كورونا تطيح بالعلاقات الزوجية وترفع نسبة الطلاق في الموصل

ما إن اقتحم فيروس كورونا حياتنا وأطاح بها في ردهات المستشفيات وغرف العزل المنزلي حتى…

ما إن اقتحم فيروس كورونا حياتنا وأطاح بها في ردهات المستشفيات وغرف العزل المنزلي حتى وصل الحال لتفتيت الروابط الأسرية والعلاقات الزوجية وبات التأقلم داخل منزل واحد أقرب للمستحيل قبل أن تعصف جائحة كورونا بعائلات الموصل في المحاكم.

ميادة أحمد، وبعد سنة واحدة فقط في عش الزوجية تدحرج بها من الحجر المنزلي وصالات المستشفيات إلى قاعة المحكمة.

وتقول ميادة في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فيروس كورونا حل وحلت معه جميع المآسي التي غيرت حياتنا نحو الأسوأ”. مضيفة أن ” توقعاتي بدخول حياة أسرية جديدة لم تمضي طويلاً تحت حقبة كورونا وجعلت من حياتي جحيماً، وجعلت من زوجي حبيس المنزل بعد الاستغناء عنه في عمله ، قبل أن ينتهي بنا المطاف في المحاكم”.

فاتن علي، ضحية اخرى من ضحايا كورونا اذ تقول في حديثها لـ”العالم الجديد”: “منذ تفشي جائحة كورونا وفرض حظر التجوال والحجر المنزلي زادت حالات العنف الأسري؛ ويرجع هذا التزايد إلى أسباب عديدة منها التوترات والخوف من الإصابة بالمرض، وهذا ينعكس بالتأكيد بصورة سلبية على تصرفات الاشخاص تجاه الآخرين مثل الآباء والأمهات وتجاه الزوجات والأطفال”. مضيفة وهذا بالفعل ما تجسد معي أسرياً؛ وانتهى بنا المطاف بنهاية العلاقة الزوجية”.

ذوو الدخل المحدود الأكثر عرضة لعمليات التفتيت الأسري خلال فترة تفشي جائحة كورونا، وانتقلت المخاوف بشكل أكبر إلى عائلات اخرى في ظل استمرار الفيروس.

الناشطة بمجال حقوق المرأة سميرة محمد، ترى أن “الوضع الاستثنائي لحظر التجوال وبقاء الرجال بمنازلهم وتركهم للعمل او توقف اعمالهم بسبب ازمة كورونا كان له تأثيراً سلبياً؛ وسبب زيادة في حالات العنف الاسري التي دفعت في معظمها الى حدوث حالات الطلاق او حتى التعنيف من قبل الزوج او قتل لزوجته”.

وأضافت لـ”العالم الجديد” أن الحالة النفسية الي مرت على الجميع بهذه الفترة والقلق من مخاطر الفيروس من جهة ومخاطر المنع من جهة ثانية على توفير مصدر الرزق خصوصاً للعوائل الي مصدر رزقها يومي ودخل شهري محدود ادى الى هذه الظواهر السلبية الي انتشرت بالاونة الاخيرة في الموصل وزادت بنتيجتها حالات الطلاق ونشوب الخلافات العائلية”.

محمد الخالدي، الناشط ضمن منظمات المجتمع المدني يقول إن “تأثير كورونا على الوضع الاقتصادي فلا يخفى على الجميع مدى التأثير وتوقف الكثير من الاعمال التجارية والاقتصادية وشلت الحركة خصوصاً في ايام المنع التام التي فرضت من قبل خلية الازمة لتفادي انتشار المرض خلف الكثير من العاطلين عن العمل الذين كان مصدر قوتهم يومي مثل الكسبة والعمال وتوقفت الكثير من المشاريع”.

وأردف في حديث لـ”العالم الجديد” قائلا “من خلال عملي في جمعية الأمل العراقية في قضاء تلكيف كان احد البرامج القائمين عليها هو فتح مشاريع صغيرة للمشتركين في البرنامج وصادف ذلك مع بداية انتشار فايروس كورونا مما ادى الى توقف البرنامج لفترة لعدم امكانية فتح اي مشروع في ظل تلك الظروف لكن بالمقابل كان هنالك بعض الاعمال والمشاريع التي استغلت هذه الفترة لتبرز ومنها المشاريع الزراعية التي تم الاعتماد على منتوجها لتغطية متطلبات السوق المحلي دون الاعتماد على الاستيراد الخارجي بسبب قطع الطرق فكان لهذا الظرف دور في انعاش هذه القطاعات اقتصادياً.. لكن لو تم قياس اثار الفايروس بشكل عام على الوضع الاقتصادي ككل فهو صعب واثر تأثيراً سلبياً على كثير من القطاعات والحق خسائر كبيرة وخلف الكثير من العاطلين عن العمل الذين لا يملكون حتى قوت يومهم”.

إقرأ أيضا