كيانات “تشرين”.. هل ستغير خارطة العراق السياسية؟

بعد مرور ذكرى عامها الأول واقتراب موعد الانتخابات المبكرة، أثمرت “انتفاضة تشرين” في العراق عن…

بعد مرور ذكرى عامها الأول واقتراب موعد الانتخابات المبكرة، أثمرت “انتفاضة تشرين” في العراق عن تأسيس حركات سياسية لتكون “بديلا عن الأحزاب الحالية”، بحسب أحد مؤسسي إحدى تلك الحركات، لكن ما زال قرار مشاركتها في الانتخابات غير “محسوم” فضلا عن عدم ظهور الشخصيات التي ستعلن عن ترشيحها

ويقول الناشط حسين الغرابي، مؤسس إحدى تلك الحركات “البيت الوطني”، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تشرين لا يمكن اختزالها بحزب او حركة سياسية معينة، بل هي فكرة اجتماعية سياسية، أسست لمفاهيم جديدة في الساحة العراقية، حيث انها فرضت نفسها كلاعب رئيسي، وغيرت الكثير من مفاهيم اللعبة في العراق“.

ويضيف الغرابي “حتى الآن انبثقت من تشرين حركتان فقط، هما (امتداد) و(البيت الوطني)، أحدهما سجل بمفوضية الانتخابات رسميا، بينما الثاني تجاوز مرحلة الـ50 بالمائة من التسجيل”، مبينا أن “تشرين كان مطلبها الأساسي ايجاد البديل عن هذه الأحزاب الحاكمة وبالتالي مؤكد انه سيخرج منها عدد من الكيانات والاحزاب السياسية“.

ويلفت الى أنه “قد تمت مفاتحتنا من قبل اللجنة المركزية للتظاهرات بشأن توحيد كلمة الكيانات التي انبثقت من تشرين تحت راية واحدة، وهناك مساع جادة وقوية ليكون ائتلاف تشرين الموحد في الانتخابات، ونحن في البيت الوطني حتى الآن لم يحسم أمرنا بشأن دخول الانتخابات من عدمها“.

ويوضح أن “هناك حركة واحدة جاهزة حاليا للدخول في الانتخابات المقبلة وهي حركة علاء الركابي (امتداد)”، منوها الى ان “فكرة البيت الوطني نابعة من ان الديمقراطية مشوهة في العراق، وبحاجة إلى حزب شامل جامع للجميع تحت خيمته، حيث أن الأحزاب الحالية جميعها طائفية، وهي تجدها شيعية سنية كردية مسيحية وحتى الآقليات”، لافتا الى أن “اليوم البيت الوطني شامل للجميع ونواته موجودة في جميع المحافظات ونأمل ان يكون مرافق جيد لتاريخ العراق الحديث“.  

الى ذلك، يقول الناشط في تظاهرات الناصرية مركز محافظة ذي قار، عدنان عزيز، في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “على الكتل التي خرجت من تشرين، أن لا تدعي شرف تمثيل تشرين، أو كونها جزءا من تشرين، لأنها إذا ما حالفها الحظ او فشلت في الانتخابات فانها لا تلقي باللوم والخسارة على تشرين، كما حصل مع بقية الكيانات سابقا“.

ويدعو عزيز تلك الكيانات الى “تكثيف الرقابة الأممية والشعبية وكافة الرقابات الأخرى على المراكز الانتخابية، حيث أن من الواجب إعلان النتائج الانتخابية في المراكز التي أجريت فيها، وتعتبر نتائج نهائية، وعدم اعطاء أي شرعية بنقل الصناديق الانتخابية إلى بغداد، لأنه إذا تم نقل الصناديق إلى العاصمة وأعلنت النتائج من هناك، فإنها ستزور ولن تحظى بالشرعية المطلوبة“. 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجوما كبيرا على حركة امتداد، تمثل بتداول مقاطع فيديو سابقة لعلاء الركابي، وهو يؤكد انه لن يرشح في الانتخابات ولن يتسلم أي منصب، وبالمقابل جاءت الردود المؤيدة لتظاهرات تشرين وللركابي، تستفهم عن دور الأحزاب الحالية وما قدمته للمواطن، ما خلق حالة كبيرة من الانقسام بين الطرفين

يذكر أنه خلال الفترة الماضية، ظهرت العديد من الحركات والتحالفات تمهيدا لخوض الانتخابات المبكرة، التي من المقرر أن تجري في حزيران يونيو المقبل، وأغلبها تتبع لتيارات سياسية، لكنها ظهرت بشكل “مستقل” وذلك حسب تقرير سابق لـ”العالم الجديد” تم الكشف فيه ان تيارا سياسيا يعتزم المشاركة بالانتخابات عبر 20 كيانا سياسيا بصفة “مستقلة”، لكنها مرتبطة به.

وشهد العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019، انطلاق تظاهرات شعبية كبيرة، تحولت فيما بعد الى اعتصام مفتوح في 10 محافظات، ومنذ الايام الاولى للتظاهرات واجهت القوات الامنية المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية، ما أوقع قرابة الـ600 قتيل و25 الف جريح.

وأسفرت التظاهرات عن تقديم رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي استقالة حكومته، نتيجة للضغط الجماهيري وتدخل المرجعية الدينية العليا في النجف، وبعد سلسلة من المباحثات السياسية وترشيح شخصيتين لتولي منصب رئيس الحكومة، صوت مجلس النواب في ايار مايو على حكومة مصطفى الكاظمي، وأوكلها مهمة التمهيد لإجراء انتخابات مبكرة.

وقد حدد الكاظمي بعد توليه المنصب، السادس من حزيران يونيو المقبل موعدا لاجراء الانتخابات المبكرة، وهذا التاريخ ما زال غير محسوم، وهناك مطالبات بتأجيل الانتخابات لشهر تشرين الاول اكتوبر المقبل، بحسب كتاب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

إقرأ أيضا