خاض 16 حربا ونزاعا.. الجيش العراقي يكمل 100 عام من الانتصارات والهزائم

بمشاركة كافة صنوف الجيش البرية والجوية، انطلق صباح اليوم الأربعاء، أكبر استعراض عسكري في ساحة…

بمشاركة كافة صنوف الجيش البرية والجوية، انطلق صباح اليوم الأربعاء، أكبر استعراض عسكري في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، احتفالا بمئوية الجيش العراقي.

في 6 كانون الثاني يناير 1921، تأسس الفوج الأول في الجيش العراقي، تحت اسم “فوج موسى الكاظم”، وكان النواة الأولى في مسيرة الجيش الطويلة، ومن ثم تأسست قوتان جوية وبحرية، ثم أصبح الجيش يتكون من أربع فرق، الأولى والثالثة في بغداد بينما كانت الفرقة الثانية في كركوك والرابعة في الديوانية. 

ويعد الاستعراض العسكري اليوم، من اضخم الاستعراضات التي جرت في ذكرى تأسيس الجيش، التي يحرص العراق على تنفيذها منذ عقود، رغم تبدل الانظمة السياسية والقادة.

مر الجيش العراقي بأحداث مفصلية كبرى، بداية من قيادة بعض الضباط فيه لانقلابات عسكرية، ومرورا بـ”القرار السياسي” الذي كان له التأثير الأكبر على مسيرة الجيش ووصولا الى القرار الامريكي بـ”حله” وتأسيس الحالي الذي يعد امتدادا له، وهنا نوجز أبرز المحطات الرئيسة وموقف بعض المكونات العراقية من “اليوبيل الماسي” للجيش، المرتبط بأحداث سابقة تمت بـ”مزاج السلطة”. 

الانقلابات

 

الفريق بكر صدقي، قاد في 29 تشرين الاول اكتوبر 1936 أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق والمنطقة، حيث أطاح في وقتها بحكومة ياسين الهاشمي، الذي انتهى بإقالته بأمر من الملك غازي، وتعيين حكمت سليمان بدلاً منه، ومن ثم تعيين بكر صدقي رئيساً لأركان الجيش.

وفي نيسان 1941، قاد العقداء الأربعة صلاح الدين الصباغ، وفهمي سعيد، ومحمود سلمان، وكامل شبيب، ما تعرف بحركة مايس، والتي أُجبر فيها رئيس الوزراء آنذاك، طه الهاشمي على تقديم استقالته، فيما هرب الوصي عبد الاله من قصره بلباس امرأة، ليعلن رشيد عالي الكيلاني (3 نيسان 1941) عن تشكيل حكومة الدفاع.

وفي 14 تمو يوليو 1958، قادت حركة “الضباط الأحرار” الانقلاب لتطيح بالملكية العراقية، وفيها تم قتل جميع أفراد العائلة المالكة وعلى رأسهم الملك فيصل الثاني صاحب الـ23 سنة وولي العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد، ونفذ هذا الانقلاب، بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وباقي تشكيلة الضباط الاحرار وتم على اثرها تأسيس الجمهورية العراقية.

وبالانتقال الى 1963، فقد جرى انقلاب بقيادة ضباط ينتمون لحزب البعث، وفيه تم قتل عبد الكريم قاسم، وتسنم عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية، وعرفت بـ”ثورة رمضان”.

استمر عارف بالحكم، حتى 17 تموز يوليو 1968، قاد حزب البعث انقلابا ضده بقيادة احمد حسن البكر، ليبدأ حزب البعث في هذا الانقلاب العسكري بالسيطرة على مقاليد الحكم في العراق، التي انتقلت الى صدام حسين في عام 1979، حيث تنازل البكر عن الرئاسة له.

وكانت آخر محاولة انقلاب، جرت في عام 1994، بقيادة آمر قاعدة البكر الجوية اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي، والذي خطط لتحشيد فرق الحرس الجمهوري، لمحاصرة بغداد، ومهاجمة القصور الرئاسية ومراكز النظام المهمة، مستخدما مروحيات طيران الجيش، لكنها فشلت بعد تسريب المعلومات في وقت مبكر.

الحروب والنزاعات 

خاض الجيش العراقي 16 حربا ونزاعا، داخليا وخارجيا، انتصر في بعضها وهزم في بعضها الاخر، فيما كانت بعض هذه النزاعات “مسيسة” ما أنتج ردود فعل “سلبية” تجاه المؤسسة العسكرية.

الحروب:

البداية من عام 1941، حيث خاض العراق الى جانب المانيا وايطاليا حربا ضد المملكة المتحدة، الهند، أستراليا، نيوزيلندا، اليونان والأردن، لتنتهي بهزيمته وتثبيت العرش الهاشمي وتأسيس حكومة موالية لبريطانيا.  

وفي عام 1967، تجددت الحرب العربية مع اسرائيل، بمشاركة العراق و6 جيوش عربية، ليسطر فيها الجيش العراقي بطولات كبرى، رغم هزيمة الجيوش العربية مشتركة، بالحرب.

