“ساكو” وآباء الكنائس يتحدثون لـ”العالم الجديد” عن “قداس الميلاد” في ظل كورونا

تزامنا مع بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، يستعد المسيحيون في العراق عموما وبغداد…

تزامنا مع بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، يستعد المسيحيون في العراق عموما وبغداد خصوصا للاحتفال، وسط إجراءات وقائية وتطبيق للتباعد الاجتماعي خشية الإصابة بفيروس كورونا.

ويقول الكاردينال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس رافائيل ساكو، خلال حديث لـ”العالم الجديد” انه “سنحتفل بالميلاد في أجواء غير مسبوقة بسبب جائحة كورونا، لكن العدد سوف يكون محدودا امتثالا لتدابير الوقاية، وحرصا على سلامة الناس، وسوف نركز في الموعظة على أن الميلاد دعوة لاستعادة الصفاء الروحي وتعزيز التضامن الأخوي“.

ويضيف ساكو، صاحب أعلى درجة دينية مسيحية في العالم بعد البابوية، أن “الله أبونا جميعا، ونحن كلنا إخوة من نفس العائلة البشرية، وهدفنا التأكيد على تقديم مصلحة وطننا العراق فوق كل الاعتبارات، حتى تتحقق ترنيمة الملائكة، المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح أبني البشر، والسلام على العراق والرجاء الصالح للعراقيين“.

وأدت الإجراءات الوقائية الى إلغاء كافة الأعياد والمناسبات طيلة العام الحالي 2020، واكتفت أغلب الديانات بإجراءات رسمية خلال الأعياد مع فرض حظر تجول لمنع التجمعات والاحتفالات، وامتدت هذه الإجراءات لاحتفالات الدخول بعام 2021، حيث فرضت بعض الدول الاوروبية حظرا للتجوال في ليلة رأس السنة الميلادية.

 

الى ذلك، يبين الأب البير هشام نعوم، وهو نائب رئيس تحرير مجلة نجم المشرق التي تصدر عن البطريركية الكلدانية، أن “المسيحيين في العراق يحيون الاحتفال بميلاد المسيح كل عام، ولكن في السنوات الأخيرة ونظرا للظروف الصعبة التي مرت بالبلد، ومنها ما شهده من احتجاجات في العام الماضي، ومع ذلك احتفلنا بعيد ميلاد السيد المسيح، واحتفل معنا الكثير من إخوتنا المسلمين من خلال تبادل التهاني، مثلما يهنئ المسيحيون المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم، وفي العام الحالي هناك خصوصية أخرى وصعوبة بسبب جائحة كورونا“.

ويتابع نعوم وهو كاهن في كنيسة تهنئة العذراء مريم بمنطقة زيونة شرقي بغداد، في حديث لـ”العالم الجديد” أن “الجائحة ما زالت تشكل خطرا على العراقيين كما في كل العالم، ولكن الكنيسة مصرة على الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وفقا للتعليمات الخاصة بوزارة الصحة من حيث الوقاية والتباعد الاجتماعي، وبعد أن فتحت الكنائس أبوابها في تشرين الأول الماضي في بغداد والمحافظات الأخرى قمنا بتطبيق منع التجمعات والتباعد الاجتماعي من خلال ترك مساحات داخل الكنائس بين كرسي وأخر، وفرض ارتداء الكمامة على المصلين وتعقيم اليدين عند الدخول وعند الخروج من الكنيسة“.

ويردف “وحتى لا يحرم أحد من الاحتفال بعيد الميلاد حددنا أكثر من توقيت للقداس وللصلاة، بمعنى بدلا من أن نحتفل بقداس واحد في يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، سنحتفل بقداسين، وفي بعض الكنائس بثلاثة قداديس حتى يتوزع الجميع لأداء القداس، وحتى لا تكون هناك تجمعات كبيرة“.

ويشير إلى أن “الصعوبات لم تمنع المحتفلين من الاحتفال بهذا العيد، فهو سيوطد وحدتنا، ويمنحنا في وجودنا كمسيحين أهمية كبيرة كمكون أصلي في هذا البلد، كون الدولة أعلنت يوم 25 كانون الأول ديسمبر من كل عام عطلة رسمية لكل العراقيين، وهذا يمنحنا السعادة ويعزز وحدتنا الوطنية، بعدما عانى المسيحيون خلال السنوات الأخيرة مثل كل أبناء الشعب العراقي من صعوبات عدة، وخاصة التهجير من قبل داعش، وقبلها تفجير الكنائس، والهجرة التي خسرنا لها أعدادا كبيرة من المسيحيين خاصة في العقدين الأخيرين، ورغم ذلك مازالت هناك علامات رجاء في العراق، ومازلنا نتمسك بخيط بسيط من الشعاع الموجود في بلدنا، وأملنا بأن تعود الحقوق إلى المسيحيين مثلما نأمل لكل مواطن عراقي“.

