مسيحيو نينوى في أعياد الميلاد.. ولاء للأرض ومطالب على طاولة الحكومة

ألقت جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية بظلالهما على احتفالات أعياد الميلاد في محافظة نينوى الخارجة من…

ألقت جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية بظلالهما على احتفالات أعياد الميلاد في محافظة نينوى الخارجة من غزو هو الأعنف في تاريخها الحديث، حيث تعرض المسيحيون هناك لظروف قاسية خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على نينوى (2014 – 2017) والذي عمد إلى تهجيرهم وتدمير كنائسهم والاستيلاء على أملاكهم.

ويقول عصام بهنام قائمقام قضاء الحمدانية، ذي الأغلبية المسيحيية، ويضم 11 كنيسة تمت إعادة إمارها مؤخرا، في حديث لـ”العالم الجديد”، إنه “التزاماً بإجراءات الوقاية لتجنب تفشي فيروس كورونا والسلالة الجديدة منه، فإن الحكومة المحلية هنا اتبعت اجراءات مشددة أثناء القداس الذي أقيم ليلة أمس”.

Image

ويضيف بهنام، إن “المسلمين شاركونا في الاحتفالات، وهي خطوةٌ مهمةٌ لإعادة جسور الثقة بين الأديان وأبناء البلد، بعد أن حاول تنظيم داعش زرع التفرقة والفتنة بين أبناء نينوى”، مبيناً أن “5 كنائس رئيسية في الحمدانية أحيت القداس مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي”.

من جانبه، يتحدث رجل الدين المسيحي خوري قيران عن المسيحيين بوصفهم أصل سكان العراق وشركاء في بنائه، قائلاً إن “مدينة الموصل بمثابة الأم بالنسبة لهم”.

Image

ويؤكد “رغم ما حل بهم من قساوة التهجير والنزوح لكن الكثير من المسيحيين مصرون على العودة وإحياء الطقوس الدينية والاحتفالات في موطنهم الأم”، مضيفاً “رغم كل الظروف المحيطة بنا لكننا نجدد احتفالاتنا في نينوى وفي كنائسها المختلفة، وهذا تأكيد على أننا لن نتخلى عن العراق موطن الآباء والأجداد”

ويشير قيران إلى أن “الشرخ الذي أحدثه تنظيم داعش في محافظة نينوى كبير جداً، ويحتاج لجهود عظيمة من الحكومة والمنظمات والجهات المختصة، لإعادة الثقة للأقليات التي تعرضت للاضطهاد”، داعياً الحكومة الاتحادية في بغداد إلى “العمل على توفير البيئة الآمنة وتعويض المتضررين وإيجاد فرص العمل كي تعود العوائل المسيحية النازحة إلى كردستان لمناطقها في نينوى، وهذا جزء من مسؤولية الحكومة تجاه شعبها”.

Image

ويشارك متطوعون من ديانات مختلفة في الاحتفالات والمناسبات الدينية والقومية التي تقيمها جميع المكونات في نينوى “بهدف بناء الثقة وزرع روح الأخوة ومحو الأفكار التي بثتها التنظيمات المتشددة”، كما يقول بعضهم.

إحدى هؤلاء هي دينار عمار، مسؤولة فريق تطوعي يعمل في الموصل، التي تؤكد في حديثها لـ”العالم الجديد”، إن فريقها يشارك في إحياء جميع المناسبات الدينية لكل المذاهب والأديان والقوميات هناك “لإثبات أن الموصل واحدة وجمالها بتعدد مكونتها”.

Image

وتضيف أن “مشاركتنا في احتفالات المسيحيين تؤثر فيهم ويشعرون من خلالها بالاطمئنان كونهم تعرضوا لظروف قاسية، كما ان هناك حاجة لأن يشعروا بالأمان فيتشجع النازحين منهم على العودة لنينوى”.

إقرأ أيضا