“العالم الجديد” تستذكر ضحايا انتفاضة تشرين عبر شهادات المقربين منهم

تستذكر “العالم الجديد” في ثالث تقريرها حول ملف انتفاضة تشرين الاول أكتوبر 2019، أبرز ضحايا…

تستذكر “العالم الجديد” في ثالث تقريرها حول ملف انتفاضة تشرين الاول أكتوبر 2019، أبرز ضحايا الانتفاضة، التي شهدت مقتل نحو 600 متظاهر وإصابة 26 ألفا آخرين، فضلا عن اعتقال وتغييب المئات، سواء من قبل الاجهزة الامنية او من جهات أخرى تعمل خارج سياق الدولة.

خلال عام، لم تتوقف عمليات القتل للمتظاهرين، إذ بدأت باستخدام الرصاص الحي خلال ذروة التظاهرات، ووصلت الى عمليات الاغتيال بعد تفشي جائحة كورونا وانسحاب اغلب المتظاهرين من ساحات الاعتصام.

وتواصلت “العالم الجديد” مع ذوي 4 ناشطين دفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم، لتوثيق شهادات ومواقف حية حول ما جرى خلال عام، إذ يقول الناشط منتظر بخيت أحد أقارب الاعلامي أحمد عبدالصمد الذي تم اغتياله في البصرة بتاريخ 10 كانون الثاني يناير الماضي، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الثورة حققت نتائج ايجابية بعد مرور عام كامل عليها، حيث أن أبرز النتائج التي استطاعت تحقيقها، هي الاطاحة بحكومة عادل عبدالمهدي واغلاق المقار الحزبية، رغم القتل والوحشية التي استمرت بها السلطة، فضلا عن أن أبرز مكسب حققته الثورة هو كسر حاجز الخوف لدى الاغلبية من المواطنين للمطالبة بحقوقهم“.

ويضيف بخيت “خلال العام الذي مضى علينا في ثورة تشرين، تم قتل وخطف الكثير من الأحبة الذي ساروا معنا على نفس النهج الثوري، ولا سيما احمد عبد الصمد والمصور الخاص صفاء غالي، الذين تم اغتيالهما بالقرب من قيادة الشرطة في البصرة، ولا توجد نتائج تحقيقة بشأن اغتيالهم“.

ويبين “عند استذكار لحظات اغتيال الشهيد احمد تخنقنا العبرة عليه، فقد كان صوتا صادحا بوجه الفاسدين من الميلشيات والاحزاب”، متابعا “قبل اغتيال احمد تلقينا تهديدات مباشرة بالتصفية، وقد أبلغنا عناصر الأجهزة الأمنية بضرورة الاختفاء لانه ربما ستتم تصفيتنا في أي لحظة، وقد نصحت احمد بمغادرة البصرة معي، لكنه رفض، وبعد ١٠ ايام تم اغتياله“.

ويستطرد “نتوقع في العام الثاني من الثورة دخول العديد من الفصائل الي ساحات الثورة بلباس خفي، ونتمنى على الدولة منعهم والفرز بين المتظاهر الحقيقي ومتظاهر اللادولة الذي يسعى للخراب“.

أما المحامي علي جاسب، فبعد أيام سيكتمل عام على اختطافه، تاركا اطفاله ومولوده الذي أبصر النور قبل ايام من اختطافه فقط، بل أنهك غيابه والده المسن، الذي لم يترك جهة رسمية إلا ووصلها للمطالبة بإعادة نجله اليه، لكن دون جدوى.

في الثامن من تشرين الاول اكتوبر، صفت عجلة دفع رباعي قرب جاسب، وترجلت منها مجموعة مسلحة مجهولة، ووضعته فيها واقتادته الى جهة مجهولة، وذلك في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان.

اختطاف جاسب، جاء بعد تبنيه الدفاع عن المتظاهرين المعتقلين ومساندتهم، لكن مصيره المجهول يفتح جملة اسئلة عن الجهات التي تغيب الناشطين أمام عجز الدولة.

