا عبر محافظة نينوى (465 كلم شمال…

نبأ البدء بأعمال مد سكة حديد بين العراق وتركيا عبر محافظة نينوى (465 كلم شمال العاصمة بغداد)، جاء محملا بالكثير من الأسئلة حول علاقته بافتتاح منفذ حدودي جديد بين البلدين لا يمر باقليم كردستان العراق، وبمشروع القناة الجافة التي تربط شرق آسيا وأوروبا والمرتبط باكمال ميناء الفاو الكبير الذي يعاني من تلكؤ غير اعتيادي من قبل الحكومة العراقية في ظل تنافس اقليمي على تعويضه، في حين تحدث خبراء لـ”العالم الجديد” عن الجدوى الاقتصادية الفائقة لهذا الخط، كونه سيعود بالنفع على البلاد.

ويقول الخبير الاقتصادي باسم انطون في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الفكرة ليست جديدة، وأن هذا المشروع سيختصر الكثير، لأنه سيكون عبارة عن طرق سريعة وحديثة تحتوي خدمات، وسيتحول الى عامل مساعد لاكمال مشروع القناة الجافة عبر ميناء الفاو”.

وكان محافظ نينوى نجم الجبوري، أعلن في 20 أيلول سبتمبر الجاري، أن الملاكات الهندسية والفنية المختصة وبالتعاون مع شركات إعمار هندسية تركية، ستبدأ خلال أيام بمد خط حديث للسكة الحديد يربط بين مدينة الموصل وتركيا، مؤكدا أن المشروع هو الأول من نوعه في مدينة الموصل.

وفي تموز يوليو 2019، أعلن وزير النقل السابق، عبد الله لعيبي، عزم بغداد ربط البلاد بسكك حديد مع تركيا، مبيناً أن “كل عملية ربط بين دول تخضع لمعيارين، الأول هو الجدوى الاقتصادية، والثاني الاعتبارات السياسية”.

ويوضح انطون أن “المقترح يتضمن إنشاء 3 طرق سريعة تربط تركيا بالموصل، غربي نهر دجلة، وهذه الطرق ستكون سريعة (Highway)، وستضم خدمات ومطاعم واستراحات، وجدواها الاقتصادية للعراق ستكون كبيرة جدا، وستخدمه بدخول وخروج البضائع، وإيصالها الى تركيا ومنها الى اوروبا”.

ويلفت الى أن “هذه الطرق ستكون بيد الحكومة المركزية لضبط الإيرادات”، متابعا ان “هذه المشاريع هي خطط أمدها 50 عاما، وتندرج ضمن التنمية المستدامة، ولا يمكن ان تقاس بالوضع الحالي، فالعراق الان يتجه الى ان يكون مركزا منافسا، في مجال الطاقة والتجارة، عبر زيادة انتاجه من الغاز، واكتمال ميناء الفاو، مع هذه الشبكة من الطرق”.

وحول إمكانية ربط الموصل بتركيا، يؤكد مصدر مطلع، لـ”العالم الجديد”، أن “الموصل لا ترتبط حاليا بأي حدود مباشرة مع تركيا، لكن يوجد منفذ مباشر، يندرج ضمن المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، ومن المفترض ان يحسم أمره قريبا”.

وبشأن جدوى تلك الطرق الرابطة بين العراق وتركيا عبر محافظة نينوى، يقول وزير التخطيط السابق نوري الدليمي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “شبكة السكك الحديد نافعة جدا للعراق، فهو سيحتاج الى خطوط من هذا النوع عند تشغيل ميناء الفاو الكبير، ومن دونها لن تكون هناك فائدة للميناء”.

ويبين الدليمي أن “هذه الخطوط، لن تعظم الموارد الاقتصادية فقط، بل ستعطي العراق أهمية جيوسياسية، وأن السكك الحديد هي مكملة لميناء الفاو، إذ أن البضائع ستمر من خلالها الى سوريا وميناء العقبة وتركيا ومنها الى اوروبا”، لافتا الى أن “هذه المشاريع يجب أن تكون قصة عراقية، لاسيما وأنها ستنقل البلد من حال الى حال”.

ويرجح أن يتم إنشاء 3 طرق سريعة دولية بين الموصل وتركيا، من بينها خط سكك للحديد “عبر طريقة الاستثمار، إذ يجب أن تكون تلك الطرق بجودة عالية، لأنها ستكون ممرا لمليوني حاوية من البضائع سنويا”.

ويأتي هذا الربط في وقت تحاول كل من إيران والكويت ربط خطوط سكك حديد مع محافظة البصرة للاستفادة من موقع العراق المهم على مستوى التجارة الدولية، ولتكون بديلا عن ميناء الفاو من خلال استقبال البواخر والسفن التجارية في موانئ الدولتين، فيما يتحول العراق الى مستقبل للبضائع فقط وممر بري لها فقط، في وقت سيتيح ميناء الفاو الفرصة للعراق ان يكون المستقبل للسفن والبضائع مباشرة، ويتحول الى قوة اقتصادية كبرى في المنطقة.

وبحسب تقرير مفصل نشرته “العالم الجديد” في 25 تموز يوليو الماضي، فان ميناء الفاو سيكون نقطة الربط بين شرق اسيا وبين اوروبا، وسيحول العراق الى ممر للبضائع، تبدأ من ميناء الفاو وتمر بريا عبر خطوط حديثة الى تركيا ومنها الى اوروبا، ما يختصر الفترة الزمنية لنقل البضائع الى ساعات، بدلا من 20 يوما تقريبا عبر قناة السويس، وهي الممر الحالي الرابط بين شرق اسيا وأوروبا.

ويعاني العراق حاليا من تهالك شبكة الطرق السريعة فيه، بسبب تقادمها بعد مرور عشرات السنين عليها دون صيانة او تحديث، بسبب التدمير والإهمال جراء الحروب المتعاقبة والحصار على مدى عقود، ما يزيد الاعتماد على شاحنات نقل البضائع بصورة كبيرة ومستمرة حتى بعد افتتاح ميناء الفاو الكبير.

ويسعى العراق الى طرح مشاريع الطرق الى الاستثمار الدولي، وهذا ما قدمه خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في دولة الكويت عام 2018، لكن لغاية الان لم تتضح أي بوادر بهذا الشأن.

لقراءة التقرير السابق اضغط: 

ميناء الفاو الكبير.. المخاطر والفرص (فيديو)

اقرأ ايضا: 

هل تطلق زيارة الكاظمي لطهران رصاصة الرحمة على ميناء الفاو الكبير؟

إقرأ أيضا