من آلاف الى عشرات.. جنوب العراق يفقد المسيحيين والكنائس (فيديو)

تزامنا مع أعياد الميلاد، فقد المكون المسيحي في جنوبي العراق ثقله السكاني، وتراجعت نفوسه من…

تزامنا مع أعياد الميلاد، فقد المكون المسيحي في جنوبي العراق ثقله السكاني، وتراجعت نفوسه من آلاف العوائل الى العشرات فقط بسبب نزيف الهجرة، ما أدى الى خلو شبه تام للمنطقة الجنوبية، خاصة وأن قداس الميلاد لم يحضره سوى اشخاص معدودين.

ويقول المطران أرام بطرسيان من محافظة البصرة، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الكنائس التي أحيت قداس أعياد الميلاد (الاخير) في البصرة، هي 5 كنائس”.

ويضيف بطرسيان، أن “قرابة 150 عائلة أحيوا القداس في الكنائس: الكلدانية، الأرمنية، السريان الكاثوليك، أما في كنائس السريان الارثذكوس، الانجيلية المشيخية الوطنية، فقد أحيت القداس فيها قرابة عشر عوائل فقط”، لافتا إلى أن “ذي قار تحوي عائلة مسيحية واحدة وتخضع مناطقيا لدائرة البصرة”.  

ويبين أن “ميسان تحوي كنيسة واحدة وهي أم الأحزان، وأحيت 14 عائلة مكونة من 40 شخصا، القداس فيها”، مضيفا أن “أعداد المسيحيين في الوقت الحالي بالبصرة يبلغ ٢٥٠ عائلة فقط، اي ما يعادل قرابة 1000 شخص”.

ويلفت الى أنه “في سبعينيات القرن الماضي كان عدد المسيحين الكلدان يبلغ ما يقارب 4 آلاف عائلة، اما جميع العوائل المسيحية فكانت تبلغ 6 آلاف عائلة وكان الوجود المسيحي يشكل نسبة 13 بالمائة من التعداد السكاني العام في البصرة، اما في الوقت الحالي يقابل شخص مسيحي واحد 3 آلاف مسلم”.

وينوه الى ان “عملية الهجرة بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي”، متابعا ان “أعداد المسيح كانت قبل عام 2003 في البصرة 2000 عائلة مسيحية”.  

وبدأت هجرة المسيحيين من العراق في تسعينيات القرن الماضي، نتيجة الحصار الاقتصادي والحروب التي عاشها العراق في تلك الفترة، لا سيما وان اغلب الدول الأوروبية قد فتحت أبوابها أمام ابناء المكون، وارتفع مستوى الهجرة بعد عام 2003، نتيجة للصراعات الطائفية في البلد والتنظيمات الإرهابية التي دخلته.

ومن أقدم الكنائس في البصرة، هي كنيسة الأرمن الأرثوذكس في منطقة البصرة القديمة، ويعود وجودها إلى العام 1736، وفي المنطقة نفسها، تقع كنيسة “مار توما” الكلدانية التي شُيدت في العام 1886، وهي مغلقة نتيجة إهمالها وتشقق جدرانها مع عدم وجود أي أعمال صيانة لها.

إلى ذلك، يشير احد أبناء الطائفة المسيحية، ويدعى بسام العلواجي في حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “أعياد العام الحالي رافقتها إجراءات مشددة بسبب فيروس كورونا”.

ويتابع أن “هناك العديد من العوائل لم تحضر الى القداس الكبير بسبب هذا الوباء”، مبينا أن “عيد هذا العام رغم إجراءات التشدد فيه بسبب كورونا، الا انه لم يمنع مشاركة الطوائف وخاصة من الاخوة المسلمين أفراح اعيادنا”.

يذكر ان البصرة فقدت الكثير من كنائسها، بسبب هجرة مرتاديها والقساوسة، ومنها كنائس مار يوسف، التي أغلقت في العام 1992، ومار بيوس التي هجرت منذ 30 عاما، فضلا عن غلق الكنائس الآشورية بالمحافظة، لان اعداد ابناء الطائفة لا يزيد عن 10 من أصل 500 عائلة كانت في المدينة خلال السبعينيات.

إقرأ أيضا