والد المحامي، الحاج جاسب الهليجي يقول في حديث لـ”العالم الجديد” إن “علي تم استدراجه عن طريق اتصال هاتفي، وعند إقامة الشكوى امام محاكم التحقيق المختصة، قمنا بتحديد الرقم الذي استدرجه، وبعد بحث مستمر تم تحديد عائدية الرقم الى مسؤول حركة انصار الله الاوفياء بالمحافظة المدعو (حيدر الغراوي)“.

ويتابع الهليجي “أثناء مرحلة التحقيق تم رصد فتح جهاز ولدي علي، وعند تحديد اشارة فتح الاتصال، اتضح ان المكان يعود لاحد عناصر المليشيات في المحافظة”، مضيفا ان “الدعوى التحقيقية وصلت الى طريق مسدود في ميسان، لانها اصطدمت بالمليشيات فيها، بعد كشف الجهة الخاطفة“.

ويلفت الى انه “قمنا بنقل الدعوى الى بغداد لغرض تحريكها لكن دون جدوى، حيث تم نقلها ولكن لم نلمس اي حركة، وقد قابلت رئيس الوزراء في زيارته الاخيرة الى ميسان، وقال لي بأن ولدي هو ولده، ووعدني بكشف ملابسات اختطافه واعتقال الخاطفين، وقد مضى اكثر من اسبوعين على اللقاء معه دون اي معلومة تذكر او حركة امنية“.

ويناشد وسائل الاعلام بـ”ايصال مظلوميتي الى الجميع والمطالبة بكشف ملابسات اختطاف ولدي“.

أما الناشط ثائر الطيب فقد قتل بواسطة عبوة ناسفة، في محافظة الديوانية، خلال عملية أحدثت صدمة في ساحات الاعتصام بشهر كانون الاول ديسمبر 2019.

تشييع الطيب كان بحد ذاته حدثا بارزا، فقد سار برفقة نعشه الآلاف من المتظاهرين، ليدون مواقفه في ساحات الاعتصام ويترك أثرا لن تمحيه العبوة الناسفة التي أفقدته حياته.

ويقول محمد الشمري، وهو احد الاصدقاء المقربين من الطيب، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الاجراءات التحقيقية بعملية اغتيال ثائرالطيب هي روتينية ويغلب عليها التأثير السياسي، وبعيدة عن التحقيقايت الحقيقية، بحسب كلام والده وشقيقه“.

ويضيف انه “بعد عملية الاغتيال التي جرت في 15 كانون الاول يناير الماضي، قالت قيادة الشرطة انها شكلت لجنة تحقيقية، لكن اللجنة سحبت صلاحياتها وأشرف قائد الشرطة على التحقيق في القضية، لكن الموضوع ايضا لم يثمر عن أي نتائج“.

ويوضح أن “الطيب الذي عرف بموافقه الوطنية وحملاته الانسانية، تعرض الى انفجار عبوة ناسفة، في عجلة صديقه التي كان يقودها اثناء عودتهم من بغداد الى الديوانية، وبقي في المستشفى لغاية يوم 24 كانون الاول، حيث توفي متأثرا بإصابته”، مبينا ان “صديق ثائر الذي كان برفقته في العجلة، تعرض لاصابات طفيفة وغادر المستشفى بعد ساعة من دخوله اليها“.

والختام مع مجزرة جسر الزيتون في الناصرية مركز محافظة ذي قار، التي حدثت في اواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد تكليف الفريق الركن جميل الشمري بفرض الامن في المحافظة حيث أقدم المتظاهرون على إحراق مقار الاحزاب وغلق طرق وجسور الناصرية بالكامل، في خطوة تصعيدية ردا على القمع الذي واجهوه من القوات الامنية.

إذ عاشت الناصرية ليلتين داميتين من 28 – 30 من تشرين الثاني، سقط فيها 32 قتيلا و220 جريحا، بعد إعطاء أوامر باطلاق النار على المتظاهرين، وهذا ما اتهم به الشمري.

الناشط المدني حسن حليم، والمقرب من الناشط عمر سعدون الذي قتل في هذه المجزرة، يقول لـ”العالم الجديد” إن “عمر سعدون كان شابا مناهضا للأحزاب الفاسدة التي حكمت البلاد منذ سنوات“.

ويتابع “مع دخول الثورة عامها الثاني، لا زلنا ننتظر ان يتم اعتقال المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء وتقديمهم لمحاكمة عادلة“.

إقرأ أيضا