“ابو درع” مستعد لاقتحامها.. ساحة الحبوبي تُنهي قصتها الليلة ومعتصموها ينتهجون تكتيكا جديدا

ساعات معدودة تفصل ساحة الحبوبي في الناصرية عن نهايتها، فإما الاقتحام والصدامات التي تؤدي الى…

ساعات معدودة تفصل ساحة الحبوبي في الناصرية عن نهايتها، فإما الاقتحام والصدامات التي تؤدي الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح أو انسحاب المعتصمين بسلام ورفع خيامهم.

فقد كشف مصدر مطلع في حديث لـ”العالم الجديد” إن “عناصر من التيار الصدري منحوا المتظاهرين مهلة لرفع الخيام من ساحة الحبوبي بشكل نهائي وإعادة فتحها أمام المواطنين”.

وأضاف المصدر، أن “المهلة بدأت يوم أمس وتنتهي اليوم الساعة الـ12 ليلا”، مؤكدا أن “قيادات التيار توعدت الذي يمانعون رفع الخيم من الساحة بالحساب العسير”.

وتابع ان “القوات الأمنية على اطلاع كامل بخطط الطرفين”، مؤكدا أن “الأجهزة الأمنية تخشى من تعنت الطرفين، وحدوث صدامات جديدة بينهما كالتي وقعت قبل ايام وراح ضحيتها أكثر من 80 شخصا بين قتيل وجريح”.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت يوم امس، عن ابرز توصيات لجنة الطوارئ المشكلة من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لإدارة محافظة ذي قار، وفيها دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لسحب عناصر سرايا السلام من الناصرية، إضافة الى رفع خيام المعتصمين.

من جانبه، كشف مصدر في سرايا السلام التابعة للتيار الصدري لـ”العالم الجديد”، أن “قوات من سرايا السلام وصلت الى ذي قار من محافظات عدة، وذلك بناء على طلب قوات السرايا في الناصرية”.

واوضح أن “قوات سرايا السلام في الناصرية طلبت إرسال تعزيزات لاقتحام ساحة الحبوبي، في حال عدم رفع المعتصمين لخيامهم”، مبينا أن “سرايا الناصرية تحاول ان تكون بعيدة عن الاقتحام، لكي لا تصطدم مع ابناء المدينة”.

وتابع ان “القوات قد وصلت منذ يومين للناصرية، وهي من بغداد بقيادة أبو درع، ومن النجف وكربلاء والكوفة، وجميعها مستعدة لتنفيذ مخطط الاقتحام في الساعة الـ12 ليلة اليوم في حال عدم استجابة المعتصمين للمهلة”.

وبهذا الوقت، صدر بيان يمثل مجموعة من خيام ساحة الحبوبي، مركز التظاهر في الناصرية، وجاء فيه “بالنظر للظروف التي تمر بها مدينة الناصرية والاحتقان الذي يهدد السلم الأهلي، ولاننا كشباب متظاهر مطالب بالحقوق المشروعة التي من شأنها ان تخط قانون حياة للأجيال القادمة، كي تعيش بسلام وأمن ورفاهية أسوة بدول العالم المتقدمة، فكان شعارنا باليوم الاول نريد وطن نعيش فيه بكرامة لا ان تكون لنا قبور شاخصة ونموت جماعات على ايدي المجرمين ولنا بحادث الزيتون درس بليغ”.

وتضمن ايضا “فلم ننس في يوم من الايام ضحكة عمر سعدون ولا كرم اندوزي ولا غيرة عباس، ولن ننسى في يوم الوجوه الباسمة التي ارتقت لربها شهيدا (شهداء)، ولاننا ايضا لا نريد ان نزيد عليهم بسمة مفقودة او كرما مبدد فارتأينا كثوار معتصم وثائر ومطالب بالحقوق ان نحفظ حياة الاخرين ولاننا ايضا كثوار نؤمن ان ثورتنا فكرة ستضل خالدة وستكون مشعل للأجيال القادمة، قررنا نحن كمجموعة من اصحاب الخيام ان نرفع خيامنا ونعلق الاعتصام الى شعار اخر وستكون لنا مسيرات احتجاجية اسبوعية للتذكير بمطالبنا المشروعة التي لم تتحق بعد وكان هذا القرار من باب الحرص المفرط على ارواح شبابنا”.

وفي 27 تشرين الثاني نوفمبر، تم تكليف اللواء عودة سالم عبود، بمهام قائد شرطة ذي قار، خلفا للمقال العميد حازم الوائلي، وبهذا الصدد، يقول مصدر امني لـ”العالم الجديد” أن “تعيين قائد الشرطة الجديد اللواء عودة سالم عبود، جرى من قبل الكاظمي وبضغط من الصدر”.

وبين أن “قائد الشرطة الجديد يسعى حاليا لفض الاعتصام في ساحة الحبوبي، وفق مخطط اوامر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وفقا لاتفاق مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القاضي بإنهاء كافة ساحات الاعتصام”، موضحا أن “الكاظمي بدوره يحاول ان ينفذ اغلب مطالب الصدر، خشية من تحالفه مع الفتح”.

وبين أن “هدف الكاظمي هو إبعاد الصدر عن التحالف مع الفتح والفصائل المسلحة المنضوية معه، لذا يعمد دائما الى تنفيذ مطالبه”.

الى ذلك، كشف ناشط رفض الكشف عن هويته عن “تواري اغلب الناشطين البارزين في ساحة الحبوبي عن الأنظار منذ أحداث الجمعة الماضية”.

وبين المصدر في حديث لـ”العالم الجديد” أن “أغلب الناشطين تعرضوا الى الملاحقة والتهديد، ما دعاهم الى التواري عن الأنظار، وابتعادهم عن ساحة الحبوبي والإعلام”، مضيفا ان “هؤلاء الناشطين تعرضوا الى الملاحقة من قبل الأجهزة الامنية الحكومية التي تحاول اعتقال عدد منهم”.

وتشهد محافظة ذي قار، وضعا أمنيا حرجا منذ الجمعة الماضية، حيث تمت مداهمة ساحة الحبوبي، مركز الاعتصام في مدينة الناصرية، وإحراق خيام المتظاهرين وإطلاق النار عليهم من قبل جماعات مسلحة، ما أدى الى مقتل 7 متظاهرين وإصابة 70 آخرين.

وعلى إثرها تمت إقالة قائد شرطة المحافظة العميد حازم الوائلي، وتشكيل لجنة طوارئ لإدارة المحافظة من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الذي كلف مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي برئاستها وعضوية اغلب الأجهزة الامنية.

ويوم الاحد الماضي، وصلت اللجنة الى المحافظة، وباشتر أعمالها عبر عقد اجتماعات مكثفة مع القياداة الامنية والحكومة المحلية فيها، بالاضافة الى عقد اجتماع مع المتظاهرين.

وتعد ساحة الحبوبي في الناصرية، أهم ساحة اعتصام بعد ساحة التحرير في العاصمة بغداد، وشهدت أحداثا كثيرة منذ انطلاق التظاهرات في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019، وكان للمتظاهرين فيها الدور الأبرز بالتصعيد ردا على اعمال العنف التي موست ضدهم من قبل القوات الامنية، كما عاشت ليال دامية، اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في محاولة لفض الاعتصام وإنهاء التظاهرات، وأبرزها ما عرف بـ”مجزرة جسر الزيتون” التي عاشتها المحافظة ليلتي 28 – 30 من تشرين الثاني نوفمبر 2019.

إقرأ أيضا