بالصور: تخريب جسر الحب بالبصرة يثير جدلا فكريا داخل المجتمع

  تزاحمت أقفال صغيرة ملونة على مشبك معدني وضع على سور جسر حديدي منهك وسط…

 

تزاحمت أقفال صغيرة ملونة على مشبك معدني وضع على سور جسر حديدي منهك وسط البصرة يربط ما بين كورنيش المدينة القديمة بكورنيشها الجديد، في خطوة نادرة للخروج على نمط العيش التقليدي المحافظ في المدينة النفطية والتي تعاني من ازمة امنية وخدماتية مستمرة.

 

وخلال الأسبوع الماضي، وفي اليوم الأول لعيد الأضحى، وهو عيد ديني بمناسبة انتهاء الحج يحتفل به عامة المسلمين، وضعت أول أقفال العشاق، من قبل مجموعة من الشبان المغامرين، ليُقبل عدد كبير من البصريين على تجربة حظهم في تعليق قفل معدني وكتابة امنية او اسم العاشقين، ورمي مفتاح القفل في مجرى شط العشار القادم من شط العرب الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة.

 

photo.php

 

سرعان ما وجدت هذه الفكرة مؤيدين لها داخل البصرة، إذ توافد العشاق والمحبون والحالمون بحياة أفضل مع ثاني ايام العيد على ذلك الجسر، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من المحافظين فيما يبدو، ما تسبب بتسجيل أول الاعتداءات على تلك الاقفال العاشقة في آخر أيام عطلة العيد الطويلة، عبر قيام مجهولين بمحاولة نزع المشبك المعدني الذي تملؤه الأقفال الملونة، والذي كانت بلدية البصرة قد قامت بتزيينه ببوابة متواضعة تزينت باعلام عراقية، تعبيراً عن الموافقة على تنفيذ الفكرة.

 

ويقول محمد مظلوم، أحد أبرز القائمين على تنفيذ الفكرة لـ”العالم الجديد”، إن “الهدف هو كسر حزن الارهاب، والابتعاد قليلاً عن السوداوية، ونحن لا نكره أحدا، بل نبث السلام والمحبة للاخرين”، مؤكدا أن “جوهر فكرتنا نبذ الكراهية والحقد”.

 

ويتابع مظلوم، وهو ناشط مدني، “من يعتقد أن جسر العشاق هو من أجل الشباب وعشيقاتهم، مخطئ، فالفكرة اوسع من ذلك”، مشيرا الى أن “الكثيرين ممن علقوا أقفالاً كانت أمنياتهم من أجل البصرة والعراق وحب الأم والأهل والاصدقاء”.

 

وتمايزت الأمنيات الصغيرة التي كتبت على الأقفال، فسيدة كتبت على قفلها “يا رب بيت مُلك وشغل (عمل) حلال وعيشة (حياة) سعيدة مع زوجي واطفالي”، فيما كتب آخر “الله يخلصنا من داعش”.

 

جسر الحب

 

واستلهمت الفكرة، من جسر الحب في العاصمة الفرنسية باريس، غير ان معترضين على الخطوة ابدوا استياءهم منها، ودعوا الى ازالة تلك الاقفال ومنع الناس من تقليد “الغربيين”، لكن اعداد المتحمسين للفكرة آخذة بالتزايد.

 

ويشير مظلوم الى ان “البعض يظن اننا نرقص على جراح الاخرين، لقد قمنا بوضع اقفال للشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل حياتنا، ولولاهم لما استطعنا ان نعبر عن حبنا للاخرين بهذه الفكرة”.

 

بينما يعرب ابو عباس المياحي عن رفضه للفكرة، التي يصفها بـ”الاسرائيلية” في حديثه لـ”العالم الجديد”، باعتبارها “بدعة مريبة هدفها الاختلاط بين الجنسين، ووقوع تصرفات ومحرمات مخلة بالشرف في مكان مشبوه”.

 

وطالب المياحي من اسماهم بـ”اهل الغيرة والحمية” من “رجال الدين وطلبة الحوزة العلمية وخطباء الجمعة والمسؤولين والتربويين الى التصدي للظاهرة”، داعيا الى “التمسك بالعادات والحفاظ على الدين والابتعاد عن الخرافات والترهات”، وزاد ان “هذه الفكرة معمول بها في فرنسا على جسر اعد خصيصا للمنحرفين”.

 

محاولة تخريب الجسر

 

هذه الرؤية لم ترق لكثيرين، ومن بينهم عبد الخالق المنصوري، الذي يرد في حديث لـ”العالم الجديد”، بالقول ان “من يروج لقضية استيراد هذه الفكرة من باريس فهو متخلف وثرثار، لأن العراق تشكل بأمر من المندوب السامي البريطاني”.

 

من جانبه، يدعم ابو منتظر الغزي فكرة جسر الحب قائلا إن “هولاء متخلفون، فهم يريدون القضاء على اية فكرة جميلة، إذ أن كل ما لدينا الآن هو مستورد من اوروبا والصين، الملابس والسيارات والاسلحة والبيتزا والجينز وغيرها”، مستنكرا بالقول “هل سنجد أنفسنا بحاجة الى استفتاء ديني من اجل شرعية الجسر؟”.

 

 

 

 

 

إقرأ أيضا