في عام 1973، حقق الجيش العراقي وبالاضافة الى 11 جيشا انتصارا كبيرا على اسرائيل، أدّى إلى هُدنة في ظل وجود أراض عربية محتلة، وفيه نجحت مصر بتدمير خط بارليف واستعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء، واستعادت سوريا مدينة القنيطرة ودمرت خط آلون، وتوقف الهجوم العربي على إسرائيل، بموجب وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.

ومن اكبر الحروب التي خاضها العراق، وأطول حرب تقليدية في القرن العشرين، هي الحرب العراقية – الايرانية 1980 – 1988، التي انتهت بقرار مجلس الأمن رقم 598، وموافقة البلدين على وقف إطلاق النار، وفيها كان يتكون الجيش العراقي من 12 فرقة عسكرية.

عام 1990، دخل الجيش العراقي الى دولة الكويت، وسيطر عليها وأعلن العراق ضم الكويت اليه كمحافظة 19، لتنتهي هذه الحرب بالهزيمة، وفرض عقوبات دولية على العراق من قبل التحالف الدولي لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة عام 1991.

عام 2003، هزم الجيش العراقي، بحربه امام التحالف الدولي، الذي أسفر عن إسقاط نظام صدام حسين بالكامل، وإنهاء وجود حزب البعث فيه، وإنشاء حكومة مدنية من قبل الائتلاف الدولي لقيادة العراق خلال المرحلة الأولى التي تلت الحرب.

النزاعات:

في 1943 – 1945، دخل الجيش العراقي بمواجهة مع “ثورة بارزان الثانية” الكردية، وانتهت بهزيمة الثوار او المتمردين الكرد، ليشارك في عام 1948، بالحرب العربية ضد اسرائيل، الى جانب 7 جيوش عربية، وكان له الدور الأبرز فيها، وحقق انتصارات كبيرة، رغم اعلان الهدنة رسميا وسيطرة اسرائيل على الاراضي الفلسطينية.

وفي 1961 – 1970، دخل الجيش بحرب مع القوى الكردية، انتهت بتثبيت اتفاق الحكم الذاتي.

وفي عام 1974، دخل الجيش العراقي بمواجهة جديدة مع الكرد، أدت الى استعادة السيطرة على اقليم كردستان من قبل الدولة العراقية آنذاك.

وفي عام 1991 ايضا، دخل الجيش العراقي بمواجهة مع “المنتفضين الشيعة” في جنوبه وهي “الانتفاضة الشعبانية” وفي ذات الوقت دخل بمواجهة مع القوى الكردية في شماله، لتنتهي بإنهاء الانتفاضة في الجنوب ومنح الكرد الحكم الذاتي، وتم تأسيس إقليم كردستان.

وفي 1995، شارك الجيش بـ”الحرب الكردية” التي جرت بين القوى الكردية في اقليم كردستان لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وانتهت بانسحاب الجيش من الاقليم.

وفي عام 1999، أنهى الجيش انتفاضة لأتباع المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر، وذلك بعد اغتياله من قبل النظام السابق برئاسة صدام حسين.

في عام 2014، خسر الجيش العراقي ايضا في أول مواجهة مع تنظيم داعش في 3 محافظات عراقية، ليعود في عام 2017، معلنا الانتصار الاكبر على التنظيم عبر تحرير كافة الاراضي العراقية من سيطرته.

وفي عام 2017، تحرك الجيش العراقي، لاستعادة محافظة كركوك من سيطرة اقليم كردستان، بعد تلويح الاقليم بالانفصال عن العراق كدولة مستقلة.

المواقف من الجيش

في كل ما ورد أعلاه من حروب ونزاعات، كان للسياسة الدور الأكبر فيها، كون المؤسسة العسكرية أصبحت بعد تولي حزب البعث الحكم في العراق، أداة لتنفيذ خططه، بعد أحكام القبضة عليها بـ”القوة”. 

 

الجانب الكردي، لم يعلن عن تعطيل الدوام الرسمي اليوم بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش، وخاصة الذكرى المئوية، رغم ان هذه الذكرى تعد عطلة رسمية في العراق بصورة عامة.

ويتهم الكرد الجيش العراقي ولا سيما في عهد النظام السابق بالمشاركة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتنفيذ إبادة جماعية بحقهم.

ومن جانب بعض الناشطين والمدونيين، فقد أعتبر الكثير منهم ان دور الجيش رغم كل الانتصارات التي تحققت في بعض الحروب، فانه لم يعد القوة الأولى في البلد لحفظ أمنه، بعد تحوله الى “أداة سياسية”، بل عجزه عن السيطرة على الانفلات الأمني داخل البلد في السنوات القليلة الماضية.

وفي عام 2003، وبظل سلطة الائتلاف المؤقتة، فقد تم حل الجيش العراقي بقرار من الحاكم المدني بول بريمر، لتبدأ مسيرة تشكيله الجديد، الذي لم ينقطع عن سابقه.

إقرأ أيضا