زيارة الحجرف الى بغداد.. ماذا عن العراق "غير الرسمي"؟

زيارة الحجرف الى بغداد.. ماذا عن العراق "غير الرسمي"؟

بغداد – العالم الجديد

"العراق الرسمي والعراق غير الرسمي" بهذه الرؤية اختصر محلل سياسي كيفية تعامل البلد مع دول الخليج وسبل تنشيط العلاقات، التي أكد انها مهمة جدا في ظل الإرباك الاقتصادي والسياسي الذي يعانيه العراق، وهذا ما يجب ان تعيه كافة الجهات الداخلية، فيما ذهب خبير اقتصادي الى العلاقات العراقية الخليجية، ل
...

"العراق الرسمي والعراق غير الرسمي" بهذه الرؤية اختصر محلل سياسي كيفية تعامل البلد مع دول الخليج وسبل تنشيط العلاقات، التي أكد انها مهمة جدا في ظل الإرباك الاقتصادي والسياسي الذي يعانيه العراق، وهذا ما يجب ان تعيه كافة الجهات الداخلية، فيما ذهب خبير اقتصادي الى العلاقات العراقية الخليجية، لها مردودات اقتصادية كبيرة وانها تسير بشكل سلس.

 

ووصل بغداد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف، اليوم الاثنين، وأجرى لقاءات عدة، أبرزها مع رئيس الجمهورية برهم صالح، وأكد خلاله على ان دول المجلس تتطلع لتعزيز العلاقات مع العراق في جميع المجالات وفتح آفاق التعاون المشتركة، وذلك عقب مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية فؤاد حسين، أبدى فيه دعم المجلس لاستقرار وسيادة العراق، وحرصه على توثيق العلاقات مع بغداد، مشيرا الى أنه ناقش في بغداد موضوع الربط الكهربائي الخليجي.    

 

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري في حديث لـ"العالم الجديد" إن "زيارة امين عام مجلس التعاون الخليجي الى العراق، ايجابية ومشجعة جدا، لان الوضع العراقي مرتبك سياسيا واقتصاديا وبحاجة الى الدعم".

 

ويوضح الشمري، ان "هذه الزيارة نقلة مهمة للعلاقات العراقية الخليجية اذا استثمرت بشكل صحيح"، مستطردا ان "العراق الرسمي مع هذه العلاقات، لكن على العراق غير الرسمي ان يدرك ارتداداتها الايجابية".

 

ويلفت الى ان "من دفع مجلس التعاون الى المجيء الى بغداد، هو المصالحة الخليجية وهي رسالة الى ان الخليج واحد في تعامله مع العراق، ويريد أن يوصل رسالة مفادها ان المنظومة الخليجية داعمة للعراق بشكل كامل".

 

ويؤكد ان "قطر، وبعد اتفاق العلا لن تخرج من الاتفاق الخليجي، واعتقد ان المصالحة ستؤدي الى تخفيف التوتر في العراق والمنظومة الخليجية بشكل عام، خاصة وان ايران ايضا طلبت الحوار مع دول الخليج"، مستدركا ان "المرحلة الحالية، هي مرحلة هدوء للجميع، وحتى التصريحات والمواقف ليست حقيقية".

 

وعصفت بالعراق والسعودية، مؤخرا بعض التوترات بعد تقدم السعودية بطلب لاستثمار بادية العراق، الأمر الذي جوبه بالرفض من قبل بعض الجهات داخل العراق، وابرزها الفصائل المسلحة، التي اعتبرت الاستثمار السعودي "احتلال" لاراضي العراق.

 

ويعاني العراق من أزمة مالية، بدأت مع هبوط اسعار النفط العالمية، ما حا لدون قدرة الحكومة على تمويل تمويل رواتب الموظفين، ولجأت الى الاقتراض الداخلي في حزيران يونيو الماضي، وفي أيلول سبتمبر الماضي تأخر تمويل الرواتب اكثرمن 40 يوما ما أثار موجة غضب شعبية كبيرة، ما دفع مجلس النواب الى الموافقة على اقتراض اخر للحكومة لتمويل الرواتب لمدة 3 اشهر.

 

وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي ملاذ الامين، في حديث لـ"العالم الجديد" حول زيارة الحجرف الى بغداد، إن "هذه الزيارة ايجابية في مجال إعادة العراق الى محيطه العربي، ولها مردودات اقتصادية كبيرة، وكما صرح الحجرف، فان المجلس يدعم استقرار وسيادة العراق، ويحرص على توثيق العلاقات مع بغداد، الى جانب بحث موضوع الربط الكهربائي الخليجي مع العراق".

 

ويتابع الامين "نعلم ان المملكة العربية السعودية هي عضو في المجلس وان سياستها مع العراق قد أوضحت من خلال زيارة المسؤولين السعوديين الى بغداد، وكذلك زيارات المسؤولين العراقيين الى الرياض وقد بانت اوائل حسن نية السعودية في العراق بعد افتتاح منفذ عرر الجديد بين البلدين الى جانب الاجتماعات المتواصلة خلال اللجنة المشتركة –العراقية السعودية – لتطوير العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين، وان ما يتداول بشان وجود دلائل تشير الى ضلوع دول خليجية في تفجيري ساحة الطيران هي مجرد تكهنات وان العلاقات بين العراق ومجلس التعاون مجتمعا او على انفراد مع دول الخليج كالسعودية والكويت تسير بشكل سلس باتجاه زيادة اواصر التعاون والسماح للاستثمارات بالعمل العراق لتنشيط اقتصاده وتوفير فرص عمل جديدة".

 

ويوم الخميس الماضي، فجعت العاصمة بغداد بتفجير مزدوج بسوق شعبية في ساحة الطيران، ما ادى الى مقتل واصابة حو 150 شخصا، ما أثار ردود فعل غاضبة تجاه المنظومة الأمنية وتدخل دول الجوار، حيث تم اتهام السعودية بضلوعها في التفجير، ما أعاد الحديث حول الاستثمار السعودي في العراق، بحسب جهات حليفة لطهران داخل العراق.

أخبار ذات صلة