وصوّت مجلس النواب منتصف الشهر الحالي على قرار باعتبار يوم 25 كانون الأول ديسمبر عطلة رسمية لجميع العراقيين من كل عام بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، بناءً على رسالة أرسلت إلى رئيس الجمهورية من البطريرك لويس ساكو.

وأصدرت البطريركية الكلدانية تعليمات حول الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية لكنائس بغداد تمثلت بالتقيد الدقيق بالتدابير الوقائية والصحية، حرصا على سلامة المحتفلين في هذه المرحلة الحرجة من تفشي وباء كورونا.

وجاء في بيان التعليمات الذي تابعته “العالم الجديد”، أنه “في هذه الأيام المباركة القريبة من أعياد الميلاد يطلب صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، من كهنة بغداد التقيُّد الدقيق بالتدابير الوقائيّة الصحيّة حرصاً على سلامة المؤمنين في هذه المرحلة الحرجة من تفشي وباء كورونا، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمام والتعقيم عند مدخل الكنيسة خلال قداديس أعياد الميلاد ورأس السنة والدنح، والتناول في اليد وعدم المصافحة، كذلك الامتناع عن التجمعات والزيارات العائلية لمنع إصابتهم بهذا الوباء اللعين“.

وأقترح الكردينال ساكو، بحسب البيان أن “يكون الاحتفال بالقداس في أوقات مختلفة، مثل ليلة العيد قداس واحد، لكن يترك القرار إلى حكمة الكاهن وبحسب ظروف منطقته، وفي كاتدرائية مار يوسف سوف يكون قداس ليلة العيد في الساعة 30: 8 ويَحتفل به البطريرك ومعاوناه، أما قداديس يوم العيد فيكون الأول في الساعة 00: 9 صباحاً والثاني في الساعة 00: 11 قبل الظهر والثالث في الساعة 12:00 ظهراً، وأن يكون أكثر من قداس واحد لإتاحة أكثر من اختيار لمشاركة المؤمنين، خصوصاً في الخورنات الكبيرة، وبإمكان كاهن الخورنة دراستها وإقرارها مع مجلسه الخورني، أما بخصوص الأبرشيات الإخرى يترك الأمر إلى الأسقف المحلي لتقدير الوضع واتخاذ ما يراه مناسباً لرعايا أبرشيته“.

إلى ذلك، يرى الصحفي العراقي نبيل خنانو في حديث لـ”العالم الجديد” أن “كل الكنائس ستفتح أبوابها تقريبا في بغداد، لكن الاحتفال سيكون بالمشاركة في قداس ليلة العيد 24 وأيضا صباح العيد سيكون هنالك قداديس تمتد إلى يوم الاثنين صباحا، فضلا عن تطبيق التباعد المكاني والتعقيم وارتداء الكمامات، والاحتفال كالمعتاد كل عام يتضمن صلوات للسيدة العذراء، وصوم يوم واحد يوم 24 وكذلك تحضير شجرة الميلاد والمعجنات والحلويات والكرزات وشراء ملابس للأطفال وتزيين المنازل“.

فيما تقول رهف يوسف، وهي فتاة عشرينية، في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “علينا الالتزام بتعليمات البطريركية حفاظا على السلامة، وأهمية تطبيق التباعد الاجتماعي وأن الخيار الأفضل لجميع المحتفلين بهذه المناسبة اقتصار الاحتفال على مجاميع صغيرة من دون لقاءات عائلية موسعة أو إقامة حفلات كبيرة في القاعات والنوادي والساحات العامة، وقاية من الإصابة بالجائحة المنتشرة في أغلب دول العالم“.

يذكر أن البطريركية الكلدانية احتفلت العام الماضي بشكل محدود بأعياد الميلاد نظرا للأوضاع الأمنية الحساسة في بغداد، حسب وصف الكردينال ساكو في حينها، وخاطب في وقتها المسيحيين في بغداد “علينا أن نُذكِّر الجميع بأننا سبق وألغينا كل مظاهر الاحتفالات كالحفلات الاجتماعية والزينات والتهاني الرسمية احتراما لدماء الشهداء والجرحى وتضامناً مع عائلاتهم.

إقرأ أيضا