ما خلفية انتشار سرايا السلام في 3 مدن؟

بعد 3 ايام من توتر جرى بين التيار الصدري وناشطين في محافظة النجف، أعلن التيار…

بعد 3 ايام من توتر جرى بين التيار الصدري وناشطين في محافظة النجف، أعلن التيار اليوم الاثنين عن وجود تهديد للمقدسات في العاصمة بغداد والنجف وكربلاء، وعقب الاعلان بدقائق انتشرت قوات سرايا السلام في هذه المدن وجرت اجتماعات بين قادتها العسكريين، وفيما أكد الناطق باسم السرايا ان الانتشار جاء بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والجيش العراقي، وصف محلل سياسي ما يجري بـ”رسالة” للمكون الشيعي بان “التيار هو من يحكم العراق“.

ويقول صفاء التميمي، الناطق باسم سرايا السلام، وهي القوة العسكرية المرتبطة بالتيار الصدري ومنضمة لهيئة الحشد الشعبي في حديث لـ”العالم الجديد” إنه “بعد صدور كلام وزير القائد (وهو صالح محمد العراقي، المقرب من زعيم التيار مقتدى الصدر)، بخصوص ورود معلومات تفيد بوجود تهديد او اتفاق بعثي داعشي مع بعض المندسين للهجوم على المقدسات في كربلاء والنجف وبغداد، انتشرت السرايا في هذه المدن لحمايتها“.

ويبين التميمي، أن “التهديد لا يخص المراقد الشيعية فقط، وانما يهدف لنشر الفتنة”، متابعا “بعد كلام وزير القائد، جرى اجتماع بين المعاون الجهادي للصدر، ابو ياسر مع القيادات الامنية في السرايا وتمخض الاجتماع عن الجهوزية الكاملة والانتشار في هذه المدن تفاديا أي خرق“.

ويوضح أن “الانتشار تم بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والجيش العراقي، وغير متعارض معها، بل جرى تنسيق على مستوى عال لحماية العاصمة والمقدسات”، مؤكدا أن “الانتشار مستمر حتى الان، وفي حال ورود طلب من الاجهزة الامنية او بعد انتهاء التهديد، سيكون هناك حديث آخر“.

ماذا جرى قبل 3 ايام؟

في يوم الجمعة الماضي، وتحديدا في إحدى قاعات اتحاد الادباء والكتاب في محافظة النجف، جرت فعالية استذكارية لضحايا تظاهرات ساحة الصدرين في المحافظة، الذين سقطوا نتيجة صدامات مع إحدى الجهات المسلحة، وخلال الفعالية تم ترديد شعارات مناهضة للصدر وبلغت حد “الاساءة“.

صباح السبت، توجهت مجاميع من سرايا السلام نحو مقر الاتحاد، ما دفع صالح محمد العراقي (وزير القائد) الى نشر تغريدة أكد فيها ان ما حصل في الاتحاد لا يمثله بل صدر من مجموعة “بعثية داعشية”، مؤكدا “سنتصرف بطرق اجتماعية وقانونية اخرى نجعلهم عبرة للجميع”، وذلك بعد ان دعا انصاره بعدم التظاهر امام الاتحاد.

وفي ليلتها كشف الناشط من محافظة كربلاء، رائد الدعمي عن تحريره بعد ان اختطف صباحا، وتعرضه خلال الاختطاف الى التعذيب على خلفية انتقاده زعماء دينيين.

العودة لليوم

في الساعة 5 و33 دقيقة من مساء اليوم، نشر الحساب الرسمي لصالح محمد العراقي، الذي يلقب بـ”وزير القائد”، منشورا قال فيه “اللهم برداً وسلاماً وأمناً على العراق وشعبه، وصلتنا معلومات شبه مؤكدة بأن هناك اتفاقاً بعثيا داعشيا وبعض المندسين معهم للهجوم على بعض المقدسات في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والعاصمة بغداد، مع العلم ان الاستهداف لا يخصّ المراقد الشيعية إن جاز التعبير لنشر الفتنة والفوضى“.

بعد ذلك، وعلى وجه السرعة نشر المكتب الاعلامي للمعاون الجهادي ابو ياسر بيانا قال فيه “بعد ورود معلومات شبه مؤكدة بوجود مخطط لاستهداف المراقد المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء عقد المعاون الجهادي للصدر الحاج ابو ياسر اجتماعاً عاجلاً مع القيادات العسكرية لسرايا السلام ويعلن الجهوزية التامة واستعداد المجاهدين كافة لاي طارئ يحصل دفاعاً عن ارض الوطن والمقدسات“.

الامر لم يتوقف هنا، بل وببيان آخر مشابه لما ورد أعلاه، نشر حيدر الجابري، مدير المكتب الاعلامي للصدر بيانا أكد فيه على ذات التهديد للعاصمة بغداد والمقدسات، وفيه “أعلنت الجهوزيةِ التّامةِ لأبناءَ سرايا السلامِ، للدفاعِ عن العراقِ ومقدساتهِ، الشيعيّة والسنيّة والمسيحيّة وهي تحتَ أُمرةِ القائدِ الصدرِ لصدِّ أيَّ اعتداءٍ غاشمٍ يستهدفُ أمنَ العراقِ وسيادتهِ، جنبًا إلى جنبٍ مع قواتنا الأمنية البطلة لمنعِ عبثَ العابثينَ والمأجورين“.

وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، الكثير من الصور لانتشار سرايا السلام في المدن، عبر عجلاتهم البيضاء رباعية الدفع وهي تحمل رايتهم الرسمية، فيما لم يصدر لغاية الان أي بيان او تعليق من قبل الاجهزة الامنية، سواء وزارة الداخلية او وزارة الدفاع.

من جانبه، يرى العميد الركن المتقاعد أعياد الطوفان، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “سرايا السلام هي جزء من الحشد الشعبي، ولها سلاح وعجلات وكل الامرو الاخرى، وهذا من الجانب الحكومي، لكن استلام الاوامر والقيادة هي من زعيم التيار مقتدى الصدر، وهذا ما تجلى في انتشار اليوم بقوة السلاح“.

ويبين الطوفان “لكن عندما يحدث قصف امريكي او استلام للرواتب او أي تعرض آخر، فهم جزء من القوات المسلحة، وهذه الازدواجية ظهرت اليوم بأحلى صورها”، متسائلا “ما المبرر لوجود سرايا السلام في سامراء، وما المبرر لوجودها في الطريق الرابط بين صلاح الدين والانبار باتجاه الثرثار، واغلاقهم للطريق بعد يوم من افتتاحه عقب إعادة تأهيله؟“.

ويؤكد أن “ما جرى اليوم هو رسالة لعودة سيارة البطة، وتأكيد انهم هم من يتحكمون بالبلد وهم حكام العراق، والرسالة ليست للاجهزة الامنية فقطن بل للمكون الشيعي وابتاعه من اهل السنة“.

وخلال الاسبوع الماضي، صدرت العديد من التصريحات من نواب تحالف سائرون المرتبط بالتيار الصدري، حول ان رئيس الوزراء المقبل سيكون “سائق بطة”، وذلك في إشارة الى ان نوع عجلة تويوتا تسمى محليا بـ”البطة” وبرزت خلال السنوات الاولى بعد عام 2003، والصقت بها تهمة “القتل والتصفية”، لكن نواب سائرون استشهدوا بها مؤكدين ان المهمة المقبلة هي “محاربة وتصفية الفاسدين“.

إقرأ أيضا